حظي العراق بمكانة خاصة وبارزة في مؤتمر ميونخ للأمن، لكونه أبرز بلدان العالم الواقعة بمواجهة التنظيم المتطرف (داعش)، غير أن ما لوحظ على الوفد العراقي، هو انقسامه الى وفدين منفصلين، في محاكاة دبلوماسية لواقعه السياسي المتشظي، فقد ضم الوفد الأول رئيس الوزراء حيدر العبادي وفريقه الحكومي المرافق، فيما ضم الوفد الاخر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني.
وعلى الرغم من لقائهما القصير في ميونخ الذي لم تعرض فضائية العراقية الرسمية منه سوى ثوان معدودة، كررت عرضها مرات عديدة طوال التقرير الذي لم يدم سوى دقائق قليلة، ومع صدور بيان رسمي من مكتب العبادي يؤكد فيه أن اللقاء جاء من أجل تنسيق الجهود، غير أن كلا الوفدين قام بالتحرك الدبلوماسي بعيدا عن التنسيق مع الوفد الآخر، بحسب مصدر مطلع.
ويضيف المصدر الذي رافق رئيس الوزراء لدى وصوله الى برلين، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “العبادي وبارزاني ركزا في حديثهما حول أمور أمنية وعسكرية دقيقة تتعلق بمهمة تحرير الموصل، وهذا ما يفسر بجلاء إصرار العبادي أكثر من أي وقت مضى بالحديث حول قرب الخلاص من (داعش)، كما تكرر خلال خطاباته بميونخ”.
وحول الوفد الذي رافق العبادي، يقول المصدر “بدا هو الأقل عددا وإنفاقا بين الوفود الحكومية السابقة”، في إشارة الى عزم العبادي التقليل من النفقات غير الضرورية.
كما أن العبادي الذي لم يصطحب أحدا من حزب الدعوة معه الى ميونخ سوى سكرتيره الاعلامي، كان حريصا على اللقاء بـ”مسؤول وكادر الدعوة في المانيا لساعة كاملة لدى وصوله الى برلين”، بحسب المصدر، في خطوة قد تهدف الى تدعيم جبهته داخل الحزب بعد تعرضها للتصدع بسبب الخلاف مع الأمين العام للحزب ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وبشأن مادار في تلك الجلسة، يلفت المصدر الى أن “العبادي أطلع كادر الحزب/ فرع ألمانيا على برنامجه السياسي”، مبينا أنه “بدا قلقا جدا من التدهور الاقتصادي، وأنه عازم على تجميد الخلافات مع الأحزاب والكتل السياسية الأخرى، كما أكد عدم اللجوء الى محاكمة العسكريين المتسببين بسقوط الموصل في هذا التوقيت، وإرجاء هذا الأمر الى مابعد انتهاء المعارك مع (داعش)”.
ونوه الى أن “رئيس الوزراء أكد للأعضاء أيضا أن حزب الدعوة هو أكثر حزب في العراق بحظى باهتمام ودعم المرجع الديني الأعلى في النجف”، موضحا أن “هناك تطابقا في رؤية المرجعية مع رؤية الحزب حول مجمل القضايا المفصلية، وأهمها فدرالية المحافظات لا الأقاليم”.