بحثت السعودية من خلال لقاء وزير دفاعها محمد بن سلمان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هامش فرصة ولو قليلة للحصول على ضمانات بان لا تنتهي مرحلة انتقالية سياسية يتحدث عنها الروس لبقاء الرئيس السوري بشار الاسد.
لقاء موسكو الاخير اعتبره دبلوماسيون مراقبون بمثابة نافذة اخيرة لتحقيق شكل من انماط التفاهم السياسي ليس على العملية العسكرية الروسية التي اصبحت واقعا، ولكن على ما بعدها فكرة اللقاء الروسي السعودي حصريا فكرة ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد .
ووفقا لمعلومات خاصة نشرتها صحيفة راي اليوم، فقد بادر بن زايد لترتيب اللقاء بين بوتين ووزير الدفاع السعودي بعد ازمة صامتة في العلاقات بين لجانبين كان عنوانها انزعاج موسكو من التصريح الشهير لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير في نيويورك والذي هدد فيه بعمل اجتياح عسكري ضد النظام السوري في نفس الوقت الذي كان فيه الرئيس بوتين يمهد لحربه الجديدة مع قادة العالم.
تصريح الجبير اثار استفزاز موسكو وتقدير ابو ظبي كان يتحدث عن عدم وجود مصلحة في مثل هذا الاستفزاز خصوصا وان دولة الامارات تتبنى وجهة النظر التي تؤكد بان الحضور الروسي العسكري في سورية تم التفاهم عليه مع الادارة الامريكية وبان واشنطن بدأت تبدل في استراتيجياتها في المنطقة وتضلل دول الخليج بصورة تسمح بتأثير سلبي على امنها القومي.
وجهة نظر ابو ظبي في الكواليس ايضا كانت تحذر من تأثيرات سلبية لاستفزاز روسيا بعد تصريحات الجبير على جبهة التحالف العربي العسكري في اليمن خصوصا مع اقتراب موعد معارك عسكرية حاسمة في مأرب ومحيط صنعاء.
المعادلة التي دفعت بالأمير السعودي بمبادرة اماراتية خالصة الى الكرملين قد تتمثل حسب دبلوماسي غربي مطلع جدا بتمرير الترتيب العسكري الروسي في سورية مقابل صمت موسكو على ما يحصل في اليمن.
خلافا للانطباع السائد لم تحصل السعودية على ضمانات قطعية من اي نوع والهدف من لقاء محمد بن سلمان بوتين كما تجاوز المزاج الذي انتجه الوزير الجبير، والتأكيد على نوايا بن سلمان في الانتقال الى مستوى التعاون العسكري والمضي قدما بخطط تم الاتفاق عليها سابقا في هذا المجال.
حظي الامير بن سلمان بلقاء بوتين لكن الاوساط المتابعة لاحظت بانه بقي في الانتظار لـ15 دقيقة قبل الانتقال للقاء وتبادل وجهات النظر وسط تأكيدات بوتين بان السعودية لها مصلحة في مكافحة الارهاب في سورية وبان الاهداف العميقة للعمل العسكري تتمثل في الحفاظ على عودة التوازن في المنطقة اقليميا اكثر من التركيز الحصري على بقاء او عمر الرئيس السوري بشار الاسد.