ثمّنت السفيرة العراقية للنوايا الحسنة في الامم المتحدة نادية مراد، تحرير الحشد الشعبي لقريتها “كوجو” التي يقطنها الايزيديون من سيطرة تنظيم داعش الارهابي منذ ثلاث سنوات، محذرة من تقسيم سنجار الى ثلاث مناطق بسبب الصراعات السياسية والعسكرية الدائرة هناك، فيما طالبت المجتمع الدولي بالمساعدة في تحرير باقي الأراضي، وتوفير الحماية الدولية لهم.
وجاء في بيان مراد الذي تلقت “العالم الجديد” نسخة منه أمس، قولها “بسيل من الدموع استقبلت اليوم (الخميس) خبر تحرير قريتي “كوجو” على يد قوات الحشد الشعبي العراقي، عودة كوجو اليوم هي انتصار للإنسانية، وانتصار للحق على الباطل”.
وقال اعلام الحشد الشعبي في بيان أمس الخميس، ان اللواء الثالث في الحشد الشعبي حرر قرية كوجو بالكامل من سيطرة داعش, مشيرا الى ان قواتهم تواصل تقدمها وفق الخطط الامنية لتحقيق اهدافها المرسومة غرب الموصل.
فيما باشرت الهندسة العسكرية التابعة للحشد الشعبي بفتح طرق وممرات جديدة بتجاه قضاء البعاج لتحقيق انسيابية في حركة القطعات العسكرية باتجاه القضاء.
وأضافت مراد أن “هذا الانتصار غير مكتمل، فالعالم قد ترك شعبي يواجه ابادة مستمرة الى الان، الشعب الايزيدي انتظر لثلاث سنوات متتالية، وهو يقوم بمطالبة المجتمع الدولي بالنظر بجدية الى ملف ابادة الايزيدية وإعطاء ولو الحقوق الأساسية للضحايا بعد الإبادة، الا ان القليل قد تغير، وبقيت مناطق الايزيدية، ومنها كوجو، اما تحت سيطرة داعش او غير آمنة بعد التحرير”.
وتابعت الناشطة الايزيدية أن “المناطق المحررة في سنجار وسهل نينوى التي تحررت خلال السنتين الماضيتين، تحولت الى ساحة للصراعات السياسية والعسكرية، ولم يعط لشعبي الحق في التعبير عن رأيه”، مؤكدة أن “ما اخشاه هو ان تؤدي هذه الصراعات الحالية الى تقسيم المناطق الايزيدية في شنكال الى ثلاثة مناطق او أكثر وان يكون الصراع من اجل السيطرة على الأرض وليس من اجل كرامة شعبي”.
وفي 13 كانون الأول ديسمبر 2016 حصلت نادية مراد بمعية لمياء بشار وكلاهما تنجدران من قرية كوجو، في مراسيم بالبرلمان الاوروبي في ستراسبورك على جائزة ساخاروف.
وكان الحشد الشعبي اعلن في وقت سابق من يوم أمس الخميس عن تحرير 3 قرى في محيط الشمالي والغربي من ناحية القيروان وهي الوهبي ورفيع ورفيع الاول.
وأردفت أن “الايزيديين حتى الان، لم يحصلوا على أدنى حقوقهم بتحرير الأرض، وتوفير الحماية الدولية، وتحقيق العدالة وجلب مرتكبي الجرائم الى العدالة، جميعها لم تتحقق”، منوهة أن “كوجو الممتلئة بالمقابر تتحرر، ليضاف عدد مقابرها الى أكثر من 40 مقبرة جماعية أخرى اكتشفت في مناطق أخرى من سنجار، في كوجو اليوم أخشى اكتشاف مقابر تضم رفاة اخواني الستة وأكثر من 700 انسان من اهل كوجو. رغم كل هذا الجراح، اشكر كل من شارك في تحرير كوجو والمناطق الأخرى، فإعادة كوجو هي صفعة بوجه الإرهاب، وتأكيد بان الانسانية لا تهزم امام الإرهاب”.
وكوجو هي قرية ايزيدية ارتكب فيها داعش في اب 2014 افظع المجازر وكانت من اوائل القرى الايزيدية التي سقطت بيد داعش واختطف منها مئات النساء الايزيديات بينهم نادية مراد التي نصبت كسفيرة للنوايا الحسنة في الامم المتحدة.
واختتمت سفيرة النوايا الحسنة بيانها بالقول إن “قرية كوجو تعود اليوم كجسد بلا روح، فقريتي كانت محاصرة لمدة 12 يوم من قبل تنظيم داعش، حيث ناشدنا الجميع وطلبنا النجدة دون جدوى الى ان ارتكبت ابادة جماعية بحقنا، حيث القتل الجماعي للرجال ودفنهم في مقابر جماعية واغتصاب وسبي جماعي للنساء والفتيات واختطاف الاطفال”، مشيرة الى أن “قريتي شاهدة على واحدة من أكبر الجرائم في قرن الحادي والعشرين، لذلك اطلب من القوات المحررة الاحتفاظ بكافة الأدلة وحمايتهم لتكون شاهدة على جرائم داعش للابد”.