صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

ممثلة تركية تثير الجدل بـ(الارتداد) و(الأسرار) و(الآراء الصادمة)

تُحاط حياة المشاهير في أحيان كثيرة بغموض كبير، وتتسم تصرفات البعض منهم بالغرابة أحيانًا أخرى،…

تُحاط حياة المشاهير في أحيان كثيرة بغموض كبير، وتتسم تصرفات البعض منهم بالغرابة أحيانًا أخرى، حيث يصعب فهمها، أو ايجاد أسباب منطقية لها، وفي أوقات كثيرة يميل المعظم إلى اعتبار المشاهير أشخاص مثيري للجدل بدرجة كبيرة، ولكن إن تسنى لأحدٍ يومًا أن يُعد قائمة بأسماء أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تركيا، فربما على الأرجح سيكون اسم “توتشى كازاز” هو أول ما يعتلي تلك القائمة عن جدارة.

 

“توتشى كازاز” اسم يثير حوله هالة من الغموض واللامنطقية متى ما تم ذكره، لأسباب عديدة بعضها معلوم ومتمثل بشكل كبير في تناقضها الغير مُبرر، والبعض الآخر لا يعرف أحد أسبابًا مُحددة له.

 

توتشى كازاز ممثلة وعارضة أزياء تركية ولِدت في السادس والعشرين من أغسطس، عام 1982، في مدينة أدرميد بمحافظة بالكاثير التركية.

 

درست توتشى العلاقات الدولية في جامعة “ييدي تيبي” بمدينة اسطنبول التركية، وفي عام 2001  تقدمت توتشى إلى مسابقة ملكة جمال تركيا وحصلت على اللقب.

 

حتى ذلك  الحين كانت توتشى الفتاة الشقراء الرقيقة ذات الملامح البريئة والتاسعة عشر ربيعًا التي توجت كملكة على جميلات تركيا أجمع.

 

فتاة رقيقة الملامح فُتِحت أمامها أبواب الشهرة كغيرها من الجميلات، وكان بالطبع أول ما تلقته من عروض للعمل هو عروض العمل في مجال عروض الأزياء.

 

وصفت توتشى في تلك الفترة بالجرأة الشديدة في ملابسها على وجه الخصوص، مما عرضها لبعض الانتقادات، ولكن ما لبثت أن حققت نجاحًا حُسِب لها حيث لعبت دوراً في الفيلم اليوناني”Loafing and Camouflage: Sirens   in the Aegean ”  والذي ألتقت فيه زوجها السابق، جورج سيتاريديس، الذي تزوجته في سبتمبر/ أيلول 2005.

 

فجرت توتشى قبل زواجها مباشرة مفاجأة ارتدادها عن الدين الإسلامي واعتناقها المسيحية الأرثوذوكسية. وتداولت الصحف التركية آنذاك الخبر باعتبارها فعلت ذلك لكي يُسمح لها بالزواج بالكنيسة، لتشتعل بعدها تركيا بأكملها غضبًا عليها، بينما كان أخر ما صرحت به كازاز للصحافة آنذاك: الله وحده يستطيع محاسبتي.

 

عادت توتشى عام 2008 أي بعد ثلاث سنوات لتفجر مفاجأة أشد قوة من سابقتها حيث أعلنت عودتها لاعتناق الدين الإسلامي من جديد، وكذلك عودتها إلى وطنها تركيا، بعد أن انفصلت عن زوجها.

 

اشتهرت توتشى كممثلة في تركيا من خلال دور البطولة الذي قدمته بجانب النجم التركي “كينان إمير زالي أوغلو” في الفيلم التركي “حكاية طويلة” عام 2012، حيث حقق هذا الفيلم نجاحًا كبيرًا، وأعتبر من أكثر الأعمال التي استطاعت توتشى أن تترك بها بصمة واضحة في السينما التركية، بالرغم من أنها شاركت في بطولة أعمال سينمائية وتلفزيونية أخرى.

 

تعد كازاز واحدة من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في تركيا في السنوات الماضية، فبعد الجدل الذي أثارته بسبب ارتدادها عن الإسلام واعتناقها المسيحية ثم العودة للإسلام، وفور عودتها إلى تركيا قررت الإقلاع عن التدخين وشرب الخمور، وبدأت تظهر بالحجاب لتثير الدهشة أكثر، ثم عملت كعارضة لأزياء المحجبات، خرجت بعدها بفترة قصيرة بتصريحات أنها تواظب على الصلاة والصوم، ورفضت عروض تقدر بنحو 500 ألف ليرة تركية للظهور بالمايوه مرة أخرى، علاوة على جملتها الشهيرة : لا يوجد تلفاز في بيتي.

 

وفي لقاء تلفزيوني سابق ظهرت فيه توتشى في ضيافة الإعلامي التركي  جونيت أوزديمير في برنامجه 5n1k على قناة سوزجو تي في التركية فبراير/ شباط العام الجاري، تكلمت باستفاضة عن السبب الحقيقي الذي جعلها تغير دينها، قائلة: لقد تلقينا تعليمًا اختلف عن الأتراك القدامى كثيرًا، حيث كانت مناهجنا التعليمية تميل إلى محاكاة الغرب بشكل كبير، لقد أظهروا لنا الدين كأنه بعبع مخيف، أوجدوا بداخلنا “فوبيا” من الإسلام، وإلى الآن يحاولون فعل الشيء نفسه.

