أدونيس

منذ اكثر من قرن، ظهرت كتابات في العالم العربي تصنف ضمن الحداثة الدينية. لكن للأسف لم أجد موسوعة تختص بهذا النتاج الفكري او تعرّف بشخوصه. وطبيعي أن لا يتمكن الجميع من مراجعة الكم الهائل من الاصدارات وقراءة كل ما ينشر. لهذا احاول من خلال هذا العمود ان اقدم كتّاب الحداثة الدينية العربية المعاصرة بشکل مختصر جدا. 

فی کل عمود، اذكر اولا موجزا عن حياة الشخص ونشاطه الثقافي والعلمي ومؤلفاته واشارة بسيطة لأهم افكاره، لأن العمود لا يستوعب اكثر من هذا، والهدف هو تعريفهم للقارئ، ومن يرغب بالتوسع عليه مراجعة مؤلفاتهم التي سوف احاول احصائها هنا. وسأعتمد التسلسل الأبجدي في ذكر اسماء المفكرين والباحثين. 

 

ولد \”علي أحمد سعيد إسبر\” في 1930 بقرية قصابين محافظة اللاذقية في سوريا. وتبنی في عام 1948 اسم \”أدونيس\” وهو أحد ألقاب الآلهة في اللغة الكنعانية – الفينيقية، وهو معشوق الإلهة عشتار.

لم يدخل المدرسة الى سن الثالثة عشرة، وحفظ القرآن والكثير من القصائد على يد أبيه.

في ربيع 1944، ألقى قصيدة وطنية من شعره أمام رئيس الجمهورية السورية، نالت الإعجاب، فأرسلته الدولة إلى المدرسة العلمانية الفرنسية في طرطوس، فقطع مراحل الدراسة قفزًا، وتخرج من الجامعة متخصصا في الفلسفة.

تزوج من الأديبة خالدة سعيد ولهما ابنتان: أرواد ونينار.

التحق بالخدمة العسكرية عام 1954، وقضى منها سنة في السجن بلا محاكمة بسبب انتمائه للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تركه عام 1960. غادر سوريا إلى لبنان عام 1956، حيث التقى بالشاعر يوسف الخال، وأصدرا معاً مجلة (شعر) في مطلع عام 1975.

ثم أصدر أدونيس مجلة (مواقف) بين عامي 1969 و 1994.

نال دكتوراه الدولة في الأدب عام 1973، وأثارت أطروحته (الثابت والمتحول) سجالاً طويلاً.

درّس في مختلف الجامعات العربية والغربية. وترجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة.

أدونيس من اكثر شعراء العرب المعاصرين اثارة. فمنذ ان اصدر أغاني مهيار الدمشقي استطاع ان يبلور منهجا جديدا في الشعر العربي. وبأعماله المتواصلة خلال نصف قرن نقل الشعر العربي من المحلية إلى العالمية، لهذا رشحه النقاد سنين متتالية لنيل جائزة نوبل للآداب. اضافة الى منجزه الشعري والأدبي المهم، من أكثر الكتاب العرب إسهاما في المجالات الفكرية والنقدية ايضا.

ادونيس الشاعر والاديب والمفكر، رسام من الدرجة الأولى ايضا وخاصة بالكولاج.

وصفه أحد المفكرين العالميين بالضوء المشرقي، وصدر كتاب نقد لأعماله بهذا العنوان قدمه أدوارد سعيد بأنه الشاعر العربي العالمي الأول.

 

* من مؤلفاته:

ـ قصائد أولى، دار مجلة شعر، بيروت، 1957.

ـ أوراق في الريح، دار مجلة شعر، بيروت، 1958.

ـ أغاني مهيار الدمشقي، دار مجلة شعر، بيروت، 1961.

ـ ديوان الشعر العربي، الكتاب الأول، المكتبة العصرية، بيروت، 1964.

ـ كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل.

ـ أبجدية ثانية، دار توبقال البيضاء، 1994.

ـ الأعمال الشعرية الكاملة، دار العودة، بيروت، 1985.

ـ الثابت والمتحول، بحث في الإتباع والإبداع عند العرب. 

