العفو الدولية تطالب مصر باتخاذ تدابير فورية لحماية الأقباط

طالبت منظمة العفو الدولية \”أمنستي\” السلطات المصرية باتخاذ خطوات فورية لضمان سلامة الأقباط، في ظل الارتفاع غير المسبوق لأعمال العنف التي تستهدفهم.

وأشارت المنظمة في بيان على موقعها الإلكتروني، أمس الثلاثاء، إلى أنه يجري استهداف الأقباط، في عمليات انتقامية لدعمهم الإطاحة بمحمد مرسي، منذ قيام قوات الأمن بفض اعتصامي أنصار جماعة الإخوان في 14 أغسطس الجاري، وقد قتل العديد من الأقباط وتعرضت العشرات من كنائسهم وأعمالهم ومنازلهم للهجوم.

وقالت حسيبة حاج صحراوي، نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقا في أمنستي \”إنها صدمة التقصير في أداء الواجب، فلقد فشلت قوات الأمن في منع هذه الهجمات الطائفية وحماية المسيحيين. إذ كان ينبغي توقع رد الفعل العنيف هذا ضد المسيحيين الأقباط منذ أن تصاعدت أعمال عنف مماثلة عقب عزل مرسي\”.

وشددت صحراوي على ضرورة التحقيق في الهجمات التي استهدفت الأقباط وتقديم المسئولين عنها للعدالة. مؤكدة أن إدانة العنف ليست كافية، فالهجمات المأساوية لم تكن مفاجئة بالنظر إلى اللغة التحريضية والطائفية التي يستخدمها بعض أنصار جماعة الأخوان واتخاذهم المسيحيين ككبش فداء.

ودعت نائبة مدير المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط إلى ضرورة اتخاذ تدابير فورية لضمان سلامة المواطنين الأقباط قائلة أنه \”في ظل الأزمة السياسية الحالية فإن كلا من السلطات المصرية وقيادة الإخوان المسلمين فشلا بشكل مخز لمنع وقف الهجمات على المسيحيين\”.

ورصد بيان العفو الدولية الهجمات العنيفة التي استهدفت الكنائس والمؤسسات المسيحية يوم الأربعاء الماضي، مشيرا إلى أن الوضع يبدو أكثر ألما في محافظة المنيا، حيث نقلت عن السكان المحليين ومسؤول شرطة قولهم، إن المسيحيين كانوا تحت حصار التصاعد المثير للعنف الطائفي، خاصة في ظل غياب الحماية الأمنية.

وتقول المنظمة إنه تم توثيق 20 هجمة على كنائس في المنيا، وتسجيل المزيد من الهجمات في الإسكندرية وأسيوط وبني سويف والفيوم والجيزة وشمال سيناء والسويس، وقال نشطاء، إنه في بعض الحالات تم تدنيس الأضرحة التي تعتبر مقدسة للمسيحيين.

وتضيف أمنستي أنه في واحدة من الحوادث التي وثقتها، تم قتل رجل قبطي وإصابة 3 آخرين عندما هاجمت مسيرة مؤيدة لمرسي مجموعة من المسيحيين في منطقة عزبة النخل يوم 15 آب، كما تم إشعال النيران في عدد من محال وسيارات الأقباط.

وتحدثت تفصيلا عن الشعارات المعادية للمسيحيين التي كانت ترددها مسيرة أنصار مرسي في منطقة عزبة النخل، ونقلت عن بعض الأهالي قولهم، إن المتظاهرين كانوا يحملون قضبان معدنية ويلوحون بأعلام تنظيم القاعدة. كما أن بعضهم كانوا مسلحون يطلقون النار العشوائي في الهواء وعلى العمارات، رافعين صورة البابا شنودة الثالث وموجهين عبارات مسيئة له.

وقامت المسيرة بالاعتداء على الأقباط الذين سارعوا لإغلاق محالهم وتأمين الكنيسة التي توجد في المنطقة، مما أسفر عن سقوط فوزي لوقا قتيلا وإصابة 3 آخرين بأعيرة نارية.

ويشير البيان أنه خلال زيارة باحثي منظمة العفو الدولية للمنطقة يوم 18 آب، فإنهم فحصوا ثقوب الرصاص على المباني وفي الشوارع حيث قتل لوقا. ويشير إلى آثار الحرق وغيرها من الأضرار التي لحقت بعدد من المحال والسيارات التي يمتلكها أقباط.

إقرأ أيضا