 

ثم تابعت: لقد كان تحولي إلى المسيحية رد فعل لفهمهم الخاطئ للإسلام ولمحاولاتهم ايصاله لنا بشكل خاطئ، لقد غيرت ديني كردة فعل ضد الرجعية، أنا لم أكن أعلم عن الدين ثم اكتشفت أن هنالك أشياء لم أكن أعرفها، بحثت وعرفت أشياء، لقد أظهروا لنا أن هنالك طريقان فقط: إما أن تكون بعيدًا عن الدين بشكل كامل، أو أن تظهر بمظهرهم وأفكارهم المخيفة، الدين ليس هكذا، اكتشفت أشياء لم أكن أعرفها وقرأت أشياء لم أقرأها من قبل، ففهمت الإسلام كما يجب، وفهمت أنهم لم يكونوا معلمين جيدين، وأعتقد أن هذا ما تسعى إليه أفكار حزب الشعب الجمهوري – أكبر الأحزاب العلمانية المعارضة في تركيا.

 

بالرغم من ذلك عادت كازاز بعد فترة قليلة وخلعت الحجاب لكنها استمرت في التزامها الديني، وظهر ذلك جليًا من خلال تغريداتها على حسابها الشخصي على موقع تويتر، حيث تعد توتشى واحدة من مشاهير تركيا الأكثر نشاطًا على موقع تويتر وتنحصر تغريداتها حول نشر الآيات القرآنية المترجمة للغة التركية،  كذلك نشر التغريدات التي تتحدث فيها حول رأيها السياسي الداعم على الدوام لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وتلك قصة أخرى من قصص توتشى التي أفردت لها الصحافة التركية صفحاتها الأولى ولازالت.

 

ففي الوقت الذي ظنها الكثيرين ابتعدت تمامًا عن الساحة الفنية والأضواء، وفضلت أن تعيش حياتها في هدوء، خرجت قبل أيام قليلة بتصريحات سياسية، حول دعمها الشديد ومساندتها لحزب العدالة والتنمية، ليس هذا فحسب بل تضمنت الأخبار التي تداولتها الصحف التركية نية عارضة الأزياء السابقة الترشح للبرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية.

 

وبحسب الخبر الذي جاء في صحيفة حريّت التركية قبل أيام قليلة فإن كازاز توجهت قبل أيام قليلة إلى العاصمة التركية أنقرة، وطلبت مقابلة رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان.

 

جاء ذلك في الوقت الذي شن عدد كبير من نجوم الفن في تركيا حربًا ضد العدالة والتنمية لعدة أسباب كان أهمها وأخرها صور اضطهاد المرأة المتمثلة في كثرة جرائم العنف ضدها، كذلك التضييق على الحريات كما يراه نجوم الفن في تركيا ومن أبرزهم النجم خالد إرجنش الشهير بشخصية السلطان سليمان، وزوجته النجمة برجوزار كوريل، وكذلك النجمة دينيز شاكر، والنجمة سيلين شكرجي، والنجمة نورجول يشيلجاي، والنجم صرب ليفانت أوغلو، وغيرهم من النجوم الذين يبدون اعتراضهم على أداء الحزب الحاكم يوميًا عبر تغريداتهم من خلال حساباتهم الشخصية على موقع تويتر.

 

وبسبب الجدل الذي أثارته توتشى مجددًا في الأيام الماضية، خرج مصطفى شينتوب، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، صباح الأربعاء، 15 أبريل/نيسان 2015، ببيان صحفي، نشرته صحيفة هابير تورك التركية، أوضح فيه علاقة كازاز بالحزب منعًا للشائعات، حيث قال: نعم جاءت السيدة توتشى إلى مكتبي، ولكنها كانت مجرد زيارة، لم تقل أنها تنوي الترشح للبرلمان، وبشكل رسمي لم تتقدم توتشى بأوراق ترشحها على أية حال، ربما يحدث ذلك في المستقبل.

 

أثارت جملة شنتوب الأخيرة: “ربما يحدث ذلك في المستقبل” جدلا أكثر مما أثارته الأخبار المتداولة حول ترشح توتشى للانتخابات، حيث تداولت الصحف التركية تصريحه في اليومين السابقين باعتباره تمهيد لما هو محتمل حدوثه بشكل كبير في المستقبل القريب، خاصة وأن توتشى على علاقة وثيقة في الآونة الأخيرة بقيادات مهمة في العدالة والتنمية.

 

فترى هل ستدخل ملكة جمال تركيا السابقة معترك السياسة، لتستمر الصحافة التركية في وضعها تحت الأضواء باعتبارها شخصية محيرة على نحوٍ جاد أكثر من كونها مجرد عارضة أزياء أو ممثلة أو ملكة جمال أو حتى مرشحة محتملة للبرلمان التركي؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة في حياة الشقراء التركية توتشى كازاز.

إقرأ أيضا