اليابان تايمز: دولة العراق والشام تبدد 10 أعوام من جهود واشنطن وتقدم نفسها كقائد لمعارضي الأسد

نشرت صحيفة يابانية تقريرا تناولت فيه توسع تنظيم القاعدة في العراق باتجاه الأراضي السورية، معتبرة هذا التوسع بمثابة تبديد للجهود الأميركية التي بُذلت على مدى عقد من الزمن.

وتقول صحيفة الـ\”يابان تايم نيوز\” المطبوعة باللغة الإنكليزية، إن \”تنظيم القاعدة في العراق يعمل على التوسع والتواجد في الخطوط الأمامية في حرب الجارة سورية، وينتشر على أراضٍ استولت عليها مجاميع أخرى لتحقق لنفسها موطئ قدم، محبطا جهود الجيش الأميركي على مدى عقد من الزمن، والذي كان يقاتل للحيلولة دون تواجد هؤلاء (تنظيم القاعدة)، في العراق وافغانستان\”.

وتبين الصحيفة، أنه \”في غضون أربعة اشهر من تغيير اسم القاعدة في العراق بما يعكس طموحاتها المتزايدة، نراها اليوم تؤكد تواجدها في بعض البلدات والقرى التي استطاع المسلحون انتزاعها من يد القوات الحكومية السورية، وقد عززت ذلك بتدفق آلاف المقاتلين الأجانب من المنطقة وخارجها\”.

وتلفت إلى أن \”المجموعة التي تعرف بالدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، تعتبر من أكبر التنظيمات المتمردة التي تقاتل بهدف الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، وتتواجد بكثافة في شمال وشرق البلاد، وباتت هذه المجموعات المعروفة بإيديولوجيتها المتطرفة وأساليبها المتمثلة بالاختطاف وقطع الرؤوس، باتت متواجدة في المناطق التي تعاني من عدم الاستقرار، والقريبة من الحدود مع تركيا\”، مبينة \”وقامت باختطاف العديد من الناشطين المدنيين، والقادة المنافسين والغربيين، وعشرات الصحفيين وعمال الإغاثة، خلال الأشهر القليلة الماضية في المناطق التي يتواجد فيها التنظيم\”.

وتنوه الـ\”يابان تايم نيوز\”، إلى أن \”تصاعد وتيرة هذه الأعمال جعل من العسير على السوريين والأجانب على حد سواء، التنقل بين تلك المناطق، لأغراض مثل إيصال الإغاثة أو التغطية الإعلامية أو دعم الفصائل الأخرى الأكثر اعتدالا مثل الجيش السوري الحر\”، مشيرة الى أنه \”بوجود مجموعات متعددة متنافسة فيما بينها، لا يمكن لمجموعة واحدة أن تتحمل مسؤولية كل ما يقع من أحداث في سورية\”.

وترى أن \”جبهة النصرة وهي تمثل تنظيم القاعدة الأساسي في سورية، والتي قاومت جهود تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام لمحاولة احتوائها، وعملت على المحافظة على تواجدها في العديد من أجزاء البلاد\”، منبهة إلى أن \”معظم ضحايا تلك العصابات الإجرامية المستفيدة من الفراغ الأمني هم من السوريين، من خلال عمليات القتل والاختطاف والمطالبة بفدية\”.

وتضيف الصحيفة اليابانية، أنه \”في الوقت نفسه، يستمر تنظيم القاعدة في العراق بالتنامي، وقتل المزيد من الناس، وبوتيرة مرتفعة منذ العام 2008، وخاصة عملية اقتحام السجون التي تمت الشهر الماضي، وتحرير المئات من مقاتليها ودفعهم الى سورية، في وقت كان البعض يدعي إضعاف القاعدة خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من العراق\”.

وتنقل عن بروس هوفمان مدير الدراسات الامنية في جامعة جورج تاون، قوله إن \”لسورية أهمية استراتيجية أكثر من العراق في نظر هذا التنظيم، فموقع سورية الذي يشترك حدوديا مع تركيا وإسرائيل والعراق والأردن ولبنان يتيح للقاعدة موطئ قدم في قلب الشرق الأوسط، ما يثير القلق إزاء ظهور سورية شبيهة بأفغانستان قبل أكثر من ثلاثين سنة مضت\”.

وتلفت الصحيفة الناطقة باللغة الإنكليزية، إلى أن \”تنظيم دولة العراق والشام، قد واجه صعوبات في التعايش مع جبهة النصرة وقائدها أبو محمد الجولاني، الذي قاتل إلى جانب تنظيم القاعدة في العراق، وبعد عودته إلى سورية في العام 2011، شكل تنظيم القاعدة في سورية، وهو الآخر وقف بوجه محاولة احتواء نظيره أبو بكر البغدادي لتنظيمه في سورية\”، مشيرة إلى أن \”وزارة الخارجية الأميركية، عبرت عن اعتقادها بانتقال أبو بكر البغدادي من العراق الى سورية، واستقراره في منطقة الرقة التي تضم غالبية أتباع جبهة النصرة\”.

وفيما ترى الصحيفة أن \”تنظيم دولة العراق والشام، ينتهج أسلوبا عدائيا ومتشددا يحول دون التعايش مع المجاميع الأخرى الأكثر اعتدالا، كما يحدث في منطقة الرقة الواقعة شرق البلاد\”، تؤكد أن \”تزايد المتطوعين الأجانب يساعد على تقوية هذه المجموعة المتمردة، وبناء شبكة من اتباعها\”.

وحول أعداد المقاتلين الأجانب، تذكر، أن \”مسؤولا أمنيا لبنانيا، يخمن وجود 17 ألفا من المقاتلين الأجانب على الأقل لدعم القوات المتمردة في سورية، ومعظمهم من السعودية وتونس، وقد قدر المسؤولون الأميركان عدد هؤلاء برقم مقارب، ويقول السوريون إن عدد المقاتلين الأجانب يصعب تقديره، لأنهم ينتشرون على طول الحدود التي لا تخضع للمراقبة\”.

آرون زيلين الباحث في نشاط الجهاديين في معهد واشنطن للدراسات السياسية في الشرق الأدنى يقول للصحيفة، إن \”الدولة الاسلامية في العراق والشام، استغلت نجاحات جبهة النصرة بمعاركها الأخيرة وبضمنها الإستيلاء على قاعدة (المنغ) الجوية في حلب الأسبوع الماضي، والمنطقة الساحلية من اللاذقية\”.

وتشير إلى أن \”دولة العراق والشام، تحاول كسب تعاطف الناس، من خلال بثها لشريط فيديو يبين قيامهم بتوزيع الألعاب ودمى \”التليتابيز\” على الأطفال في حلب خلال عيد الفطر\”، موضحة بأن \”هذه التسجيلات وتوزيع الهدايا من قبل المتطرفين، توحي بأنهم تعلموا بعض الدروس من تجربتهم في العراق، بسبب نفور الناس منهم لاتباعهم أساليب متشددة\”.

وتختم الـ\”يابان تايم نيوز\” تقريرها بالقول \”ما زال تنظيم العراق والشام يحقق تفوقا على باقي المجاميع السورية المتمردة التي وقفت بوجه الأسد العام 2011\”، واصفة أتباع التنظيم على لسان بعض المختصين بأنهم \”يتمتعون بتنظيم عالٍ بشكل يسمح لهم بتقديم أنفسهم كتنظيم قادر على إدارة البلاد\”.

إقرأ أيضا