ماذا لو لم يكن نجاح محمد علي عراقيا؟

في خضم ما يجري في إيران حيث الصراع مستمر والهيئة الحاكمة مستمرة في سحق إرادة الشعب، برزت قناة العربية في تغطيتها للأمور بنجاح.

هذا النجاح الكبير لقناة العربية وراؤه رجل اسمه نجاح محمد علي.

هذا الرجل كان يواجه سلطة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في إيران، وكان يعارض كذبه إذ يتعاون المجلس مع واشنطن وينفي ذلك، وكنا نحن غارقين في المفاوضات مع واشنطن. وكان لوحده يكشف اتصالاتنا وينشر الحقائق.

كان في إيران يقاتل على جبهة تحرير العراق من الداخل، ويدافع عن حقوق العراقيين والأفغان المسلوبة في إيران، وواجه مخابرات إيران فسجنوه وعذبوه وطردوه وألغوا إقامته، إلا أنه خرج مرفوع الرأس وظل وفيا لمبادئه، ملتزما بخطه المستقل الحيادي، وكتب عن معاناة العراقيين وكل المظلومين في إيران. 

في رئاسة محمد خاتمي واجه العراقيون في إيران حملة من الحكومة الإيرانية، وحين سكت الكثير ولم يكتبوا كتب نجاح محمد علي عن معاناة العراقيين، وواجه ضغوطا شتى، ولم يرتد عن مبدئه في مناصرة الحق وأهله، وكان صوته مجلجلا في الإذاعة الفرنسية، إذاعة الشرق، كما أن الصحف الإيرانية نشرت مقالاته المدوية عن ظلم إيران للعراقيين.

لن أطيل في التذكير بمواقف هذا الرجل لأنه بعد إخراجه من إيران وذهابه إلى دبي وعمله في قناة العربية ظل على مواقفه، ويكتب وينتقد ولا يأبه بالمخاطر، إلى أن اندلعت الأزمة في إيران فإذا هو هو لم يصمت عن قول كلمة الحق.

وأريد هنا أن أقول شيئا مختلفا، أقوله لأول مرة، فانا لا أؤمن بالقطرية، إلا أن الحق يجب إن يقال .

لو كان نجاح محمد علي لبنانيا ماذا سيحصل؟

لو كان لبنانيا لقامت الصحف والإذاعات والتلفزات اللبنانية بالحديث عن نجاحاته وهللت وزمرت، لكن نجاح محمد علي عراقي لم تذكره صحفنا ولا إذاعاتنا ولا قنواتنا، ولم تذكر انه جعل قناة العربية أكثر مشاهدة وترك بصمة قوية في تغطية إيران بأخبار سريعة عاجلة، وتحليلات متميزة.

حاولت الاتصال به في بداية الأزمة الايرانية لأقدم له التهنئة، واتصلت بمحطة العربية في دبي وقالت لي سيدة كريمة اسمها كوثر في قسم الاستقبال، انه لا يملك وقتا للحديث في الهاتف، لأنه مشغول في البحث عن الخبر السريع ونشره، ثم إعداد تقرير ثم تحديثه ثم الظهور على الشاشة لإعطاء رأي سريع في المستجدات، وهو يعمل لوحده ويرد على استفسارات زملائه الذين يكتبون عن إيران ويساعدهم في المعلومات فإيران كما اعرفها وعشت فيها غير سهلة لمن يريد الكتابة عنها.

ما جعلني اكتب هذه الوقفة القصيرة هو أنني افتقده هذه الأيام بقوة، وشاهدت غيره يطلع كثيرا على الشاشة ويتحدث بكلام شيش بيش، وآخر تقرير له سمعته كانت أفكاره مسروقة بالنص من تقارير لنجاح في قناة العربية قبل الانتخابات..

أوضح أن ما قاله العراقي نجاح محمد علي قبل الانتخابات وما بعدها يردد صداه غيره في قناة العربية وبعد انتهاء كل شيء.

اليوم يتعرض نجاح محمد علي لتهديدات بالقتل من المتطرفين السنة الوهابيين والشيعة المستعجمين ولا أجد قناة العربية تتحدث عنه ولو بكلمة، ولا العراق الذي ينتمي له. وبدلا من ذلك يهددون بقتله اذا رجع للعراق، بل ويقولون أنهم نفذوا محاولة خفية لقتله.  

تحية للعراقي الأصيل نجاح محمد علي  الحائز على أوسمة ذهبية من دول العالم، بينما بلده الأصلي يريد قتله، وقناته العربية لا تذكره ولا تجري معه لقاءات تلفزيونية ليتحدث عن نفسه وعن إنجازاته لترد بذلك على هذه التهديدات. 

وهل وصلت رسالتي؟

إقرأ أيضا