غرب تكريت

القوات المشتركة ومن يساندها في كل مكان من تكريت بعد أن كانت في الجنوب وبعض…

القوات المشتركة ومن يساندها في كل مكان من تكريت بعد أن كانت في الجنوب وبعض المناطق في الشمال.

معركة شرق تكريت كانت ذات طابع هجومي، ومعركة الغرب تتعرقل وأخذت الطابع الدفاعي.

 

واجب الوقت، في جبهة تكريت، المحافظة على الإنجاز، لا للتوسع بالتحرير من غير اعتبار المساحة الواسعة مع قوى عشائرية سنية ربما تنقلب سريعا ضد قوات الحشد الشعبي لأسباب معلومة.

 

إن الخطر على غرب تكريت أكبر منه في الشرق، بسبب التماس مع نينوى والأنبار، حيث طرق الإمداد مفتوحة، وبسبب التحالفات العشائرية التي يستغلها تنظيم داعش هناك، وخاصة البعض من عشيرة الجنابيين والملا حويش.

 

الشرقاط والحويجة هما مركز انطلاق الهجوم والعمق الاستراتيجي لداعش، وفيهما الكثير من نزعات الكراهية ضد الحشد الشعبي، وفيهما الرمزية العشائرية والثقل السكاني والانفتاح العسكري، فحذارِ من فخ التوجه نحوهما من غير استعداد وجهوزية كافية.

 

وليس مناسباً تشتيت الصفوف الآن بجبهات جديدة والوقوع بمعاناة مشابهة لمعاناة الساحة الأنبارية، إذ ستكون آثارها أكبر في بقية صلاح الدين، بسبب جغرافية التناقضات السياسية التي تعيشها تلك المناطق.

 

تتحكم في معركة تكريت لوبيات الحرب، وهي لوبيات تأثر في السياسة بحسب قربها من المحور الإيراني أو الأمريكي، وهؤلاء يضغط بعضهم على بعض في الساحة العراقية لبيع منتجاتهم العسكرية. وعندما ينجلي الغبار بعد هزيمة داعش تبدأ الحقائق بالظهور. فغرب تكريت ليست كشرقها، وهذه عقبة كأداء أمام محاولة تكرار استراتيجية التحرير وفق المنطق القتالي.

 

بعض الباحثين قد ينكر حقيقة الحاجة الماسة لسلاح التحالف الدولي في معركة غرب تكريت، ليس لأنها خاطئة إنما لأنه لا يريد تصديقها! فينكر وينكر ومع الأيام يصدم بالواقع.

 

تصريحات المعارضة السنية ضد التدخل العسكري الإيراني في تكريت تهدف إلى التهيئة لدخول قوات عربية أو غربية للعراق تحت أي ذريعة، ولا يريدون أي قوات إيرانية. وأيضاً السكوت عن الأخطاء التي تقع من بعض عناصر الحشد الشعبي، بحجج واهيّة، أحد أهم الأسباب التي أوصلتنا لاحتضان بعض العرب السنة للدواعش!

 

الرأي العام العراقي يستغرب محاولة القوات المشتركة فتح جبهة جديدة في شرق الفلوجة، وهذا ليس سهلاً مع التريث في اقتحام مركز تكريت، ولا هو مقبول شعبياً، فكيف يُقدم القادة العسكريون على خطوة متهورة. إن التفسير الوحيد هو محاولة تغطية الانسحاب الذي ربما يحدث في بعض قواطع عمليات صلاح الدين.

 

ورغم انشغال الإعلام العراقي بانتصارات شرق تكريت، فإن القوات المشتركة في الغرب باتت عاجزة عن استرداد زمام المبادرة، وتتعرّض للاستنزاف اليومي، ومعها قوات الحشد الشعبي.

 

من أخطر ما في عملية إيقاف اقتحام مركز تكريت أنها تفت في عضد الحشد الشعبي، وربما تورثهم التردد والتخاذل وضعف المعنويات، بينما داعش حزمت أمرها على تسليم المدن ركاما من الحجارة وانتهت.

 

ومهما تكن طبيعة المعارك في قاطع عمليات صلاح الدين، فما يهمنا هو الآثار المترتبة على تحركاتها وسير المعارك تجاه الحفاظ على أرواح جنودنا والأهالي والممتلكات، وتزاحم المصالح بين السياستين الأمريكية والإيرانية ينبغي أن ننتفع منه لمصلحة العراق.. ونبتعد عن جعل العراق طرفا في صراع المصالح…

نحن بحاجة ماسة لسلاح جو التحالف الدولي.

 

إقرأ أيضا