طالباني يتم اليوم شهر غيابه الثامن.. وطيفور: سيعود إلى السليمانية قريبا لمزاولة مهامه

في 20 كانون الثاني الماضي، نقل الرئيس جلال طالباني على وجه السرعة القصوى الى مشفى ألماني شهير لانقاذه من \”موت سريري\”، وبذلك يكون اليوم الثلاثاء، متمما لثمانية أشهر من غياب \”غامض\” نظرا لشح المعلومات وتضاربها، فيما يكون مفتاح إجابة أي سياسي عراقي من الدرجة الفاخرة عبارة \”الرئيس زين\”، غير أن صحة البلاد في ظل غياب رئيس جمهورية والوزراء الأمنيين \”مو زينة\”.

بعد ثمانية أشهر من غياب الرئيس التوافقي الكردي، ذي الصلاحيات شبه الفخرية، لم يترشح شيء ذات أهمية عن \”صحة الغائب\”، سوى معلومات بثتها القناة الوحيدة المخولة بتمرير ما يجعل الرأي العام سياسيا وشعبيا مقتنعا بـ\”السكوت\”، على لسان نجم الدين كريم، عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني نجم الدين كريم، وهو الطبيب المرافق لـ\”الرئيس\” قبل نحو يومين، من أن \”طالباني بحالة جيدة جدا\”، لكنه \”أصيب الأسبوع الماضي بالتهاب في المثانة والمجاري البولية\”.

تصريحات كريم التي اطلعت عليها \”العالم الجديد\”، تبعث أملاً قد لا يعوّل عليه، بأن \”حالة طالباني الجيدة جدا، تسمح له بتبادل الأحاديث مع من حوله\”.

الإشارة الجديدة التي حملها تصريح كريم، هي أن \”الرئيس نقل من محل إقامته في ألمانيا الى المستشفى مجددا، بعد تفضيل الأطباء لذلك رغم إمكانية علاجه خارجها\”.

 

مصدر: كريم يصدق في القول

ويؤكد مصدر كردي رفيع في حديث مقتضب عبر الهاتف لـ\”العالم الجديد\”، ما جاء في تصريح نجم الدين كريم.

إذ يقول المصدر الذي شغل منصب وزير في احدى الحكومات الكردية السابقة، وعلى صلة وثيقة بالاتحاد الوطني الكردستاني، ان \”نجم الدين كريم صادق فيما يقول بخصوص صحة الرئيس، هو لا يكذب، ولو كان مام جلال ميتا، لتحدث كريم عن تدهور في صحته، لا عن تحسنها\”.

وينوه المصدر الذي فضّل عدم الاشارة الى اسمه، \”يعني اذا مات طالباني مثلا شنسوي نحتل اسرائيل؟\”، مضيفا \”هذا قدر محتوم، هو رجل كبير بالسن ومعتل صحيا، وموته أمر مفروغ منه\”.

وعلى ذمته أكد عارف، طيفور نائب رئيس مجلس النواب، في اتصال هاتفي مع \”العالم الجديد\” أن \”الرئيس طالباني زين\”، لافتا الى أنه \”في الفترة القريبة القادمة سيعود الى السليمانية لممارسة مهام عمله، وخدمة البلاد\”.

 

خبر الموت غير المؤكد

بعد ظهر 18 كانون الثاني الماضي، انتشرت أنباء في العاصمة بغداد عن موت \”مام جلال\”، وفي الوقت الذي جهزت قناة فضائية على صلة بالـ\”مام\” نسخة مسجلة للقرآن الكريم لبثها في حال تأكيد الخبر، بثت وكالة أنباء محلية خبرا عاجلا يفيد بموت الرئيس، غير أن الرئيس لم يمت وتراجعت القناة عن بث شعائر التعزية التقليدية، فيما أطاحت إدارة تلك الوكالة بمسؤول التحرير لديها.

مكتب رئاسة الجمهورية، في حينها أكد لي بوصفي صحفيا مستقلا، أن \”طالباني في حالة حرجة غير أنه لم يمت\”، وبعد مرور 24 ساعة من اللغط نشرت رئاسة الجمهورية بيانا مقتضبا أعلنت فيه \”نقل الرئيس الى مستشفى في بغداد (مدينة الطب)\”، نتيجة إصابة الرئيس بـ\”طارئ صحي بفعل الإرهاق والتعب\”.

وبيّنت أن \”كادراً طبياً متخصصاً يقوم على رعايته، وسيصدر تقريراً طبياً في وقت لاحق\”.

