مدينة تكريت (مركز محافظة صلاح الدين) التي شهدت اكبر مجزرة منتصف حزيران يونيو 2014، عندما قُتل فيها 1700 طالب من القوة الجوية العراقية، على يد تنظيم (الدولية الاسلامية) “داعش”، تستعد الان لحملة عسكرية كبيرة تقوم بها القوات الحكومية العراقية والقوات المساندة لها من فصائل الحشد الشعبي.
وتنتشر في وسائل الاعلام تصريحات لمسؤولين ووجهاء (سُنة) يعبرون فيها عن مخاوفهم من “انتقام ايراني” او عمليات ثأر قد تقوم بها فصائل شيعية. هذه التصريحات شكلت خوفاً لدى المدنيين هناك، فقرر من بقي فيها المغادرة الى مدن اخرى.
هذه التصريحات رافقها تصريح لمستشار الرئيس الإيراني، علي يونسي، الذي قال ان “إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً، وهي مركز حضارتها وثقافتها وهويتها”.
ويرى احسان القيسون، وهو عميد متقاعد في الجيش العراقي السابق، واحد شيوخ مدينة تكريت، ان “المخاوف التي تنتابهم ليس من الحشد الشعبي والقوات الامنية العراقية، بل من ما اسماه “التواجد الايراني في تلك المناطق”.
ويوضح قيسون، في اتصال هاتفي مع “العالم الجديد”، بأن “ابناء الحشد الشعبي هم ابناء الوسط والجنوب العراقي.. هم اخوتنا الذين تركوا كل شيء لتحرير الاراضي العراقية.. نحن نخشى من قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني، ولن نخشى اهلنا (الحشد الشعبي)”.
قيسون الذي يعتقد ان “النفوذ الايراني في المدن العراق وتحديداً المدن السُنية، ربما تكون له نتائج سلبية على الاوضاع في البلاد، فالعلاقة بين ابناء تلك المناطق وايران لم تكن ايجابية، ونخشى من انتقام بسبب الحرب العراقية – الايرانية في ثمانينيات القرن الماضي”.
وفي الاول من آذار مارس الحالي، دعا رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، القوات الامنية الى اعطاء الاولوية في العملية العسكرية لتحرير محافظة صلاح الدين الى حماية المدنيين وعدم ايذائهم، فيما اطلق مبادرة “الفرصة الاخيرة” لعودة “المغرر بهم” وإلقاء السلاح، أكد أن تواجده في سامراء هو لاطلاق عمليات التحرير في صلاح الدين.
وتسعى وزارة الداخلية بحسب المتحدث باسمها، العميد سعد معن، الى تسليم الملف الامني في مدينة تكريت الى الشرطة الاتحادية بعد تحريرها بالكامل.
معن قال ان “اليومين الماضيين شهدا حملة شعواء على القوات الامنية وقوات الحشد الشعبي والعشائر التي تقاتل داعش، من خلال الترويج لاخبار مفبركة بان تلك القوات والعشائر قاموا بحرق المنازل والمحال، وهذه محاولات للتشويش على الانتصارات الكبيرة التي تحققت”.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية “رفض الوزارة لاي عملية تخريب تحدث للمنازل، لكنه جدد في ذات الوقت عدم ارتكاب القوات الحكومية والقوات المساندة لها اي من تلك الاعمال”، مشيراً الى ان “عملية مسك الارض في المناطق المحررة بمحافظة صلاح الدين ستتم بالتعاون بين القوات الامنية (بكافة تشكيلاتها) وابناء تلك المناطق، لحين تسليم ملفها لقوات الشرطة الاتحادية”.