حزب الله.. أم حزب الإرهاب؟!

عندما نتحدث عن أيام الاسبوع في العراق العظيم، لم نعد نطلق اسماء الاسبوع المعتادة على ايامنا مثل السبت والاحد وإلخ، بل نقول هذا يوم الكواتم، ويوم المفخخات، ويوم العبوات اللاصقة، ويوم التهديد والتهجير، ويوم الهجوم المسلح، وهكذا تغيرت اسماء الايام التي نعيشها في العراق.

وانا اتابع هذا الكم الهائل من العنف والارهاب والدم العراقي المباح يوميا، وكذلك هذا الصمت المخزي من قبل اناس هم عراقيون قبل ان يكونو مسؤولين في الدولة يعطيهم الوطن رواتبا لحمايتنا. وكذلك هذا التجاهل الدولي لسحق حقوق الانسان في العراق، وانا اشاهد حمامات الدم اليومية هذه، لا اعرف لماذا تذكرت حزب الله والسيد حسن نصر الله ومعاركه التي يخوضها ضد إسرائيل، وأرغمني عقلي على عقد مقارنة بين معارك حزب الله وما يحدث من ارهاب في بلدي، حيث يتذكر الجميع تلك المعركة المذهلة التي حدثت مع اسرائيل قبل سنوات ولازلت اتساءل كيف فكر حزب الله في خوض هكذا حرب غير متكافئة مع الشيطان التي هي اسرائيل. ومن يجرؤ على محاربة الشيطان ويفكر بالنصر؟ واي نصر قد احرزه حزب الله في وقته. لقد اندهشت كثيرا في حينها، كما هو حال الكثير، عندما اعلن وقف اطلاق النار وانتهاء الحرب من جانب اسرائيل، لماذا؟ وكيف؟ والى ماذا تخطط اسرائيل عندما وافقت على هكذا قرار؟ هل كان هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة؟ هل كانت تنوي ان تزيل بلدان الوطن العربي عن بكرة ابيها – ولا رادع لها بالتأكيد – ماذا حدث؟ هل اصيبت اسرائيل بمس من الجنون؟ ام الخوف والرعب هو الذي اعتراها من حزب الله وجنده؟ تساءلت كثيرا في حينها ولم اتوصل الى جواب مقنع يشفي تساؤلاتي. ولكن الحقيقة الواضحة كوضوح الشمس كانت هو ان حزب الله قد كبد اسرائيل خسارة كبيرة في المعدات والارواح. وان حزب الله انتصر في هذه المعركة انتصارا لا مثيل له. وعاد اللبنانيون الى ديارهم وهم مكللون بالزهو والفخر، لانهم استطاعوا ان يهزموا اعداء السلام في الارض. وسنستطيع ان نرفع راسنا ونتباهى نحن ايضا لاننا عرب، ولان هذا الانتصار هو بالتأكيد لبناني – عربي! وسيعتبرنا الغرب شجعانا واقوياء ونستطيع ان نسافر الى الدول الاجنبية ونحن كالديوك التي تنفش ريشها وتنفخ صدورها وتتباهى بنفسها، لقد اصدر لنا حزب الله جوازات السفر الى عالم البطولة والشجاعة كمقاتلين اكفاء. وستدخل هذه المعركة كتب التاريخ وتدرس لطلابنا في صفوفهم والكثير الكثير من الكلام سيكتب عن هذه الحرب. ولكن يبقى السؤال المحير والقاتل في شكه والمؤذي في نفس الوقت، هو كيف استطاع حزب الله كسب معركة كهذه؟ ونحن العراقيين يموت منا المئات يوميا اطفالا ونساء ورجالا وشيوخا اكثر الميتات بشاعة في التاريخ، ونحن لدينا حكومة منتخبة في عصر العراق الذهبي عصر الحرية والديمقراطية، ولدينا موازنات ترليونية انفجارية وبالاخص ميزانية الوزارات الامنية التي تعادل ميزانية ثلاثة دول عربية فقيرة. كيف ونحن نعتبر اغنى البلدان العربية بثرواتها، ونملك ثاني احتياطي نفطي في العالم. مع كل هذه الامكانيات المهولة، كيف لا تستطيع حكومتنا في جمهورية الخوف دحر وحش الارهاب الذي يحيل مدننا في وضح النهار الى ساحة حرب تملؤها عناصر الشرطة والجيش وسيارات الاسعاف والمفخخات والانفجارات والاجساد المتناثرة والرؤوس المتطايرة في كل مكان. هل لان حزب الله يملك من الامكانيات والمعدات ما لا تملكها حكومتنا؟ ام ان الارهاب في بلدنا هو اقوى بكثير من اسرائيل وجيشها الذي يملك اسلحة الدمار الشامل على الارض. ام لان السبب الحقيقي والجوهري في الامر هو ان القائمين على امننا وسلامتنا هم الشياطين والارهاب الحقيقي بعينه، هم اهل الطائفية والعنصرية الحقيقيين، وهم نفسهم من هجروا وقتلوا الناس على الهوية قبل سنوات. ليس لشيء وإنما لجعل العراقيين اما أمواتا في بلدهم او مهجرين خارجها، حتى يسهل تماما استعمارها واستملاكها من قبل أعداء السلام.   

* صحفية عراقية

إقرأ أيضا