صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

وطنية مابعد الموصل.. التحرير على مرحلتين (3)

    بعد الحلقة الاولى من هذه المتابعة، ومع ذكرنا لاحتمالا الانتقال بعد تحرير الموصل الى ” العملية السياسية رقم 2″ تنبه فورا، بعض الحالمين بالاصلاح، مع الحفاظ على “العملية السياسية الطائفية المحاصصاتية” من التيار”المتنور” داخلها، وبين ضهرانيها، فسمعنا من هؤلاء اصواتا منتشية، لاناس “وجدوها”

 

 

بعد الحلقة الاولى من هذه المتابعة، ومع ذكرنا لاحتمالا الانتقال بعد تحرير الموصل الى ” العملية السياسية رقم 2″ تنبه فورا، بعض الحالمين بالاصلاح، مع الحفاظ على “العملية السياسية الطائفية المحاصصاتية” من التيار”المتنور” داخلها، وبين ضهرانيها، فسمعنا من هؤلاء اصواتا منتشية، لاناس “وجدوها”… فطفقوا يفركون ايديهم ووجوههم طافحة بالبشر. وبعد التحوير اللائق بمستوى عقولهم ونواياهم، دعوا الى “عملية سياسية محسنة” واضح انهم يقصدون ترصينها، بازاله الفاضح من شوائبها، من دون التعرض للأصل غير الاصيل، المستحيل الترميم، والخارج على ارادة العاملين فيه، والقائمين على شؤونه في الظاهرمن الإمعات والمهرجين.

 

لسنا نعيب على هؤلاء استعانتهم بما يلوح حولهم من بوارق، يمكن ان يعيدوا “تأهيلها” وجعلها ملائمة لتصوراتهم العقيمة، فمايهمنا من هذا، انه يدل على تعدي مثل تلك التحسسات بالمستقبل لنا، ولما يصدرعن هؤلاءمن تقييم او استشراف للحدث الجاري، مايهم اكثر من كل هذا وذاك ان لانترك افكارنا تبتذل، وتقطع عن سياقها لتلبس لبوسا شاحبا مزورا، يطمس النبض الحي في الرؤية التي يراها الوطنيون، ويفكرون على اساسها، ويتهيأون لمواجهة مخاطرها ومستلزماتها.

 

وليكن بحسابنا ان المعركة الحالية بتعقيداتها وسعة شبكتها، وحجم التداخلات المحيطة بها، قياسا لعظم ونوعية النتائج المترتبة عليها، لن تكون ذات وجه واحد، ولن تسير في “شارع مبلط مستقيم”، هذا من جهة، ومن جهة اخرى، فان معركة الموصل لن تتوقف عند الجانب العسكري فقط، وانها ستشهد العديد من المناورات والتسويات غير المقبولة احيانا، او غالبا، والمواقف المتناقضة، وحالات من الخداع والتنصل، والخيانات ونصب الفخاخ، وفتح المسارب في المؤخرة،/ خذوا بالاعتبار حادث الاختراق الاخير في كركوك مثلا/ فكل هذا وارد، وهو متوقع بسبب طبيعة الحدث، وتشابكات المصالح المتعلقة به، انما الأهم هو كون العملية الحالية ستطول، لان كسبها عسكريا لن يكون كافيا، وهو ان حصل لن يسجل باعتباره النصرالمنشود، فمعركة الموصل عسكرية ببعد سياسي اساسي؟

 

وقد لايعلم الوطنيون العراقيون، ان هذا الحدث هو احد اهم الفرص المتاحة امامهم لكي يكرسوا حضورهم، ويعززوا رؤيتهم وموقفهم على المستوى الوطني، واهم ماقد اصبح اليوم وبهذه المناسبة راهنا وممكنا، هو بدء الانتقال من “الوطنية الجزئية” الى ” الوطنية الشاملة” ، وهو ماظل ينقص العمل الوطني، ويهمين عليه منذ انهيار الدولة الحديثة وترسخ الاحتلال وعمليته السياسية بعد الغزو عام 2003، واستمر الى اليوم، وحتى معركة الموصل التي تنطوي على كل العناصر، وكل حصيلة التجارب الجزئية، وتتجاوزها، نحو بدء تكريس الموقف الوطني الشامل “التعددي الموحد”، وهو مايتعين على الوطنيين ان يتلقفوه.

 

ولسوف تتيح معركة الموصل لنا، الفرصة سانحة، كي نضع وثيقة اساسية، تؤسس للموقف المشترك للوطنيين العراقيين، والوطنية العراقية، باضطلاع موحد من كل اصقاع العراق “الواحد التعددي”، كما يمكن، لابل لابد من ان يرفع النداء، من اجل لقاء وطني يجمع الوطنيين العراقيين، يقوم بتشكيل “مكتب دائم” لهذا الغرض، يتحايث جهده وعمله ومواقفه، مع تطورات قضية الموصل، وصولا لنهايتها السياسية المرجوة، مع تقدم الوطنية خطوة عملية ونظرية مختبرة كبرى الى الامام، بما يتجاوز كل مايمكن، وماهو منتظر من احتمالات تحوير “العملية السياسية الطائفة المحاصصاته”، بادخال بعض التحسينات على شكلها.

 

هل نتحدث او ندعو هنا الى “مؤتمر وطني مفتوح”، يكون هو شكل مساهمة الوطنيين عمليا وبالفعل، في معركة تحرير الموصل، بما يحولها رمزيا الى منعطف تاريخي لاعادة توحيد العراق وطنيا، مع بدء تجديد الرؤية الوطنية؟ هذا ماسنتحدث عنه في التناول القادم، مع الامل بان يلقى التنويه الحالي بعضا من إهتمام من نعنيهم ويستدر ردود افعالهم..

 

 

وللحديث صلة

 

إقرأ أيضا