كشف مصدر مقرب من رئيس هيئة الاعلام والاتصالات صفاء الدين ربيع أن الأخير قام سرا بإنشاء وكالات أنباء ومواقع إلكترونية من بينها “وكالة الأنباء العراقية” التي انطلق بثها في الأول من نيسان عام 2015، باللغتين العربية والإنكليزية، وموقع “أسرار بغداد” بمبلغ تجاوز الـ100 ألف دولار تقريبا.
وقال المصدر وهو موظف سابق بوكالة الأنباء انفة الذكر، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “ربيع أنشأ الموقعين المذكورين، وأنفق عليهما نحو 100 ألف دولار، منذ تأسيسهما ولغاية الان دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك”.
وأوضح أن “الكثير من الوكالات والمواقع الاخبارية التي تمول من جهات وشخصيات سياسية تدعي الاستقلال، لكنها ليست كذلك في واقع الحال، وتعمل لصالح أجندة معينة وتسوق أخبارا وتروج لشخصيات البعض منها متهمة بالفساد المالي والاداري”.
وتنشر “العالم الجديد” ادناه نماذج من الاخبار التي تنشرها وكالة الانباء العراقية عن رئيس الهيئة كمؤشر على وقوفه خلفها دون اعلان مباشر.
يذكر أن (وكالة الانباء العراقية) توقفت بقرار مفاجئ عن البث بتاريخ 17/2/2016 بسبب أزمة مالية، بحسب بيان نشره رئيس تحريرها، وجاء فيه: “وكالة الأنباء العراقية تعتذر من جمهورها ومتابعيها الكرام، عن التوقف المفاجئ عن بث نشراتها الاخبارية اليومية على مدار الساعة، وذلك بسبب ازمة مالية تتعرض لها، ما ادى الى توقف العمل، وتأمل الوكالة بالعودة قريباً ان سمحت الظروف المالية، لتواصل مشوارها الاخباري المتميز والمحايد وغير المنحاز، خدمة للجمهور العراقي والعربي الكريم، وشعورها العميق لنقل “الخبر بمسؤولية” الذي هو شعارها الاساس الذي تعمل من اجل تحقيقه، بكل شفافية ومصداقية. نجدد الاعتذار، ونتمنى العودة مجدداً”.
وتساءل المصدر بالقول “ماذا يضع في جيبه صفاء الدين ربيع جراء تمويل هذه المواقع، علما انها خالية من الاعلانات ومستهلكة فقط؟”، مستفهما أيضا عن “سر صرفه أكثر من 100 الف دولار لدعم الصحافة، وهو متهم بتكميم الافواه وترهيب الفضائيات والاعلاميين”.
وتحولت وسائل الاعلام بعد عام 2003 الى أداة للتسقيط السياسي، أو الدعاية، أو للجوء الى غسيل الاموال.
وتواجه الصحافة والمؤسسات الإعلامية ازمة مالية غير مسبوقة بسبب سياسة التقشف وانخفاض أسعار النفط.
ومن أبرز وسائل الاعلام التي تم إغلاقها بسبب التمويل٬ قناة الحرية٬ الأضواء٬ قناة بغداد٬ صحيفة البيان٬ قناة وار الرياضية٬ صحيفة الغد.
وكثيرا ما أقدمت هيئة الإعلام والاتصالات على إغلاق الفضائيات ورفع دعاوى ضد صحفيين، ومن بين تلك الدعاوى التي تتعرض لها “العالم الجديد” والزميل منتظر ناصر، فضلا عن التهديد بحجب الموقع الالكتروني وذلك بعد تقرير نشر بتاريخ 12 شباط الماضي، والذي يكشف عن تورط رئيس الهيئة بملفات فساد، بالاضافة الى استخدام الاخير طرقا غير شرعية مثل الملاحقة العشائرية، والتدخل عبر نفوذه الحزبي لطرد “ناصر” من وظيفته في شبكة الاعلام العراقي.
جدير بالذكر أن القانون يمنع موظفي هيئة الاعلام والاتصالات من ممارسة العمل الصحفي والاعلامي والتجاري المرتبط بشركات الاتصال، بهدف التزامهم الحياد في مراقبة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، وكذلك شركات الهاتف النقال.