ربيع الإرهاب العراقي

شعوبٌ حية تبحث عن ربيع، واخرى ميتةَ تبحث عن لحودٍ لتتوارى بين ذرات ترابها كما يقول المفكر محمد الماغوط \”يا إلهي كل الأوطان تنام وتنام وفي اللحظة الحاسمة تستيقظ إلا الوطن العربي فيستيقظ ويستيقظ وفي اللحظة الحاسمة ينام\” فحال ارواح ابناء العراق متأرجحة بين حكومتين الاولى رسمية، والاخرى حكومة العراق الاسلامية القاعدية، كلاً منها يسعى للسيطرة على العراق وتحويله الى رُكام، بعد اسبوع حادثة الفجع الاكبر في ابو غريب وهروب السجناء توجهت دولة تنظيم القاعدة بأصرار نحو مخطط الاستمرار بقتل وترويع الابرياء في شهر الله الحرام، حيث شريط الحياة البائسة يُعاد عرضه على ابصارنا، اما الحكومة الرسمية من جهتها فتشن سلسلة من العقوبات على المواطنين بعد كل انفجار. فتبدأ بالتضيق على المواطن، واثقال كاهله بالسيطرات التي لا تضر ولا تنفع، إلا حال ممسكي زمام الامور وحديثهم المُثلج الذي يخلوا من حب الوطن، وجبينهم الذي نشفت من فوقهِ قطرة الحياء منذُ امدٍ طويل فأدخلونا في صراعات طائفية على اساس المنافع المادية والهوية. فمن المُضحك ان نرى دولة اخرى في داخل هذه الدولة التي فلت زمام الامور منها، بعد ان اخذَ المواطن اليأس رفيقاً له في تنقلهِ داخل مدينته ِووطنهِ، فلا امان لدولة لا تحكم نفسها ولا تحمي ابناءها ولا يوجد امان يُذكر لأبنائها. فأصبح يبحث بعضنا عن مخلص، والبعض الاخر يطلب الخلاص ويستنجد بالقوات الامريكية مرة اخرى، عسى ان يلمس الامان ولو في ليلة واحدة ينام فيها هنيئاً. فالتكهنات في المستقبل الاسود هي إما ان لا يبصر النور من يعيش به، وإما الخلاص بتركنا لهذه البقعه الغريبة او الملعونة كي نقضي بقية اعمارنا في موت الحنين الى الوطن، وكلاهما مر. ونحن مجرد اموات نتنفس الهواء فقط لا نحرك ساكنا ولا تحسب لنا الحسابات، فحال المواطنين لدى كل مسؤول ان حضر لا يُعد وان غاب لا يُحصى، بعد ان باتت مشكلة العراق كبيرة وعقيمة، وقد لا توجد حلول اخرى لوضع حال العراق سوى الاستعانة بالغرب مرة اخرى، للوقوف على الامور مع ان وضعنا الحالي هو من مخلفات احتلالهم، وجلبهم لعقول خاوية لا تفكر ولا تجد حلولا تُذكر. فالهجمات تنبأ بنذير شؤم  قادم كي يجتاح البلاد ويقتل من بها كبحر هائج، يقلب السفينة ومن عليها، وتبقى النتيجة واحدة لا حياة لمن تنادي.

* إعلامي عراقي

إقرأ أيضا