خسرت القوى الكردية المعارضة في اقليم كردستان، صباح اليوم، زعيمًا سياسيًا معارضًا لهيمنة مسعود بارزاني على ارجاء اقليم كردستان وهو نوشيروان مصطفى حيث توفى صباح الجمعة عن عمر 73 عامًا في مدينة السليمانية معقل حركته (التغيير) بعد ايام قليلة من عودته اليها من لندن، التي قضى فيها عامًا ونصف العام للعلاج نتيجة اصابته بالمرض لسنوات عدة.
واصدرت حركة التغيير الكردية وفاة مؤسسها ومنسقها العام نوشيروان مصطفى صباح اليوم، وأكدت أنها مستمرة على منهجه لخدمة اقليم كردستان. وقالت في بيان صحافي: “توفي صباح هذا اليوم الجمعة (19 مايو 2017) منسق العام لحركة التغيير نوشيروان مصطفى بعد صراع طويل مع المرض في محافظة السليمانية”. وشددت على ان “حركة التغيير سوف تستمر على المنهج الذي وضعه هذا القائد العظيم لخدمة إقليم كردستان”.
من هو نوشيروان مصطفى
ولد المنسق العام لحركة التغيير، نوشيروان مصطفى عام 1944 في محافظة السليمانية. وكان الابن الأكبر لوالده مصطفى أمين. يتقن عددا من اللغات من بينها الكردية (اللغة الأم) والعربية والفارسية والألمانية والإنجليزية. تزوج عام 1981 ورزق بولدين وبنت، ودرس في كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد.
انضم نوشيروان مصطفى إلى صفوف الحركة التحررية الكردية، منذ اوائل الستينات من القرن الماضي، واسس مطلع السبعينات من القرن ذاته “عصبة الشغيلة الكردستانية” التي استقطبت كل الثوار الكرد الحقيقيين، بعد انهيار انتفاضة ايلول التي بزعامة الزعيم الكردي الراحل “الملا مصطفى البرزاني” عام 1975.
وفي عام 1967 أصبح عضواً في فرع السليمانية للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني .. وفي عام 1969 اصدر مجلة “رزكاري” أي التحرير، كذلك شغل منصب سكرتير “جمعية الكادحين” بداية السبعينيات فحكمت السلطات العراقيّة عليه بالإعدام، ما اضطره للهرب إلى النمسا والتحق بإحدى جامعاتها، وكان درس في كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد .
ثم عاد إلى السليمانية بعد التوقيع على اتفاقيّة الجزائر بين شاه إيران وصدام حسين عام 1975 التي اعلن فيها الشاه تخليه عن الحركة الكردية المسلحة انذاك .. وساهم في تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني في سوريا عام 1975 .
وانضم هو وعصبته بعد ذلك التأريخ إلى صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان شخصيا أحد مؤسسيه الاوائل، وتولى موقع الامين العام المساعد للأتحاد، وقاد بنفسه المعارك الدامية مع الجيش العراقي في زمن صدام حسين في غالبية مناطق شمال العراق (كردستان)، وساهم في تدويل القضية الكردية في الكثير من المحافل الدولية.
ولم يتمكن من تحقيق مطالبه الإصلاحية، فاستقال أواخر عام 2006 استقال من منصبه في الاتحاد الوطني الكردستاني مع مجموعة من رفاقه القياديين عام 2006،- وتفرغ لأنشاء مؤسسة “وشه” الاعلامية التي تحولت فيما بعد إلى النواة الحقيقية لحركة التغيير عام 2007 التي باتت بعد انتخابات عام 2009 ابرز تيار سياسي معارض في كردستان.
في بداية سنة 2009 اسس حركة التغيير (گۆڕان) و هي تنظيم سياسي ذو شخصية معنوية، يتألف من تجمّع طوعي للمواطنين المؤتلفين حول البرنامج السياسي والمنهاج الداخلي لحركة التغيير. مساحة أنشطة حركة التغيير تشمل اقليم كردستان والعراق وأي منطقة أخرى يقيم فيها مواطنو كردستان .
ويعود تاريخ حركة التغيير ككيان سياسي وقائمة مشاركة في الانتخابات النيابية في اقليم كردستان، إلى شهر نيسان من عام 2009، وتحديدا إلى 16/4/ 2009، عندما اعلن نوشيروان مصطفى بأنه سيقود قائمة انتخابية خاصة، منفصلة عن قوائم الأحزاب الأخرى في كردستان العراق، لخوض الانتخابات النيابية.
وتعرضت هذه الحركة إلى مضايقات كثيرة من قبل الحزبين الحاكمين حيث تعرضت مقراتهم للحرق وتم فصل وقطع رواتب الكثير من موظفي الدولة الذين انظموا إلى هذه الحركة.
واستمرت حركة التغيير في معارضتها، وأدى ذلك لاصطدام سياسي مع الحزب الديمقراطي تسبب بإخراج وزراء الحركة ومنع رئيس البرلمان يوسف محمد، وهو من حركة التغيير، من دخول مبنى البرلمان نهاية عام 2015، ما سبب تعطيلاً للبرلمان.
وبوفاة نوشيروان مصطفى تكون الحركة الاصلاحية في اقليم كردستان العراق قد خسرت مكافحًا عنيدًا ومعارضًا للهيمنة والفساد في ظروف صعبة يعيشها الاقليم، نتيجة احتلال تنظيم داعش للعديد من مناطقه، والازمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها حاليًا.