صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

مصدر لـ(العالم الجديد): العبادي رشح الخفاجي سرا لمنصب وزير الداخلية.. وجهة سياسية سربت اسمه لـ(داعش)

كشف مصدر مطلع عن داخل التحالف الوطني أن السبب وراء اغتيال النائب أحمد الخفاجي، كان…

كشف مصدر مطلع عن داخل التحالف الوطني أن السبب وراء اغتيال النائب أحمد الخفاجي، كان ترشحه من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي وأقطاب التحالف الوطني لمنصب وزير الداخلية قبل يومين من حادثة الاغتيال، موضحا أن أمر الترشيح كان سرا، لكن جهات سياسية برلمانية لم يسمها، أفشت الأمر، ما جعله تحت أنظار المتطرفين من تنظيم داعش.

 

وقال المصدر في حديث لـ”العالم الجديد” أمس الأربعاء، إن “السبب وراء اغتيال النائب أحمد الخفاجي، هو ترشيحه من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي لمنصب وزير الداخلية، وذلك بعد وصول المفاوضات شبه النهائية الى اختياره (كمرشح وسط) للمنصب، وتوافق أقطاب التحالف الوطني عليه، وبالخصوص الحكيم والجعفري والعبادي، كما أن كتلة بدر كانت قد طرحت اسمه بقوة كونه خبيرا في شؤون الداخلية”.

 

يذكر أن النائب احمد الخفاجي كان يشغل منصب وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات قبل أن يصبح نائباً عن كتلة بدر خلال دورة مجلس النواب الحالية.

 

10736165_1480567238873935_408332764_n

 

وكان الخفاجي ضابطا يحمل رتبة عقيد في الجيش العراقي السابق، قبل أن ينشق عن النظام السابق ويلجأ الى ايران، ويقوم بتدريب عناصر منظمة بدر، وتدريسهم أصول الحرب الثورية وحرب الشوارع، كما ألف كتابا بهذا الشأن تحت عنوان “الحرب الثورية”.

 

وأفاد مطلع المصدر ابأن “العبادي كان متخوفا على حياة الخفاجي فيما لو رشحه علنا لهذا المنصب الرفيع، إذ أنه كان ينوي ترشيحه بشكل سري لتسنم الوزارة الأكثر جدلا، بسبب وقوع مسؤوليها تحت أنظار الارهابيين الذين يتخوف من استهدافهم له في حال عرفوا ترشيحه، لذا ابقى الأمر سرا”.

 

وكان التفجير الذي حدث قرب ساحة عبد المحسن الكاظمي في مدينة الكاظمية مساء أمس، قد أنهى حياة النائب الخفاجي الذي من المؤمل أن يشيع جثمانه اليوم، داخل المدينة، بعد مسيرة طويلة بدأها مقاتلا في صفوف المنظمة المسلحة المناهضة لنظام صدام حسين قبل 3 عقود.

 

وأضاف المصدر “لم يكن أحد يعرف قبل يومين من مقتله بالترشيح سوى غير العبادي والجعفري والحكيم، لكن الأمر تم افشاؤه بطريقة ما بعد معرفة اسمه اثناء التفاوض، وتم تسريبه من قبل جهات سياسية (رفض تحديدها) الى تنظيم (داعش)”، مؤكدا أن “عملية الاغتيال كانت ضربة جديدة تلقتها منظمة بدر”.

 

10726602_1480483718882287_1554155308_n

 

وكانت البصرة شيعت أمس، جثمان النائب الخفاجي، بحضور رسمي وشعبي كبير حضره وزير النقل السابق ورئيس منظمة بدر هادي العامري، وزير الاتصالات والقيادي في منظمة بدر حسن كاظم الراشد، وكذلك وزير البلديات عبد الكريم يونس، اضافة الى اعضاء مجلس محافظة البصرة واعيان ووجهاء وشخصيات متفرقة، وذلك بعدما استقبل مطار البصرة الدولي ظهر أمس، جثمان النائب.

 

ويسكن الخفاجي في منطقة دور الضباط خلف المستشفى العسكري المعروفة بالمنطقة الخضراء التي يسكنها كبار مسؤولي الدولة والنواب، حيث فتح حمايتها وافرادها العسكريون النار في الهواء اعلانا للحزن.

 

توجه المشيعون الى مقر بدر بالبصرة، ثم الى مقر قيادة شرطة البصرة، ومن ثم الى منزله، وأخيرا الى مقبرة وداي السلام في محافظة النجف، ليوارى الثرى في مثواه الاخير”.

10728874_1480483705548955_468405689_n

ويعد الخفاجي واحدا من أندر الضباط الذين ذهبوا الى زيارة واشنطن إبان سقوط النظام السابق، للتهيئة للحرب التي أطاحت بصدام العام 2003، غير أنه سرعان ما عدل عن التعاون المباشر مع واشنطن خوف الاتهام بالعمالة.

 

يشار الى أن “فيلق بدر” منظمة مسلحة تأسست عام 1982 في ايران بإشراف الراحل آية الله محمد باقر الحكيم وهي الجناح العسكري للمعارضة الإسلامية ضد نظام صدام حسين. ويتألف الفيلق من مجموعة من المقاتلين والجنود الهاربين من الجيش واسرى الحرب العراقية- الايرانية “التوابين” وضباط سابقين ومعارضين لنظام صدام.

 

وكان مصدر في وزارة الداخلية أفاد أمس، بأن 24 شخصاً قتلوا وأصيب 54 آخرون بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري عند مدخل مدنية الكاظمية شمالي بغداد.

 

وكانت الأمم المتحدة قد دانت على لسان ممثل أمينها العام في العراق نيكولاي ملادينوف “جريمة استهداف عضو التحالف الوطني النائب في ائتلاف دولة القانون عن كتلة بدر النيابية أحمد الخفاجي”.

 

وقدم ملادينوف في بيان صدر عن مكتبه امس، تعازيه “القلبية إلى مجلس النواب العراقي لاستشهاد النائب أحمد الخفاجي الذي استشهد مساء أمس (الأول) في تفجير انتحاري بسيارة ملغومة في بغداد إلى جانب عشرات المدنيين الأبرياء الآخرين”، مبينا أن “أولئك الذين يستخدمون الإرهاب والعنف والخوف ضد شعب العراق في مسعاهم سيفشلون”.

 

وأضاف ملادينوف أن “العراق ودول العالم يتوحدان اليوم وسيهزمون أولئك الذين يسعون إلى تدمير الدولة العراقية، ويُعيدان الأمن والازدهار والديمقراطية الى هذا البلد”.

 

 

وأصدر التنظيم المتطرف بيانا موقعا باسم “ولاية بغداد”، وصف فيه الخفاجي بالقول “هذا القتيل الرافضي الذي طالما حارب المسلمين، واوغل في دمائهم، فتحرك احد فرسان دولة الخلافة الاسلامية (ابو عائشة البدري الحسيني القريشي السامرائي)، ليذيقهم من الكأس الذي طالما أذاقوه للمسلمين، فانغمس فيهم بسيارتهم المفخخة عند ما يسمى بساحة عبد المحسن الكاظمي، فكبر وفجر رحمه الله وتركهم بين قتيل وجريح، وكان نتيجة العملية مقتل النائب المذكور، ومعظم عناصر حمايته والعشرات من عناصر الأجهزة القمعية، ولله الحمد من قبل ومن بعد”.

إقرأ أيضا