من اجل أهواره وأنهاره واراضيه الرطبة.. هل استثمر العراق اتفاقية رامسر..؟!

تحتفل بلدان العالم يوم غد الثلاثاء، المصادف الثاني من شباط، باليوم العالمي للأراضي الرطبة، ففي…

تحتفل بلدان العالم يوم غد الثلاثاء، المصادف الثاني من شباط، باليوم العالمي للأراضي الرطبة، ففي ذلك اليوم من العام 1971 والذي تم اعتماده من قبل الامم المتحدة كيوم عالمي للأراضي الرطبة، ووقع عليه الاختيار تيمنا بأولى المعاهدات الدولية المهمة على مستوى العالم في مجال المحافظة والاستخدام الرشيد للمصادر الطبيعية، وهي “اتفاقية رامسر” في مدينة رامسر الواقعة شمالي ايران.

العراق الذي انضم لتلك الاتفاقية منذ العام 2007 يمتلك مساحات مهمة يمكن وصفها بالأراضي الرطبة، مثل الاهوار، البحيرات والمنخفضات، وكذلك الكم الكبير من الانهار، من هنا يفترض ان يشكل ذلك دافعا مهما لاستثمار جميع الاتفاقيات الدولية التي من شأنها الحفاظ على يمتلك من موروث طبيعي وبيئي متميز.

لكن الملفت ان الجهات المعنية في الدولة العراقية اكتفت بالبكاء والعويل، واحياء قلب الوقائع والحقائق بحجة عدم استفزاز هذا الطرف الاقليمي، المحلي او ذاك. حتى اخذت تتقلص تلك المساحات وتجف فيتهجر اهلها ويتخلون مجبرين عن ثروتهم الحيوانية المرتبطة بعامل المياه وخصوصا الجاموس. فالأهوار الوسطى وهور الحمار لم يسجلا ضمن لائحة اتفاقية رامسر الا صيف العام 2015 اي بعد حوالي ثمان سنوات على انضمام العراق للاتفاقية!

لقد تغافلت الجهات الرسمية وغير الرسمية عن ازمة المياه في العراق على المدى القريب والبعيد، وما خرج عن تلك الاستثناءات جهود مشكورة كما هو الحال مع حملات الحفاظ على نهر دجلة والتحركات المدنية المصاحبة لذلك لكن تلك الجهود لا ترتقي للمستوى المطلوب في ظروف كالتي يعيشها العراق.

حال الدولة العراقية بشكل عام حال لا نحسد عليه فهي من ازمة كبرى الى ازمة، وفي ظل تلك الازمات الخانقة ربما يتصور بعضهم انه من الترف الحديث عن المياه وازمتها المستقبلية المخيفة في العراق..! لكن تلك الازمة ليست ازمة هامشية على الاطلاق، من هنا كان لزاما علينا جميعا استثمار هذه المناسبة العالمية من اجل زيادة الوعي الجماهيري حول المياه وضرورة الحفاظ على اراضينا الواطئة ومستنقعاتنا وانهارنا وكل ثرواتنا المائية المهددة بالزوال للأسف الشديد.

لابد من تظافر الجهود بين الجهات الرسمية وغير الرسمية وايجاد سبل تعاون ولو بحدود دنيا على الاقل من اجل الحفاظ على ما تبقى من ثرواتنا المائية واراضينا الرطبة، خصوصا وان جزء كبير من المشكلة عابر للحدود.

ـــــــــــــــــــــ

تنويه

تزامنا مع اليوم العالمي للاراضي الرطبة وعلى على مدار الايام المقبلة ستقوم العالم الجديد بنشر سلسلة من المواد الصحفية الخاصة بالاهوار.

إقرأ أيضا