الأوكرانيون ينتخبون برلمانهم مع توقع تقدم مؤيدي الغرب

واصل الناخبون الاوكرانيون امس الاحد التصويت في انتخابات تشريعية مبكرة يتوقع ان تفضي الى فوز…

واصل الناخبون الاوكرانيون امس الاحد التصويت في انتخابات تشريعية مبكرة يتوقع ان تفضي الى فوز القوى الموالية للغرب باغلبية وتكريس التوجه الاوروبي لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تخوض حكومتها معارك مع متمردين مؤيدين لروسيا في شرقها.

 

وهذا الاقتراع بالغ الاهمية لاوكرانيا بعد نحو عام من ازمة شهدت الاطاحة بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش وانضمام جمهورية القرم الى روسيا وظهور حركة انفصالية في الشرق تحولت الى نزاع مسلح.

 

وهذا البلد هو ايضا ساحة مواجهة جيوسياسية بين الغربيين والروس التي تدهورت العلاقات بينهما “وتكاد تلمس القاع” باعتراف موسكو.

 

وفي بادرة رمزية زار الرئيس الاوكراني بترو بوروشينكو بزي مموه صباحا كراماتورسك المدينة الواقعة في الشرق المتمرد واستعادتها القوات الاوكرانية الصيف الماضي، وذلك لتحية “المكسب الذي حققه الجنود الذين ندين لهم بحياة السلم التي نعيش”.

 

وعند عودته الى كييف ادلى بصوته وقال انه يامل ان تؤدي هذه الانتخابات الى تشكيل “فريق قوي وناجع من اجل تطبيق اصلاحات والنصر اللازم لجلب السلم الى (منطقة) دونباس” الحوض المنجمي في الشرق الذي يشهد معارك منذ ستة اشهر.

وقال فاليري انتونينكو في احد مراكز الاقتراع في شمال كييف “آمل ان تنتهي الحرب بعد هذه الانتخابات”.

 

وكان الاقبال ضعيفا عند منتصف النهار حيث صوت 20.3 بالمئة مقابل 24,6 بالمئة في 2012، بحسب ارقام جزئية نشرتها الهيئة الانتخابية.

 

وكان بوروشنكو الذي انتخب في ايار الماضي دعا الى هذه الانتخابات لطي صفحة نظام الرئيس فكتور يانوكوفيتش نهائيا بعدما اطاحته حركة احتجاجية مدعومة من الغرب استمرت شهرا في ساحة الاستقلال (ميدان) في كييف.

 

الا انها تنظم بينما تجري معارك بين القوات الاوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في حوض دونباس المنجمي ادت الى مقتل اكثر من 3700 شخص منذ نيسان الماضي واجبرت اكثر من 800 الف شخص على الفرار من بيوتهم، حسب ارقام الامم المتحدة.

 

ولن يتمكن حوالي 5 ملايين ناخب من اصل 36 مليون في البلاد، من التصويت اليوم الاحد في القرم التي الحقتها روسيا باراضيها في آذار الماضي وفي المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في الشرق. وسيبقى 27 مقعدا نيابيا خاليا.

 

وفي دونيتسك ابرز معاقل المتمردين، يقاطع السكان الانتخابات وينتظرون الانتخابات التي سينظمها الانفصاليون في الثاني من تشرين الثاني.

 

وتشير استطلاعات الرأي الى ان حزب الرئيس بوروشنكو يتمتع بالفرص الاكبر للفوز بحوالى ثلاثين بالمئة من الاصوات.

 

وسيكون عليه على الارجح التحالف مع حزب او اكثر موال للغرب بعضها مثل الحزب الشعبي الذي يقوده رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك، مؤيد لهجوم اكثر حسما على المتمردين المدعومين بحسب كييف والحلف الاطلسي من قوات نظامية روسية.

 

اما حلفاء الرئيس السابق يانوكوفيتش الذين كانوا في الصدارة في الانتخابات التشريعية لعام 2012، فانهم يتمثلون خصوصا بلوائح اوكرانيا القوية وكتلة المعارضة، ولا يتوقع ان يحصلوا الا على عدد قليل من المقاعد. ويمكن ان يختفي الشيوعيون من البرلمان.

 

وفي كييف قال الناخب ياروسلوف كوستار (41 عاما) انه منح صوته لبوروشينكو في الانتخابات الرئاسية، انه صوت في التشريعية لحركة سوموبوميتش المكونة خصوصا من مقاتلين عادوا من الشرق.

 

في المقابل صوتت فالانتينا بافلوفنا (متقاعدة) في ماريوبول جنوب دونيتسك، لكتلة المعارضة وقالت “على الاقل هؤلاء يمثلونا” مضيفة انها تتابع “الاخبار كل مساء خائفة”.

 

وستنشر نتائج استطلاعات الرأي عند مغادرة الناخبين مراكز الاقتراع فور انتهاء التصويت قبل بث النتائج النهائية تدريجيا ليل الاحد الاثنين. وستعطي هذه النتائج سريعا فكرة عن توازن القوى لدى الرأي العام لكن ليس حول توزع مقاعد البرلمان البالغ عددها 450 بسبب الطبيعة المعقدة لطريقة التصويت.

 

وينتخب نصف النواب بالاقتراع النسبي على لوائح وطنية والنصف الآخر بالاقتراع الاغلبي من دورة واحدة في دوائر.

وسيكون على البرلمان الجديد التصويت على اصلاحات جذرية بهدف اخراج اوكرانيا من ركود عميق زاد من حدته النزاع في الشرق الصناعي. كما سيكون عليه التصدي للفساد المزمن وتقريب البلاد من الاتحاد الاوروبي الذي وقعت كييف معه مؤخرا اتفاق شراكة كان رفضه الرئيس السابق.

 

كما سيكون عليه تشديد اجراءات التقشف المؤلمة التي يطالب بها المانحون الغربيون وخصوصا صندوق النقد الدولي، لانقاذ اوكرانيا من الافلاس بعد سحب الدعم الروسي. وزاد من تفاقم الوضع النزاع حول الغاز مع روسيا.

 

إقرأ أيضا