بين المالكي وداعية غزو العراق فريد زكريا!

حين يهاجم الكاتب الأميركي اليميني المعادي للعرب والمسلمين، والمحرض الأبرز على غزو واحتلال العراق فريد زكريا \”وهو من أصول هندية مسلمة\”، حين يهاجم هذا الكاتب نوري المالكي ويصفه بـ(قاطع الطريق الذي يضطهد السنة) فعلينا أن نضع أيدينا على قلوبنا، ونظاراتنا العلمية على عيوننا، ونبحث عن المعنى الحقيقي والهدف الخفي لكلامه هذا، فلا نتسرع في الترويج أو التصفيق له على الرغم من موقفنا الرافض لحكم المالكي وزملائه في العملية السياسية الطائفية التي جاء بها الاحتلال.

لقد نشر الزملاء في \”العالم الجديد\” في عدد الأمس، الاثنين، مادة بعنوان (كاتب أميركي: المالكي تحول إلى قاطع طريق واستياء السنة منه وراء عودة العنف) ويبدو لي أن التسرع وعدم معرفتهم بشخصية وأفكار هذا الكاتب من الأسباب التي دفعت إلى نشر هذه المادة، فليس كلُّ من يشتم المالكي أو سواه من أقطاب الحكم القائم اليوم يريد مصلحة العراق وشعبه، ومن يريد احتلالا كلاسيكيا وحكما عسكريا مباشرا من قبل جنرالات الاحتلال للعراق لا يريد خيرا لهذا البلد وشعبه بكل تأكيد..

هاكم فقرة من دعوة زكريا هذه لاحتلال العراق احتلالا كلاسيكيا وحكمه بشكل مباشر وعدم الانسحاب منه، وهي دعوة منشورة حرفيا ومترجمة إلى اللغة العربية في الموسوعة العالمية الحرة على الانترنيت (لابد من ضرب العراق، لأن القوة العظمى، تماما كالبنك، تعيش على مصداقيتها. إن اهتزت مصداقية البنك لا يعود بنكاً، وإذا اهتزت مصداقية القوة العظمى تجرَّأ عليها الجميع، فلا تعود قوة عظمى بعد. وعليه فلا بد من ضرب العراق. ولكن إذا ضربنا العراق، وأبقينا على صدام كان ذلك أضرّ بمصداقيتنا من الكف عنه، وإذا ضربنا العراق وأسقطنا صدام ثم انسحبنا تفتت البلد إلى ثلاث مناطق للنفوذ، وإن في ذلك إضعافاُ لتركيا بسبب المشكلة الكردية في الشمال وتقوية لإيران بسبب الشيعة في الجنوب وليس ذلك من مصلحتنا، فلا بد إذن، من أن نضرب العراق ونطيح بصدام ثم نبقى في العراق ونحتله احتلالاً كلاسيكياً، أي أن نحصل على انتداب من الأمم المتحدة، وأن يحكم العراق مندوب سام أمريكي في بغداد، ولا مانع عندئذٍ من تعيين حكومة صورية من أهل البلاد\” ثم زاد فقال: \”وسيكون العراقيون شاكرين لنا، سنمنحهم حكماً ديمقراطياً ورخاء اقتصادياً\”) .. ليس في ما تقدم دفاعا عن صدام ونظامه الدموي المتخلف، ولا عن نوري المالكي وحكم المحاصصة الذي هدَّم العراق وزاده خرابا على خراب، بل هو دفاع  عن العراق وشعبه الذي دفع ثمن تحريض فريد زكريا وأمثاله من \”لبراليي\” اليمين الأميركي المحافظ!

* كاتب عراقي

إقرأ أيضا