بيت الشعر العراقي: شيركو بيكه س.. غيابُ الأفق الفتيّ

نعى بيت الشعر العراقي، اليوم الثلاثاء، الشاعر الكردي الكبير شيركو بيكه س، الذي توفي أمس الاول في إحدى المشافي السويدية.

وقال البيت في بيان صدر فجر الثلاثاء، وتلقت \”العالم الجديد\”، نسخة منه، \”هكذا يرحلُ شيركو بيكه س، بعيداً عن الجبالِ التي رسمَها في قصائدِه وعنْ مدنِ حياتِه ومنفاه الاجباري، من \”السليمانية\” إلى \”الأنبار\” فـ\”أستوكهولم\”، وكأنّ في هذا \”الاغماض\” الأبديّ لعينيه، ما يذكّرُ بقيمةِ الشاعرِ بعدَ رحيله، وأهميةِ المعنى الخالد الذي يتركُه في نصوصِه، ليدلَّ عليه وعلى مراهنته التي لم تكن خاسرة، مراهنةً على الكلمةِ في زمن يريدُ أنْ يقتصّ منها\”.

وبيّن \”نعم هي اغماضة، \”منحتْ طولاً لعُمر الشعر لم يعطه حتّى \”نوح\”، مثلما يقولُ هو؛ لأنّنا مع كلّ رحيلٍ يتأكّدُ لدينا سمو القصيدةِ وحقيقةُ اقامتها الثابتة في العلياء، هي العرشُ الذي نسعى إليه جميعاً\”.

واستنكر صمت الدولة العراقية لموت المثقفين بالمرض دون عناية منها، بأنه \”أدركنا ذلك مع \”شهريار\” محمد علي الخفاجي في صباحِ رحيلِه المُفجع، يومَ نسيته دولتُنا بميزانيتها المليارية، ومع أسماء ثانية رحلت ولم يبقَ غيرُ القصيدةِ عنواناً لرسوخِها في الذاكرة ومنبراً لمجابهةِ مرارةِ الفقدِ في حياةٍ عربيّةٍ وعراقيّةٍ متراجعةٍ لجهةِ الصعود المأساوي لأصوليات تتحكمُ بمصائر الناس\”.

ولفت الى انه \”بين الاحتفاء بالطبيعةِ والبناء السرديّ ومحاكاةِ الرموز تأثّراً بالأدب الأوروبيّ الحديث، تشكّلت تجربةُ بيكه س، الذي عُرف عنه انّه كان منتجاً منذ أولى إصداراته في بغداد العام 1968 \”ضياء القصائد\”، وحتّى آخرِها العام 2013 \” استعجل.. ها قد وصل الموت\”.

وتابع البيان \”إذ نودعُ هذا الشاعر الكبير الذي صارعَ مرضَ السرطان في حنجرته، ونعزي برحيلِه شعراء العراق وكردستان على وجه الخصوص، فإنّنا خسرناه، وهو ينظرُ- في قصيدةٍ له- إلى \”الرصافي وحيداً في الميدان\”، ومعه في بغداد \”الدكان الوحيد\” الذي وجدَه وعلى جبينه كُتبَ \”بيّاعُ التّوابيتْ\”، فمازالت أبوابُه مفتوحة، وليس سوى الأمل بأنْ نراها مغلقةً ذاتَ يوم\”.

وختم بـ\”وداعاً شيركو بيكه س.. وما من \”أفقٍ فتيّ\” لا زوالَ له غيرُ الشعر\”.

إقرأ أيضا