تلفزيون العراقية سارع ليلة \”سقوط الرئيس بالمرض\”، وأورد خبرا عاجلا بالأحمر على شاشته، بما نصه أن \”الفريق الطبي يواصل مساعيه لتحقيق استقرار في الوضع الصحي للرئيس جلال طالباني بعد تعرضه لجلطة دماغية\”.

بينما قالت رئاسة الجمهورية إن اعتلال طالباني المفاجئ كان نتيجة \”تصلب في الشرايين\”.

الموقف الرسمي ظل في تناقض حتى بمعلومة تحديد ما تعرض له الرئيس إلى اللحظة، وليس فقط في تحديد اعتلال صحة الأمن في البلاد.

 

الطيران إلى ألمانيا

طار طالباني وهو في غيبوبة الى ألمانيا، ليدخل المعتكف القسري، وتزيد دائرة الغموض حوله. في 20 كانون الثاني الماضي، وبسبب انعدام الثقة بالتصريحات الرسمية العراقية، بادر غيدو فسترفيلي، وزير الخارجية الألماني، لاعلان وصول الرئيس \”يمكنني تأكيد وجود الرئيس العراقي جلال طالباني في ألمانيا لتلقي علاج طبي\”، مضيفا \”أتمنى له الشفاء العاجل والتام\”.

ويعاني طالباني منذ سنوات من مشاكل صحية، ونقل الى مدينة الحسين الطبية في الأردن العام 2007، لمدة أسابيع، بعدها أجرى عملية جراحية للقلب في الولايات المتحدة في آب 2008، قبل أن ينقل العام 2009 مجددا إلى الأردن لتلقي العلاج من الارهاق والتعب. ليتوجه في العامين 2011 و2012 إلى الولايات المتحدة وأوروبا عدة مرات لتلقي العلاج.

برزان شيخ عثمان، مدير إعلام مكتب الرئيس، برر نقل طالباني إلى ألمانيا من أجل تلقي علاج \”أدق وأعمق\” بعدما تبيّن أن صحته \”تسير نحو الأفضل\”، في 19 كانون الثاني الماضي.

وبعد نحو 3 أشهر، رشحت أولى المعلومات الرسمية عن صحة \”الغائب\” وأعلن نجم الدين كريم، وهو محافظ لمدينة كركوك المتنازع عليها أيضا في 30 اذار الماضي، ان \”طالباني بات قادرا على الكلام والتعرف الى أقاربه\”.

ولفت في تصريح صحفي الى أن \”وضع الرئيس الصحي يتحسن، إنه يستجيب للعلاج، ويتكلم ويقرأ ويأكل ويتابع تأهيلا فيزيائيا\”.

وللمرة الأولى يجري الإفصاح عن موعد غير معلوم لعودة الرئيس، بقول كريم إن \”الفريق الطبي الألماني متفائل بخصوص تحسن وضعه الصحي، وعودته الى العراق مرهونة برأي الأطباء في برلين\”.

وفي مفارقة غير مسبوقة، رغم غياب طالباني وتعرضه لـ\”جلطة دماغية\” أدخلته في غيبوبة، أبرق وليد جنبلاط، رئيس \”الحزب التقدمي الإشتراكي\” في لبنان، في 19 شباط الماضي الى طالباني مستنكرا سلسة تفجيرات دموية ضربت العاصمة بغداد!

 

البحث عن رئيس

الأزمة السياسية المستفحلة في البلاد، وغياب الحل بين الفرقاء، جعل من غياب طالباني إشكالية مضافة الى علل العملية السياسية، وهو ما دفع بالادعاء العام في العراق إلى دعوة رئيس مجلس النواب الاتحادي لانتخاب رئيس جديد للبلاد بعدما اعتبر أن منصب طالباني أصبح \”خالياً\”، بسبب سفره ومرضه، لكن اللجنة القانونية النيابية رفضت الدعوة واعتبرتها غير دستورية.

ونشرت رئاسة الإدعاء العام في 13 أيار الماضي، على موقع مجلس القضاء الأعلى، بيانا طالبت فيه رئيس مجلس النواب اتخاذ \”الإجراءات القانونية\” نظراً لـ\”مرور فترة طويلة على غياب فخامة رئيس الجمهورية عن منصبه\”.

ولفتت في بيانها الذي ذُيل بتوقيع غضنفر حمود الجاسم، رئيس الادعاء، الى أن \”الطلب جاء تطبيقاً لأحكام الفقرة (ج) من المادة 72 من الدستور التي تنصّ على أنه (في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية لأي سبب من الأسباب يتم انتخاب رئيس جديد لإكمال المدة المتبقية لولاية رئيس الجمهورية)\”.

