مصدر: طهران تدعم إنشاء إقليم كردي جديد مع إصرار بارزاني على ولاية أخرى

كشف مصدر كردي مطلع عن سر توافد قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني (بزاعمة رئيس الجمهورية السابق…

كشف مصدر كردي مطلع عن سر توافد قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني (بزعامة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني) لطهران، الى مسعى إيران لسحب البساط من تحت أقدام مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق الحالي، وإعادة تشكيل البيت الكردي العراقي من خلال إنشاء اقليم كردي جديد يضم المناطق الشرقية الكردية، لتدعيم جبهة طهران وتقويض سلطة بارزاني القريبة من أنقرة والرياض في حال إصرار رئيس الاقليم الحالي على البقاء في منصبه.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “ايران مع رغبة الأحزاب الكردية الأخرى باستبدال بارزاني، بزعيم كردي اخر ينتمي الى الاتحاد الوطني او التغيير، إذ من الواضح أن غرماء بارزاني، لا يؤيدون بقاءه كرئيس للاقليم لولاية جديدة”، وهو الذي حكم أربيل منذ انتفاضة اذار 1991 ولغاية الان.

وأوضح المصدر، أن “الأحزاب الكردية المعارضة ولاسيما كوران (التغيير) قد أكدت رغبتها باستبدال بارزاني، وأن بقاءه على رأس السلطة أصبح بمثابة خط أحمر بالنسبة لها”، لافتة الى أن “بعض قيادات تلك الاحزاب، مدعومة من طهران، هددت بارزاني في حال اصراره على البقاء كرئيس للاقليم، باللجوء الى انشاء اقليم فيدرالي جديد يقع ضمن حدود العراق ويضم المناطق الشرقية لكردستان العراق، وهي محافظة السليمانية، ومناطق من ديالى، كخانقين وجلولاء وغيرها، بالاضافة الى حلبجة وربما محافظة كركوك”، التي كشف المصدر عن أن “كلا من بغداد وطهران لا تمانعان في ضمها الى الاقليم الجديد، اذا ما تم انشاؤه”، عازيا ذلك الى “رغبة طهران في الحد من سلطات بارزاني بالاضافة الى تمكين حلفائها (الاتحاد والتغيير) داخل اقليم كردستان، على حساب سلطة بارزاني الذي ترى أنه قد ابتعد كثيرا عن ساحتها، وأنه بدأ يمارس دورا أكبر مما هو مرسوم له”، في اشارة الى عقده تحالفات سرية وعلنية مع دول وأنظمة “معادية”.

وتوافدت قيادات كبيرة في الاتحاد الوطني الكردستاني (بزاعمة طالباني) الغريم التقليدي للحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة بارزاني)، بدءا من فرياد رواندزي وزير الثقافة العراقي الحالي، الى القيادي البارز في الاتحاد برهم صالح، وختاما بفؤاد معصوم رئيس الجمهورية.  

وأوضح المصدر أن “طهران قطعت شوطا كبيرا في هذا الاطار، بعد أن اوجدت أرضية توافق مشتركة بين قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني والتغيير، الذين يتقاسمان النفوذ في المناطق الشرقية لكردستان العراق”، مبينا ان الامر لن يحتاج الكثير من العناء في ظل احراز موافقة بغداد على هذه الخطوة، ودعم طهران التي ستسعى لإجبار غريمتها (أنقرة) على القبول به كأمر واقع، وعدم الاعتراض عليه، في ظل تقاسم النفوذ في الاقليم الشمالي للعراق، بالاضافة الى الحصول على ضوء أخضر أميركي مع وجود تفاهم اميركي ايراني في كثير من الملفات الشائكة في العراق والمنطقة”.   وتابع المصدر أن “الوضع مهيأ أصلا لمثل هذا التأسيس الجديد، مع وجود انقسام متجذر في ادارة الاقليم، فحتى قوات البيشمركة وقوى الأمن الداخلي منقسمة ما بين الحزبين الكبيرين داخل الاقليم، وبامكان القادم من أربيل الى السليمانية أن يلمس ذلك سريعا”.

وختم حديثه بالقول إن “الفرصة الاخيرة لبارزاني أمام وقف هذا المخطط، هو التنازل عن منصبه”، لافتا الى أن “الأخير يسعى لكسب الوقت عبر طلب التمديد لـ6 أشهر، من أجل النجاح في صياغة منصب دستوري جديد له، يحفظ ماء وجهه، وشيئا من سلطاته السياسية ومصالحه المالية، وهو ما قد توافق عليه بقية الاحزاب الكردية المناوئة”.  

وكانت النائب عن كتلة التغيير النيابية شيرين رضا قد قالت في تصريح لـ”وكالة الانباء العراقية”، أمس السبت، إن “هناك تقاربا بين حركة التغيير (كوران) وبين القياديين في الحزب الوطني الكرستاني، برهم صالح وكوسرت رسول، تمهيداً لاختيار مرشح لمنصب رئيس اقليم كردستان خلفاً لبارزاني”.

إقرأ أيضا