مراسلة \”الدايلي تايمز\” في البيت الأبيض: أوباما متأرجح بشأن مصر.. وحذر بتشكيل الحكومات الجديدة

منذ اسابيع، وموقف الولايات المتحدة لا يزال ضبابيا بخصوص موقفها من الاطاحة بحكم الاخوان، فهي تتقدم خطوة وتتراجع خطوتين، وغالبا ما يكون الموقف الرسمي الاميركي نقطة قوة لأي نظام جديد أو بداية انهيار. غير أن واشنطن بدت متحيرة امام مشهد دعمته بقوة في مصر بصعود \”الاخوان\” وأطيح به في هبة شعبية ناصرتها المؤسسة العسكرية، ودعمتها، الحليف الاقوى، سعودية في تغيّر نادر عن الموقف الاميركي.

مراسلة صحيفة The daily times، في البيت الأبيض JULIE PACE AP، تحاول ان تبين الموقف من داخل مكتب الرئاسة الاميركية، بما يزيل اللبس او يزيده غموضا.

وتقول المراسلة في تقريرها الذي نشرته أمس، واطلعت عليه \”العالم الجديد \”حين انتشرت ثورات الربيع العربي الديمقراطية في أنحاء الشرق الأوسط، كانت استجابة الرئيس باراك أوباما للاضطرابات السياسية هي إبداء الدعم للشعوب التي تسعى لحكومات ممثلة\”، متساءلة \”ما الذي حد من الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في تشكيل تلك الجهود\”.

وتبيّن ان \”فلسفة الرئيس الاميركي في المشاركة المحدودة ربما تواجه أصعب اختبار لها في مصر، حيث خُلع أول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد على أيدي قوات عسكرية تربطها صلات عميقة تمتد لعقود مع الولايات المتحدة، لذا هي تعدها انقلابا، ما يعني أنها خطوة تتطلب من أوباما تعليق 1.3 مليار دولار من المعونات السنوية لمصر، اغلبها تذهب الى الجيش\”.

لكن المراسلة PACE AP تلفت إلى أن \”مقاومة أوباما لتعليق الدعم الاميركي للجيش المصري قد ترك البيت الأبيض مع نفوذ قليل وزحزح دور الرئيس الى موقف المتفرج الذي يصدر بيانات شديدة اللهجة\”.

وتشير الى ان \”موقف الولايات المتحدة حفز مشاعر معادية لها في مصر\”، وتقصد من جانب أنصار الاطاحة بمرسي، من جهة، ومن أخرى من انصار الاخوان الذين \”يتهمون واشنطن بعدم الارتقاء إلى قيمها الديمقراطية\” من خلال عدم الضغط باتجاه اعادة نظامهم، وما بين الموقفين \”يصر اوباما على ان يقف مع المصريين، لكنه يقول ان اميركا لن تحدد مستقبل مصر، ولا تنحاز الى أي جهة\”.

وتنقل عن ملاحظات أدلى بها الرئيس اوباما من منزله المستأجر لقضاء العطلات في ولاية ماساشوستس في مارثا فينيارد، \”أعلم من المغري في مصر إلقاء اللوم على الولايات المتحدة أو الغرب أو بعض اللاعبين الخارجيين بشأن ما حصل من أخطاء\”.

وينتقد ستيفن كوك، محلل شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، بقوله إن نهج أوباما في \”قسمة الوسط\” بشأن مصر \”يقوض دعم الولايات المتحدة للديمقراطية في المنطقة\”.

وترى المراسلة انه \”مع ذلك، فإن علاقة الولايات المتحدة مع مصر قد تطلبت من واشنطن لفترة طويلة أن تتجاهل السياسة القمعية في البلاد مقابل الحصول على الاستقرار الإقليمي\”، مضيفة ان \”حسني مبارك طيلة 30 سنة كان مدعوما من واشنطن كحاكم مطلق، في اطار ضمان استمرار معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، لكن أوباما تخلى عن مبارك في عام 2011، ومبارك استقال في نهاية المطاف، ممهدا الطريق لأول انتخابات ديمقراطية في مصر وملهما للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في بلدان أخرى في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا\”.

وتجد أن \”الولايات المتحدة عبرت دائما عن دعمها للانتفاضات الشعبية، وفي بعض الحالات طالبت القادة المستبدين بترك السلطة، ففي ليبيا، على سبيل المثال، انضمت مع حلفائها لإقامة منطقة حظر جوي لمساعدة قوات المعارضة للاطاحة بالقذافي، وفي سوريا فرضت عقوبات اقتصادية، ووافقت على تزويد المتمردين الذين يقاتلون الرئيس بشار الأسد بالأسلحة الخفيفة، على الرغم من أنها لم تفعل شيئا يذكر لوقف الحرب الأهلية التي خلفت أكثر من 100 ألف  قتيل\”.

وترى أن \”البيت الأبيض، خلال الربيع العربي، كان حذرا من الانخراط عميقا في إنشاء حكومات جديدة في المنطقة\”.

وبحسب بن رودس، نائب مستشار أوباما للأمن القومي، فإن \”الرئيس لا يؤمن بدوره في هندسة عملية سياسية، ونظريته في اختيار الفائزين والسعي في وضع حل يجعلنا محقين في منتصف الأمر، وفي النهاية جعلها قضية  الولايات المتحدة\”.

وتلفت الى ان \”منهج اوباما تشكل ضمن اطار معارضته لحرب العراق – النزاع الذي بني أول الأمر باعتباره حملة لمكافحة الارهاب – لكنها أصبحت العملية التي تقودها الولايات المتحدة في بناء الديمقراطية\”، منوهة بان \”أوباما اشرف على نهاية الحرب في ولايته الأولى، وحاول منذ ذلك الحين اخراج الولايات المتحدة المرهقة من الحرب والمنهكة اقتصاديا من أي صراعات خارجية طويلة أخرى\”.

وتفسر بأن دوافع سياسة اوباما هي \”المخاوف من أن الحكومات التي تشكلت بعد ثورات الربيع العربي قد تكون أكثر ضررا بالمصالح الأمريكية من الأنظمة الاستبدادية التي تحل محلها\”، مستدركة على ان \”المسؤولين الاميركيين كانوا قلقين من ان الرئيس المصري (المخلوع) يندرج تحت هذا الاطار، فهو قيادي كبير في جماعة الإخوان المسلمين، واتهم بإعطاء الحركة السياسية الإسلامية تأثيرا لا مسوغ له في الحكومة بعد توليه السلطة، وكذلك ألقى عليه المصريون باللائمة أيضا لفشله في أن يبلي بلاء حسنا في الإصلاحات الاقتصادية الموعودة\”.

إقرأ أيضا