ـ صدمة الحداثة وسلطة الموروث الديني .

ـ صدمة الحداثة وسلطة الموروث الشعري، دار الساقي.

ـ الصوفية والسوريالية، دار الساقي، بيروت، 1992.

ـ النص القرآني وآفاق الكتابة، دار الآداب، بيروت، 1993.

الى جانب عشرات المؤلفات في الشعر والفكر وله ترجمات ومجموعة كبيرة من مختارات الشعر وكتابات مسرحية.

 

* بعض الجوائز التي حاز عليها:

ـ جائزة الشعر السوري – اللبناني، منتدى الشعر الدولي في بيتسبورغ، أمريكا، 1971.

ـ جائزة جان مارليو للآداب الاجنبية، فرنسا، 1993.

ـ جائزة فيرونيا سيتا دي فيامو، روما، إيطاليا، 1994.

ـ جائزة ناظم حكمت، اسطنبول، 1995.

ـ جائزة البحر المتوسط للأدب الاجنبي، باريس.

ـ جائزة المنتدى الثقافي اللبناني، باريس، 1997.

ـ جائزة التاج الذهبي للشعر، مقدونيا، 1998.

ـ جائزة نونينو للشعر، إيطاليا، 1998.

ـ جائزة ليريسي بيا، إيطاليا، 2000.

– جائزة غوته (بالإنجليزية)، فرانكفورت، 2011.

 

* وقفة مع كتاب \”الثابت والمتحول، بحث في الإتباع والإبداع عند العرب\”:

عرّف أدونيس الثابت في إطار الثقافة العربية، بأنه الفكر الذي ينهض على النص، ويتخذ من ثباته حجة لثباته هو، فهماً وتقويماً، ويفرض نفسه بوصفه المعنى الوحيد الصحيح لهذا النص، وبوصفه، استناداً إلى ذلك، سلطة معرفية. وعرف المتحول بأنه: اما انه الفكر الذي ينهض، هو أيضاً، على النص، لكن بتأويل يجعل النص قابلاً للتكيف مع الواقع وتجدده، واما انه الفكر الذي لا يرى في النص أية مرجعية، ويعتمد أساساً على العقل لا على النقل… لكن، تاريخياً، لم يكن الثابت ثابتاً دائماً، ولم يكن المتحول متحولاً دائماً. وبعضه لم يكن متحولاً في ذاته بقدر ما كان متحولاً بوصفه معارضاً، بشكل أو بآخر، وخارج السلطة، بشكل أو بآخر. مضيفاً إلى ذلك أن هذا التعريف ليس تقويماً، وإنما هو وصف وأن لفظي الثابت والمتحول ليسا إلا مصطلحين إجرائيين أتاحا للباحث إمكانية التعرف، بشكل أكثر دقة وموضوعية، على حركة الثقافة العربية الإسلامية.

كان هذا الكتاب في الاصل اطروحته لنيل الدكتوراه، لكنه اعاد تحريره واضاف له، في أربعة مجلدات.

في الكتاب الأول تم البحث في أساس الاشكال المعرفي العربي، الاتجاه الذي قال بالثابت النصي على المستوى الديني، وقاس الأدب والشعر والفكر على الدين. وبما أنه، لأسباب تاريخية، كان يمثل رأي السلطة، فإن الثقافة التي سادت كانت ثقافة السلطة أي أنها كانت ثقافة الثابت.

الكتاب الثاني يتناول الصراع بين العقل والنقل، التجديد والتقليد، الإسلاموية والعروبوية، أي بين اتجاهات دينية تقليدية واتجاهات عقلية تجريبية، إضافة إلى الانقلاب المعرفي الجذري المتمثل في الحركة الصوفية.

وأما الكتاب الثالث فهو يدور حول صدمة الحداثة وسلطة الموروث الديني، ويتناول نماذج تراثية لذلك.

ويتابع أدونيس في الكتاب الرابع البحث في صدمة الحداثة ولكن في الموروث الشعري منطلقاً من تساؤلات: ما الحداثة في الشعر؟ ما المشكلات التي تثيرها في اللغة، من الشعر، والدين والثقافة، بعامة؟

إقرأ أيضا