يمامتان: ميزر كمال

وأفرُّ من حزني ومن وجعي ومن هذا الخرابْ   إليكِ يا وطناً سماويَّ الرُبى  …

وأفرُّ من حزني ومن وجعي ومن هذا الخرابْ

 

إليكِ يا وطناً سماويَّ الرُبى

 

والأمنياتْ

 

أهفو إليكِ يمامةً بيضاءَ يُفزِعُها الرصاصْ

 

ومدينتي الكانتْ جنائِنُها معلَّقةً ومدهشةَ الغصونْ

 

صارت يبابْ

 

صارت يبابْ

 

مُدّي يديكِ يمامةً بيضاءَ نحوي

 

لامسي روحي الشريدةَ

 

والوحيدة

 

لنكونَ في حُلمِ الحياةِ يمامتين

 

بيضاء فرحتنا

 

وطفلة حُلمِنا بيضاءَ

 

تُشبهُ ما تَنثّينَ على هذا الصباحِ من الندى

 

ومن الجمالْ

 

للياسمين مذاهبٌ في عَرْضِ فتنتهِ العظيمةَ في دَمِكْ

 

وأنا كثيراً ما هُزمتُ أمامَ سِحْرِ الياسمين

 

فـلتهزميني كي أُرتِّلَ خاشعاً آيَ انتصاركِ في دمي

 

وتَبسَّمي

 

إنّي لنورٍ من مُحياكِ ظمي

 

وكذا فمي

 

وكذا دمي

 

ولْتعلَمي

 

أنّي اتخذتُكِ موطني

 

وبَرِئتُ من ذاكَ العذاب

 

وخَلعتُ كلَّ ملامحي في مخدع الحربِ التي جاءتْ تُراودني _ اشتهاءً في دمي _ عن ذلك الحُلمِ الذي لَثَمَ السحابةَ مؤمناً:

 

أنًّ الرصاصةَ بَثْرَةٌ شوهاءَ في خَدِّ المدينه

 

وأنَّها ليستْ كما زعموا :

 

سيمضغها الترابْ

 

فتكونَ بَذْرَةَ ياسمينْ

 

بدمِ الشهيدْ

 

بدمِ الشهيدْ

 

تُروى فتولدُ زهرةً

 

واتيتُ عُريانَ الرؤى

 

رأسي فضاءٌ للصدى

 

وغربتي اكلتْ خُطايَ على الطريق

 

اتيتُ أبحثُ فيكِ

 

عنّي

 

عن دمي

 

وملامحي

 

عن ذلك الشَرْقِ الجميل

 

وسحرِهِ المخبوءِ في غمّازتيكِ

 

والمُشاع في دَمِكْ

 

لوناً نسائيَّ الحقيقةِ والخيالْ

 

فلا تكوني إذْ وجدتُكِ موطناً للروح

 

منفى.

 

 

 

 

 

إقرأ أيضا