تمر الدولة العراقية عموما بواحدة من اصعب مراحلها التاريخية..، الحرب ضد الارهاب مفتوحة على مصراعيها، نزّف اليها يوميا ثلة بعد اخرى من الشهداء، الوضع السياسي يعاني من ازمات مزمنة، اضافة للازمة الاقتصادية الخانقة، ثم لدينا جيش من الايتام، الارامل والحالات الخاصة بسبب الحروب والارهاب وتخلي بعض الرجال عن مسؤولياتهم.
واضافة الى ما تقدم هناك كم هائل من الازمات التي تلد ازمات اخرى لو عملت الدولة العراقية جاهدة ليل نهار في سبيل معالجتها لعجزت عن ذلك.. فما بالك ان كانت مؤسسات الدولة العراقية مترهلة ولا تقوم بأداء ما بعهدتها من مسؤوليات جمة! ان ذلك يزيد الطين بلة ويرفع سقف المسؤولية علينا جميعا.
من هنا على قوى المجتمع المدني ان تكون فاعلة ونشطة في تفعيل ثقافة التكافل الاجتماعي، المساعدة والتضامن بشكل او بآخر آملا في التقليل مما نمر به من اخطاء وخطايا. ومن اجل ذلك يفترض استغلال جميع المناسبات ذات العلاقة، مناسباتنا المحلية او حتى تلك المناسبات ذات الطابع العالمي، التي تدعو لثقافة العمل الانساني وجعلها محطة انطلاق لتنشيط الجهود الانسانية.
مرور الكرام مر علينا يوم 19 آب رغم انه يصادف “اليوم العالمي للعمل الانساني” ولم يتم استغلاله كما ينبغي رغم اننا من اكثر البلدان التي يفترض ان تكون فاعلة في مثل ذلك اليوم.
ان احياء تلك المناسبة لا يقتصر فقط على تقديم التبرعات المالية للمحتاجين بل يمكن ان يتمثل بالقيام بسلسلة من الفعاليات والنشاطات التي تصب في هذا الاطار.
للعمل الانساني تجليات مختلفة، ويمكن للإنسان في مدينته، الحي او الزقاق الذي يسكن فيه ان يغذي المحيط الذي يعيش فيه بنشاط انساني ما، تلك النشاطات على بساطتها تزرع بذرة طيبة عند الاخرين وتساهم بإعادة النسيج الاجتماعي الممزق بفعل الظروف المعقدة التي مر بها المجتمع العراقي. وايضا بالإضافة الى جميع ما تقدم فان من اهم مظاهر تنمية العمل والنشاط الانساني الاحتفاء بجهود العاملين في ذلك المجال افرادا او جماعات او حتى جهات دولية فاعلة ممن يساهمون في مواجهة الازمات والكوارث الصحية والبيئية في هذه الرقعة الجغرافية او تلك.
نعم ان تلك النشاطات ربما تحتاج لبيئة واعية ولكن شرف المحاولة يكفي لتجربة نشاطات من هذا القبيل مرات عديدة.