ملعب نادي برشلونة “Camp Nou”، ابرز معالم المدينة وكذلك اكبر ملاعب القارة الاوروبية، جميع تلك المسميات لتحفة رياضية فنية واحدة تسع قرابة الالف متفرج وقد صممت من قبل ثلاثة مهندسين معماريين: فرانسيسك ميتخانس ميرو، جوزيب سوتيراس ماوري و لورينزو غارثيا باربون. ويعود افتتاح الكامب للرابع من ايلول عام 1957 بعد ثلاث سنوات من العمل المتواصل.
واذا ما كان حاضر ملعب الكامب نو مثير بإنجازات فريق برشلونة التي اكثر من ان تحصى.. فإن ماضي ذلك الملعب لا يقل اثارة عن الحاضر! على سبيل المثال فإن الاسم الرسمي للملعب منذ الافتتاح وحتى العام 2000 كان “Estadi del FC Barcelona” لكن الاسم الشعبي الذي استساغته الجماهير وهو “الكامب نو” اي الارض الجديدة هو الذي اشتهر اكثر من الاسم الاول، وحينما اجري استفتاء في العام 2000 للمفاضلة بين الاسم الرسمي والاسم الشعبي فضّل الجمهور الخيار الثاني على حساب الاسم الاخر، مما اجبر الادارة على استبدال اسم النادي بشكل رسمي بناءا على طلب الجمهور الكتلوني.
الاثارة والجدل لا تقتصر على اسم النادي بل تتعدى الى ابعد من ذلك بكثير، لقد ارتبط هذا النادي بالسياسة بشكل غريب حتى اصبح هو السياسة بعينها.
الشعارات السياسية الداعية للانفصال عن اسبانيا تنتعش هناك، التعبير عن الذات يتجسد هناك من خلال التغلب على النادي الملكي الذي كانت ترعاه السلطات الاسبانية بشكل علني، ولان الجنرال الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو يعرف تماما سلاح كرة القدم بالنسبة للكتلونيين الذين يجيدون استخدامه بشكل ملفت للنظر من خلال ملعب الكامب نو، لذلك قرر ان يوجه ضربة قاسية لذلك السلاح، حيث قام بقصف مقر النادي بالطائرات في السادس عشر من اذار عام 1936، اثناء الحرب الاهلية الاسبانية التي استمرت لثلاثة اعوام “1936- 1939”.
مضافا الى جميع ما تقدم فان ما ربط كرة القدم بالسياسة في كاتلونيا هو قرار سياسي اخر من فرانكو حينما منع التحدث والتعامل باللغة الكاتلونية، الاستثناء الوحيد من تلك القاعدة مكان واحد، وهو ملعب نادي برشلونة! مما جعل الجماهير تذهب الى هناك بجموع غفيرة ليس فقط من اجل متابعة مباريات نادي برشلونه فحسب، بل ايضا من اجل الحصول على فرصة الحديث باللغة الام حفاظا على ركن مهم من اركان الهوية الكتلونية، في الملعب الشهير كان الكتلونيون يثرثرون كثيرا فقط حبا في اللغة قبل الحسابات الاخرى. لذلك وغيره يعد معقل برشلونا ملعب الكامب نو رمزا من رموز الهوية الكتالونية والكفاح المتواصل للإقليم من أجل الاعتراف باستقلاله.
الملعب من حيث المنشآت والتصميم والعمران يعد تحفة فنية بكل ما تعني الكلمة من معنى، فبالإضافة الى ارضيته الانيقة التي يبلغ طولها 105 مترا ويبلغ عرضها 68 مترا، ومدرجاته المهيبة التي تسع لقرابة التسع وتسعين شخصا فإنه يضم ايضا جملة من المنشآت والمرافق الحيوية هناك مرافق خاصة للإعلام سواء تلك الموجودة في ممر اللاعبين او اماكن خاصة في اعلى الملعب مقصورات مخصصة للإعلاميين اضافة طبعا الى كابينات التعليق. وكل تلك المرافق مجهزة بما يلزم من تكنلوجيا، غرف الملابس مجهزة بشكل رائع ومرافق الملعب من الداخل بأحلى حلة.
هناك المنطقة الفنية الخاصة بتجهيز اللاعبين بدنيا وفنيا ومعالجة الاصابات الخاصة، صالة الشرف صالـة الشـرف VIP، مركز طبي وصيدلية في النادي، جمعيـة لاعبـي برشلـونة السابقيـن، مركز نادي برشلونة للتوثيق والدراسات. كما يتبع الكامب نو ملعب صغير مجاور للمعلب الاساسي وساحتان اخريتان للتدريب، اضافة الى مدرسة اللاماسيا التي تزود النادي باللاعبين الشباب المتميزين وفيها نشأ ميسي، انييستا، تشافي. كما يوجد في النادي ايضا روضـة الاطفـال لرعاية اطفال المشتركين في النادي اثناء حضور المباريات. وهناك ايضا المتجر الرسمي لنادي برشلونه “FC BOTIGA MEGASTORE”. لقد احتضن هذا الملعب العديد من الاحداث الرياضية المحلية والدولية من اهمها حفلي الافتتاح والاختتام لدورة الالعاب الاولمبية الصيفية 1992.