لم تنته معاناة النازحين من محافظة الأنبار بالخروج من أتون الصراع الدائر هناك، فمع دخول الالاف من العوائل الى العاصمة بغداد، وباقي محافظات الوسط والجنوب بدأت معاناة النزوح الأخرى، فقد كشفت معلومات مؤكدة عن قيام بعض العوائل النازحة من محافظة الأنبار، بمغادرة العاصمة بغداد الى محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق بعدما عجزت عن إيجاد سكن لائق ومناسب لها.
وقال مصدر مطلع في حديث لـ”العالم الجديد” أمس الثلاثاء، إن “العوائل النازحة من محافظة الأنبار، من غير القادرة على العثور على سكن في بغداد، او غير المتمكنة ماديا بدأت بالتوجه إلى محافظة أربيل”.
وأضاف المصدر أن “الرحلات الجوية من بغداد إلى أربيل قد حجزت بالكامل”.
وفي سياق متصل، كشف مصدر داخل الأمم المتحدة عن إصدار محافظة النجف، قرارا في بداية شهر نيسان أبريل الحالي، يمنع دخول نازحي الانبار بسبب عدم قدرة المدينة على استيعاب أعداد جديدة، الا أنها تراجعت عن القرار مرة أخرى.
ووفقا لخطاب رسمي من قبل مجلس محافظة النجف، صدر بتاريخ 2 نيسان أبريل موجه إلى وكالة الأمن الوطني والشرطة، أعطيت تعليمات لإيقاف استقبال النازحين الجدد في مدينة النجف، حيث لا يمكن استيعاب النازحين الجدد، كما ذكر المصدر في حديثه لـ”العالم الجديد” أمس.
ومع ذلك، فقد لوحظ أنه لم ينفذ هذا القرار على أرض الواقع، اذ استطاعت بعض العوائل النازحة من الرمادي دخول المدينة.
وأردف المصدر أن “السلطات في النجف أعلنت في 19 نيسان أبريل، أنها لن تسمح لمزيد من النازحين للدخول على اعتبار أن المحافظة وصلت اقصى قدرات استيعابها”، مشيرا الى أن “محافظتي واسط و كربلاء لا تسمح للنازحين الجدد من الدخول، إذ لم يتم تنشيط نظام الكفالة في أي منهما”.
من جهة أخرى، أشار مصدر مطلع آخر في محافظة السليمانية الى أن “المحافظة استقبلت في 19 نيسان أبريل الحالي 5 الاف و200 عائلة نازحة”.
ولفت المصدر في حديث لـ”العالم الجديد” أمس، الى أن “الأسر النازحة تدخل وفق تصاريح سياحية صالحة لمدة أسبوع واحد فقط، تكون قابلة للتجديد في أي نقطة تفتيش أو مكتب للآسايش داخل المحافظة”، منوها الى أن “إجراءات الدخول بسيطة ولا حاجة لكفيل أبدا”.
وشهدت محافظة الانبار منذ أيام موجة نزوح كبيرة وغير مسبوقة بسبب الحرب الدائرة في مدينة الرمادي بين تنظيم الدزولة الاسلامية (داعش) والقوات الأمنية المدعومة بالعشائر وقوات الحشد الشعبي.