الدستور العراقي الذي أقر في العام 2005، حدد ولاية رئيس الجمهورية بولايتين فقط، ولم يذكر أسباباً يعتبر المنصب بموجبها شاغراً، أو مدة زمنية لتصحيح الشغور.

وأفادت رئاسة الادعاء العام بأنها تقدمت بطلبها استناداً إلى \”أحكام المادة (1) من قانون الإدعاء العام رقم (159) لسنة 1979 المعدل\” التي تحدد مهمة الادعاء العام بـ\”حماية نظام الدولة وأمنها ومؤسساتها والحرص على الديمقراطية والمصالح العليا للشعب والحفاظ على أموال الدولة\”.

اللجنة القانونية النيابية من جهتها، رفضت طلب الادعاء العام وعدته \”غير دستوري\” لجهة أنه \”ليس هناك أي نص دستوري أو مادة في قانون جهاز الإدعاء العام يمنح رئيس الإدعاء العام صلاحية تقديم مثل هذا الطلب\”، كما أن \”المادة 72 من الدستور تتحدث عن خلو منصب رئيس الجمهورية، وليس الغياب، والآن نائب رئيس الجمهورية (خضير الخزاعي) يقوم بتنفيذ مهام الرئاسة\”.

 

الصورة اللغز

اعتبرت صورة نشرتها قناة كرد سات التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، في 17 أيار الماضي، أول ظهور للرئيس بعد فترة غياب ثارت حولها التكهنات عن موته سريريا.

في الصورة يبدو الرئيس طالباني متوسطا فريقه الطبي ببدلة زرقاء، وربطة عنق حمراء، وبرفقته نجم الدين كريم طبيبه الشخصي، ومرافق آخر، في حديقة لم يحدد مكانها.

ظهور طالباني في الصورة متأنقاً، أثار جملة تساؤلات عن تاريخ التقاطها في إحدى الرحلات العلاجية السابقة للرئيس الذي يناهز عمره الـ80 عاماً.

ولم يدقق الإعلام العراقي في حينها، بمصداقية الصورة.

وفي صورة أخرى اطلعت عليها \”العالم الجديد\”، بذات الكادر والموقع، تظهر السيدة الأولى هيرو خان، الى جانب طالباني.

مصادر طبية فرنسية، ونقلا عن تقارير طبية ألمانية من داخل مستشفى \”شاريتيه\”، وفقا لما نقله موقع \”الفرات اليوم\” في الرابع من آب الحالي، تكشف عن أن \”طالباني دخل في غيبوبات مستديمة خمس مرات خلال الأشهر الأولى من العلاج\”، مؤكدة أن \”طاباني  يعاني منذ فترة طويلة من عدم القدرة على النطق أو التعرف على زائريه، وكل ما ينشر غير ذلك، مفارقة سياسية لا علاقة لها بالتشخيص الطبي\”.

 

البراءة من موت الـ\”مام\”

الحزب الديمقراطي الكردستاني، حليف الاتحاد الوطني الكردستاني وخصمه في آن واحد، تبرأ أمس الاول (الأحد) من إطلاق نبأ \”موت طالباني\”، على لسان نجيرفان بارزاني، رئيس وزراء الإقليم، خلال اجتماع مع قادة أمنيين في الاقليم.

ونفى سامي أركوشي، سكرتير رئيس حكومة الإقليم، ما تداولته مواقع إلكترونية عن تأكيدات نجيرفان، خلال الاجتماع الأمني، وفاة الرئيس طالباني، وأن \”حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لم يعلن الخبر منتظرا ظرفا مؤاتيا لذلك\”، معتبرا إياها \”أنباء غير صحيحة\”.

 

الصدر: بعد السفر حال بيني وبينك!

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المعتكف سياسيا الآن في العاصمة الدينية قم، والذي دعا أواخر تموز الماضي، إلى تشكيل وفد لزيارة الرئيس طالباني والاطمئنان عليه، قال في بيان اطلعت عليه \”العالم الجديد\”، \”زاد قلقي على صحة فخامة الرئيس من جهة، وعلى ما آل إليه العراق بدون رئيس جمهورية أو ما سيؤول إليه لا سمح الله\”، مبينا أنه \”قد حال بيني وبينه بعد السفر، وبعض الروتينيات الأخرى\”.

وأرجعت كتلة الاحرار، الذراع النيابي للتيار الصدري، في 14 آب الحالي، عدم تشكيل وفد لزيارة طالباني والاطلاع على وضعه الصحي الى \”الخلافات السياسية وتفاقم المشكلة الأمنية التي تعيق كتلة الأحرار من التقدم بهذا المشروع\”.

إقرأ أيضا