لم تكد تخلو الساحة الشعرية في العراق من البرامج المختصة بالشعر لاسيما الشعبي، فمنذ عام ٢٠٠٣ وحتى اليوم ظهرت الكثير من البرامج عبر الفضائيات ووسائل الاعلام ككل، منها من حظي بالنجاح، ومنها من تناثر مع ريح الاخفاق.
في الوقت الذي كان يتصور فيه أغلب المختصين بأن موضة البرامج الشعرية في طريقها الى الزوال، خاصة مع اجتياح مواقع “السوشيال ميديا” للمجتمع العراقي، وتوفر مساحة اوسع امام الشاعر لايصال نتاجه الشعري الى الجمهور من مواقع تواصل اجتماعي الى موقع يوتيوب الشهير، ظهر الى الساحة برنامج “هيل وليل” الذي فند هذا التصور وجدد اهمية البرامج الشعرية التقويمية تحديدا.
برنامج “هيل ليل” الذي يعرض كل يوم جمعة على شاشة قناة دجلة الفضائية، ويقدمه الشاعر رائد ابو فتيان، لقي نجاحا باهرا في فترة وجيزة، ولعل هذا النجاح لم يكن عن طريق الصدفة، بل هناك عدة عوامل ساعدت على انجاحه اهمها القبول الذي يحظى به مقدم البرنامج في الوسط الشعري العراقي.
نجومية أبو فتيان هي احد الاسباب وليست اوحدها، فهذا الرجل استعان بمعرفته الشاملة للشعر في انجاح برنامجه، ولم يختزل الاستضافة على النجوم، بل عمد الى استضافة الكثير من الشعراء الشباب الذين وصلوا الى عامة الناس من خلال هذا البرنامج.
معروف ان اغلب برامج الشعر كانت تستعين بالشعراء الكبار والنجوم لكسب المشاهدات واهتمام الجمهور، وبالتالي الوصول الى الشهرة، لكن “هيل وليل” عمد الى الجمع بين الجيلين.
نجاح البرنامج في ظل هذا الكم الكبير من البرامج والفضائيات وصفحات الفيس بوك وقنوات اليوتيوب هو امر ليس بالسهل اطلاقا، لكن هناك مهمة اكبر تنتظر ابو فتيان وكادر البرنامج، وهي الحفاظ على هذا النجاح والعمل على تطوير البرنامج اكثر واكثر.