منذ أسابيع ومصفى بيجي يتعرض الى ضغط كبير وهجمات عنيفة متكررة من قبل تنظيم “داعش” أسفرت عن سيطرة التنظيم على معظم أجزاء المصفى، ومحاصرة حوالي 200 عنصر من حماية المصفى تتبع الشرطة الاتحادية والفرقة الذهبية بعد قطع جميع طرق الامدادات عنهم.
وقال مصدر ميداني من الشرطة الاتحادية يرابط في قرية المزرعة الواقعة جنوب قضاء بيجي (تبعد 4 كلم عن المصفى)، باتصال هاتفي مع “العالم الجديد” مساء أمس الأحد، إن “تنظيم (داعش) استطاع قطع جميع طرق الامداد المؤدية الى المصفى، واستحوذ على معظم مساحته”.
ونوه المصدر الذي رفض الكشف عن هويته “كما تمكن التنظيم من أن يحاصر القوة التي ترابط في المصفى، والتي تتكون من 200 عنصر من الشرطة الاتحادية والفرقة الذهبية، وستحل بهم مجزرة أخرى من مجازر التنظيم إذا لم تصلهم امدادات بالعدة والعدد”.
وحول أسباب تأخر الامدادات للمصفى، لاسيما مع قصر الطريق اليه وسهولة الوصول اليه، أفاد بالقول “لقد كانت هناك محاولات لفك الطريق، ولكنها لم تنجح”، لافتا الى أن “قوة من الشرطة الاتحادية تقدمت قبل يومين من أجل فك الحصار عنهم، لكنها تعرضت لهجوم عنيف في منطقة المالحة الواقعة بين المصفى وبين المزرعة، ما أدى الى سقوط 30 شهيدا، اضافة الى فقدان آمر القوة، الامر الذي اضطر القوة الى الانسحاب”.
وكانت القوات العراقية بمساندة الحشد الشعبي قد تمكنت من تحرير مصفى بيجي اكبر مصافي العراق في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، بعد حصار دام قرابة الستة اشهر.
وتبدو تلك التحركات الميدانية العنيفة من قبل تنظيم (داعش) على طول خطوط التماس مع القوات الامنية تصميم التنظيم على تشتيت تركيز القطعات المشتركة من اجل تحقيق تحول ميداني يغطي من خلاله على تحرير معظم مدن وقصبات محافظة صلاح الدين ويعيد الروح المعنوية لصفوفه بعد سلسلة من الانهيارات التي تعرض لها التنظيم على اكثر من جبهة.
وتأتي مساعي التنظيم المتطرف بعد فشله في الاحتفاظ بحقلي علاس وعجيل في صلاح الدين، مما افقده موردا اقتصاديا مهما.