بعد رسائل متبادلة بين الظواهري والوحيشي واشنطن تجلي دبلوماسييها من اليمن

اجلت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء، عشرات الموظفين من سفارتها في اليمن، ودعت مواطنيها الى مغادرة البلاد فورا بعد اعتراض رسائل لتنظيم القاعدة اشارت الى احتمال تنفيذ هجوم.

وجاء القرار في حين كانت نحو 20 سفارة وقنصلية اميركية مغلقة في الشرق الأوسط وافريقيا حتى السبت، بسبب \”تهديدات موثوقة\”. وكانت الولايات المتحدة اعلنت عن قرار اغلاق البعثات الدبلوماسية منذ الخميس.

واكد مسؤول اميركي لوكالة فرانس برس اجلاء 75 من موظفي سفارة الولايات المتحدة في اليمن في وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء على متن طائرة عسكرية اميركية.

واوضح هذا المسؤول طالبا عدم كشف اسمه، ان الطائرة التي لم يوضح نوعها توجهت بمواكبة طائرة اخرى كاسناد الى قاعدة رامشتاين بالمانيا .

وقبل ذلك، اعلن البنتاغون في بيان \”استجابة لطلب وزارة الخارجية نقلت طائرة لسلاح الجو الاميركي افرادا من الطاقم باكرا هذا الصباح من صنعاء\”.

وعملية الاجلاء هذه تندرج في اطار دعوة اطلقتها وزارة الخارجية الاميركية لمغادرة رعاياها اليمن \”على الفور\” امام خطر شن هجمات.

من جهة اخرى، اعتبرت وزارة الخارجية مستوى الخطر في اليمن \”مرتفعا للغاية\” وامرت بمغادرة الموظفين الاميركيين الذين لا يعتبر وجودهم ضروريا في اليمن. كما دعت كافة مواطنيها المقيمين في اليمن الى مغادرته \”على الفور\”.

واكدت وزارة الدفاع الاميركية ان لديها \”طاقما على الارض\” على الارجح جنودا من المارينز لتعزيز امن السفارة و\”مراقبة الوضع على الصعيد الامني\”.

وفي ايطاليا، ذكرت وسائل الاعلام الايطالية ان قنصلية الولايات المتحدة في ميلانو بشمال ايطاليا اخليت أمس الثلاثاء اثر انذار بوجود قنبلة فيها، الا ان هذا الانذار سرعان ما رفع بعد قيام الشرطة بتفتيش المكان من دون أن تعثر على اي قنبلة.

وحذت لندن حذو واشنطن باجلاء جميع العاملين في سفارتها في صنعاء، ووضعت البحرية التجارية في حالة تأهب قصوى.

كما نصحت الحكومة الهولندية أمس الثلاثاء رعاياها الموجودين في اليمن بـ\”مغادرة هذا البلد في اسرع وقت ممكن\” بسبب احتمال وقوع هجمات وخاصة من قبل تنظيم القاعدة. وقالت وزارة الخارجية على موقعها الالكتروني \”ننصح الهولنديين الموجودين في اليمن بمغادرة هذا البلد (ولو مؤقتا) بوسائلهم الخاصة\”.

واوردت وسائل اعلام اميركية، ان رسائل تم اعتراضها بين زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري وزعيم فرع التنظيم في اليمن ناصر الوحيشي هي التي حملت واشنطن على اتخاذ قرار باغلاق 19 بعثة دبلوماسية في الشرق الاوسط وافريقيا.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز امس الاول الاثنين، عن مسؤولين اميركيين ان ادارة الرئيس باراك اوباما اتخذت القرار اثر اعتراض اتصالات الكترونية الاسبوع الماضي بين الظواهري والوحيشي زعيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب التي تتمركز في اليمن.

وبحسب الصحيفة فان الظواهري امر الوحيشي بتنفيذ اعتداء الاحد الماضي.

غير ان شبكة سي ان ان التلفزيونية نقلت ان الظواهري طلب من الوحيشي \”تنفيذ شيء ما\”، الامر الذي اثار مخاوف لدى المسؤولين في واشنطن واليمن من هجوم وشيك.

وعلى الاثر تم اغلاق 25 سفارة وقنصلية اميركية في الشرق الاوسط الاحد الماضي. واعلنت وزارة الخارجية بعد ذلك ان 15 من هذه البعثات و4 قنصليات جديدة ستبقى مغلقة حتى السبت المقبل من باب الحيطة.

وقال روبرت باير المتعامل السابق مع وكالة الاستخبارات الاميركية في الشرق الاوسط لمحطة \”سي ان ان\” ان \”اغلاق 22 سفارة في الوقت نفسه، امر غير اعتيادي، امضيت 21 عاما في السي أي إيه واعتقد انني لم اشهد مطلقا اغلاق 22 سفارة في الوقت نفسه\”.

ونقلت ايه بي سي نيوز عن مسؤولين اميركيين لم تحدد هوياتهم ان ثمة مخاوف من ان تقوم القاعدة بنشر انتحاريين يحملون قنابل زرعت جراحيا في اجسادهم للافلات من الاجراءات الامنية.

وقال الجنرال مارتن ديمسي رئيس اركان الجيوش الاميركية لشبكة ايه بي سي نيوز ان التهديدات تستهدف كافة المصالح الغربية.

والبعثات التي اغلقت كما نقلت وكالة فرانس برس تقع في أبوظبي وعمان والقاهرة والرياض والظهران وجدة والدوحة ودبي والكويت والمنامة ومسقط وصنعاء وطرابلس وأنتاناناريفو وبوجمبورا وجيبوتي والخرطوم وكيغالي وبورت لويس.

إقرأ أيضا