توعد الامين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء “التكفيريين” بالهزيمة، مجددا التزامه بالقتال في سورية الى جانب قوات الاسد، وذلك وسط تجمع حاشد في الضاحية الجنوبية لبيروت جدد الولاء للحزب.
على وقع صرخات “هيهات منا الذلة”، و”لبيك يا حسين”، اطل نصرالله عبر شاشة عملاقة في ملعب احتشد فيه عشرات الالاف من انصاره، ليدافع عن “صوابية قرار” مشاركة حزبه في القتال في سورية، في وقت تتكاثر الانتقادات الموجهة الى الحزب داخل لبنان محملة اياه مسؤولية التوترات الامنية المتلاحقة على خلفية النزاع السوري.
وقال نصرالله في خطابه “التكفيريون لا مستقبل لهم، لا حياة لمشروعهم… ستلحق الهزيمة بهؤلاء التكفيريين في كل المناطق والبلدان، وسيكون لنا شرف اننا كنا جزءا من الحاق الهزيمة بكل هؤلاء”.
واضاف “على ضوء كل التطورات في سوريا والمنطقة والقتل الذريع الذي نشاهده (…)، هذا الذي يجري من حولنا يزيدنا قناعة ويقينا بصوابية خياراتنا وبصحة معركتنا وباننا قادرون على تحقيق الانجازات الكبيرة على هذا الصعيد”.
وقال نصرالله “المطلوب ان نصل الى النصر النهائي، لكن ما جرى حتى الآن انتصار عظيم”، مؤكدا المضي في المعركة “حتى لا تسقط المنطقة بيد الذباحين وقاطعي الرؤوس وشاقي الصدور الذين يسبون النساء”.
واضاف “اليوم، نحن نشعر اننا جزء من المواجهة التي تقف لتدفع اكبر خطر تواجهه منطقتنا ولنا شرف اننا في موقع الدفاع ولنا شرف ان يكون شهداؤنا وجرحانا جزءا من الانتصار الذي سيتحقق”.
واقيمت مراسم عاشوراء اليوم وسط تدابير امنية مشددة خوفا من تفجيرات او اعمال امنية قد تستهدف الاحتفال.
وحيا نصرالله “الحضور المميز الكبير والشجاع” للناس الذين شاركوا في المسيرة الحسينية والتجمع “رغم التحديات والاخطار”.
وبدا تدفق الناس الى الضاحية الجنوبية، ابرز معاقل حزب الله، منذ الصباح الباكر.
واقفلت كل شوارع الضاحية بشاحنات او اسلاك حديدية وانتشرت حواجز للجيش عند مداخلها قامت بتفتيش دقيق لكل المارة سيرا على الاقدام.
وارتدى معظم المشاركين في مسيرة سبقت التجمع للاستماع الى الخطاب، ملابس سوداء واوشحة خضراء. وعصب بعض الاطفال رؤوسهم بعصبة حمراء كتب عليها “يا ابا عبدالله”، بينما كتب على عصب وضعتها النساء فوق حجابهن “يا زينب”. بينما كان معظم الرجال يلطمون صدورهم.
في الشوارع الداخلية، انتشر عناصر حزب الله بقمصان سوداء كتب عليها “انضباط حزب الله” من دون سلاح باستثناء مدخل الملعب الذي تجمعت فيه الحشود للاستماع لخطاب نصرالله حيث وقف عدد من العناصر الذين ارتدوا لباسا عسكريا بنيا ووضعوا اقنعة سوداء على وجوههم وحملوا رشاشات. وكان عناصر الانضباط يستوقفون الصحافيين ويسالونهم عن بطاقاتهم الصحافية واذوناتهم التي استحصلوا عليها من مكتب العلاقات الاعلامية للحزب.
في وسط الشوارع التي ترددت فيها السيرة الحسينية نقلتها مكبرات للصوت منتشرة في كل مكان، وضعت طاولات عليها عبوات مياه توزع مجانا. بينما ارتفعت لافتات بكل الاحجام كتب عليها “لبيك”، في استعادة لشعار الشيعة الابرز: “لبيك يا حسين”.
كما شوهد مئات الاشخاص على شرفات منازلهم في الضاحية يتابعون المسيرة وخطاب نصرالله.
وقال عبد الكريم منصور (50 عاما) لوكالة فرانس برس “في البداية، كنا نقول اميركا واسرائيل… اليوم هناك عدو جديد يوازي هذا الخطر ان لم يكن اكبر، وهم التكفيريون، ألد الاعداء. لقد اصبحوا اخطر من اسرائيل”.
ويقول نصرالله ان حزبه ذهب ليقاتل في سورية ليمنع خطر التكفيريين من الوصول الى لبنان.
في الحشد غابة من اعلام صفراء، نسبة الى لون حزب الله، وخضراء، نسبة الى راية الحسين، وحمراء، اللون الذي يرمز الى الدم. كما شوهدت في المسيرة اعلام لبنانية وفلسطينية.
وقالت فاطمة رسلان (59 عاما) “سنمشي في هذه المسيرة طالما لدينا عرق ينبض. لو قطعونا لن نتراجع عن مسيرتنا. لبيك نصرالله. لدي خمسة شبان، وكلهم فداء للسيد نصرالله”.
واضافت “حزبنا حزب الله، وان شاء الله الدواعش تحت اقدامنا. لن يقدروا علينا”.
وقد ظهر ليلة العاشر الاثنين في مجمع سيد الشهداء ما اثار حماسة الاف الموجودين الذين دعاهم ودعا كل انصاره الى المشاركة بكثافة في تجمع اليوم الذي يسعى حزب الله من خلاله الى عرض قوته واثبات نفوذه.
وكانت اطلالته امس الظهور العلني السادس منذ 2006، تاريخ الحرب بين حزب الله واسرائيل في جنوب لبنان.