مر على جسد الدولة العراقية، الكثير من الوزراء التابعين لكتل سياسية مختلفة والذين عبّروا عن ولائهم لها أو لمناطقهم التي ينتمون اليها بطرق مختلفة، غير أن أيا منهم لم تصل به الحال الى ما وصلت اليه حال وزير العلوم والتكنولوجيا الحالي فارس ججو، بعد “تبرعه” بعقول وزارته الى اقليم كردستان, بدلا من بغداد وباقي المحافظات الأخرى الأكثر حاجة، تعبيرا عن الولاء غير المبرر لزعيم الاقليم مسعود بارزاني، كون “ججّو” يشغل منصبه الحالي كوزير عن الحزب الشيوعي العراقي ولا علاقة له باقليم كردستان، حسبما افاد مصدر كردي مطلع.
وقال مصدر رفيع المستوى داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “وزير العلوم والتكنولوجيا فارس ججو بعث برسالة شفوية الى رئيس الاقليم مسعود بارزاني يتعهد له بارسال افضل العلماء والخبراء في الوزارة الى اقليم كردستان لتقديم خبراتهم من أجل تطوير الزراعة والصناعة وتحسين البيئة في مناطق الاقليم”.
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن “ججو أكد في رسالته الى بارزاني اخلاصه لكردستان التي سكن وناضل فيها ضد الدكتاتورية حين كان عنصرا في قوات البيشمركة”، مؤكدا أنه “أبلغ بارزاني عبر وسيط من الحزب الديمقراطي الكردستاني، بأن وزارة العلوم كنز (بالاشارة الى العلماء والخبراء الذين تضمهم)، وأن بغداد لم تعثر عليه حتى الان، وطالما انه (ججو) عثر عليه، فيجب ان يستغله اقليم كردستان أولا، لاسيما في عملية تطوير الصناعة والزراعة”.
ولتحقيق هذا المقترح، وتنفيذه على أرض الواقع، أبلغ الوزير المنتمي الى الحزب الشيوعي العراقي الوسيط المقرب من بارزاني، بأنه “سيقنع رئيس الوزراء حيدر العبادي بفتح فرع للوزارة في أربيل، كآلية قانونية يتم من خلالها نقل الكنز”.
ولم يبين المصدر ما اذا كان ذلك الأمر، قد تم بالاتفاق مع الكتلة التي ينتمي اليها الوزير وهي كتلة الوركاء التابعة للحزب الشيوعي العراقي، أم أنها تمت بتصرف شخصي، علما أن الحزب كان قد قرر مساندة ججو في مهمته التي قدم اليها خلفا لزميله القيادي في الحزب رائد فهمي، كون الأول لا يمتلك خبرة كافية في ادارة الوزارة، كما كد ذلك المصدر.