بغداد- العالم الجديد
قرار محكمة دعاوى النشر الذي صدر امس الاثنين والذي برّأ الزميل “منتظر ناصر” بردّ الدعوى القضائية التي اقامها مدير هيئة الاعلام والاتصالات “صفاء الدين ربيع” مثّل محطة مهمة في صراع جماعات الضغط ووسائل الاعلام من جهة والطبقة السياسية المتنفذة من جهة اخرى. كتاب، صحفيون وناشطون مدنيون اكدوا في حديث للعالم الجديد ان تلك المناسبة بمثابة جرعة مهمة يجب استثمارها بشكل جيد بهدف الحفاظ على حقوق الشعب العراقي والحفاظ على حرية الرأي.
في هذا الصدد يقول الباحث مصطفى الناجي في حديث للعالم الجديد: “منتظر ناصر ظاهرة صحفية جريئة يجب رعايتها من قبل الدولة العراقية ودعم كل المتصدّين لكشف سراق المال العام الذين انتفخت بطونهم من اموال شعب يعيش ربعه تحت خطر الفقر وهو ثاني بلد في الانتاج النفطي عالمياً!!” الناجي استثمر تلك المناسبة لتوجيه مناشدة لرئيس الوزراء من اجل دعم الاعلام المستقل اذ اكد “هي دعوة الى السيد رئيس مجلس الوزراء وسط دعوات محاربة الفاسدين ونداءات المرجعية ومنظمات المجتمع المدني ان يدعم الاعلام المهني المستقل الذي اثبت مصداقيته، وجرأته”.
اما السياسي والناشط المدني جاسم الحلفي فقد ذكر في حديث للعالم الجديد لقد “سرنا هذا القرار الذي نعتقد انه قرار مهم في اطار الدفاع عن الناشطين والاعلامين المدافعين عن حقوق الشعب العراقي وامواله، هو دعم لحرية الراي وانتصار في معركة مهمة، معركة الضمير” مضيفا “انها هدية ثمينة للشعب العراقي قدّمها منتظر ناصر، تضاف الى الوقفات الشجاعة للإعلام الحر العراقي الذي يرسم خطوات باسلة في تأسيس وتثبيت الاقلام الشجاعة بدفاعها عن العراق والعراقيين في ظل وضع معقد ومتشابك” الحلفي نوّه الى ان “التضامن الذي قامت به منظمات المجتمعي المدني والناشطون المدنيون اثبت انه قيمة انسانية عالية خصوصا وان القضية قضية عامة وليس خاصة” وختم الحلفي حديثه قائلا: “هذه الوقفة اعادت لنا الامل بان القضاء لازال بخير ويمكن ان يقف بوجه كل من يحاول الاستفادة من مؤسسات الدولة للتطاول على حرية التعبير”.
من جهته كتب رسام الكاريكاتير سلمان عبد معلقا على قرار الافراج عبر صفحته على الفيسبوك انه “لا يمكن التغاضي عن الحملة التي تبناها فريق من محبي الحرية و المناضلين في سبيل حرية التعبير، لقد كانت الحملة موفقة وهذا مما يسعد القلب، والان عرفوا حقا ان اي تجاوز على الحريات وتكميم الافواه لن يمر”.
النائب كامل الزيدي ذكر في حديثه للعالم الجديد عن قرار البراءة ان “تبرئة الاخ منتظر ناصر تعد انصاف للعدالة وانتصار لصوت الحق ودعم وتأييد لمنهج الإصلاح”.
علما ان الزميل منتظر ناصر يعد الصحفي الوحيد الذي شارك في تحقيقات ما عرف بـ”وثائق بنما”.