كشفت مصادر ميدانية مطّلعة عن احراز تقدم ميداني ملحوظ خلال اليومين الماضيين في عملية تحرير مدينة تكريت مركز محافظة أراضي صلاح الدين، كاشفة عن اعتماد عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” المعروف بـ(داعش) في تكريت، على عدد من الأنفاق يصل أحدها الى عمق خمسة امتار، وعرض بمساحة أربعة أمتار وطول 30 كلم، فضلا عن تلال وهمية الغرض منها ايقاف زحف القوات العسكرية.
وأكد عمار الوائلي الصحفي الميداني المرابط في الخطوط الأمامية في تلك العمليات، في اتصال هاتفي مع “العالم الجديد”، أنه “بعد عدة ايام من القصف المتواصل على المناطق التي يتمركز فيها الدواعش في جزء من مدينة تكريت بدأت عمليات التوغل البري منذ يوم السبت الماضي”.
وأضاف الوائلي “بعد حصول تلكؤ في اليوم الاول نتيجة لتمركز القناصين وصعوبة المنطقة حصل تقدم واضح يومي أمس الاول (الاحد)، وأمس الاثنين، حيث تم تحرير وادي شيشين، وبوابة تكريت ومحاصرة مستشفى تكريت، وتدمير خط الدفاع الاول للدواعش”.
وتابع أن “القطعات تتقدم ببطء نتيجة لاعتبارات عديدة، لكنها تحرز تقدما يوميا، ويجري حاليا عزل قطعات داعش، وتطويقها ثم معالجتها برويّة”.
وعن تضارب الانباء حول تحرير مستشفى تكريت يقول الوائلي ان “المستشفى محاصر، لكن يصعب السيطرة عليه حاليا، لأنه مفخخ بشكل شبه كامل، وفيه يتمركز بعض عناصر (داعش)”.
الى ذلك، توقع قائد فرقة العباس القتالية الشيخ ميثم الزيدي الذي تشارك في تحرير مدينة تكريت ان يتم تحريرها في غضون ثلاثة ايام بشكل كامل من عناصرالتنظيم المتطرف.
وقال الزيدي في حديث لـ”العالم الجديد”، ان “العملية تسير ضمن ضمن المخطط لها اذ تم محاصرة المدينة من جميع الجهات، بدءاً من المحور الجنوبي اذ تم رفع العلم العراقي اعلى مبنى مستشفى تكريت العام، ثم تم تحرير منطقة سكك قطار تكريت، اما الشمالي فتم تحرير مدينة القادسية، وهي حي سكني هو الاكبر في تكريت، كما تم تحرير منطقة حي الزهور وهي المحور الشرقي.
على صعيد ذي صلة، ذكر مصدر في حديث لـ”العالم الجديد” أمس، أن “عناصر تنظيم (داعش) يعتمدون كثيرا على اسلوب التخفي، والتحرك بعيدا عن انظار الغطاء الجوي، حيث تم اكتشاف خندق طويل يمتد لحوالي 30 كلم، يمتد من شمال سامراء وحتى مناطق الدور والعلم”.
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته ان “الخندق بعرض حوالي اربعة امتار، وبعمق حوالي خمسة امتار، كما ان جزءا من ذلك الخندق تم تفخيخه”، لافتا الى ان “من الاساليب الاخرى التي استحدثها (داعش)، لإعاقة التقدم هي وضع اعداد هائلة من التلال متوسطة الحجم من التراب في طريق القوات العراقية، ما يضطر تلك القوات الى فحص كل واحدة من تلك التلال، التي تبين لاحقا انها وضعت للتمويه بهدف اعاقة تقدم القطعات.
ومن الاساليب الاخرى التي يستخدمها الدواعش هي استحداث مساكن خاصة بهم تحت الارض وذلك من خلال دفن حاويات النقل الحديدية المحكمة، ودفنها في الارض لتكون بعيدة عن الانظار.
وكانت “العالم الجديد”، سلطت الضوء في مناسبات سابقة على اعتماد (داعش) على الانفاق واحداث شقوق بين المنازل المتلاصقة من اجل سهولة التحرك بعيدا عن انظار سلاح الجو.
يذكر أن عمليات تحرير صلاح الدين المسماة “لبيك يا رسول الله”، قد انطلقت مطلع اذار مارس الجاري، بمشاركة حوالي 30 ألف عنصر من الجيش العراقي والحشد الشعبي في رقعة جغرافية تصل لحوالي 4600 كيلو متر مربع.