ذي قار: الفريق فليح غير مرغوب فيه لأنه من أزلام صدام ومسؤول عن المقابر الجماعية بالتسعينيات

أكد عضو في مجلس محافظة ذي قار، الأنباء التي تحدثت عن تكليف الفريق رشيد فليح بقيادة شرطة ذي قار بعد إقالة قائدها السابق إثر تظاهرات 31 آب، مبينا أن الفريق فليح شخص مرفوض من قبل ابناء ذي قار لعمله كمدير أمن للمحافظة في فترة حكم النظام السابق.
وفيما وصف ناشط مدني تعيين فليح مؤامرة كبرى على ذي قار، شدد على انه كان مسؤولا عن المقابر الجماعية في المحافظة في التسعينيات.
وفي اتصال مع \”العالم الجديد\” أمس الأحد، قال شهيد أحمد الغالبي، عضو مجلس محافظة ذي قار، إنه \”منذ يومين حضر إلى المحافظة الفريق رشيد فليح لتسلم منصب مدير شرطة المحافظة\”.
واضاف الغالبي، أن \”فليح وجه مرفوض ومن أزلام النظام السابق وكان مديرا لأمن ذي قار وقام في تلك الفترة باعتقال الكثير من أبناء المحافظة وعذبهم وزجهم في السجون بلا ذنب ارتكبوه\”.
ووردت أنباء عن تكليف الفريق رشيد فليح قائد عمليات سامراء بمنصب قائد شرطة محافظة ذي قار، بعد إقالة مجلس المحافظة لقائد الشرطة السابق اثر تحميله مسؤولية قمع تظاهرات31 آب في ذي قار. 
وشدد عضو مجلس محافظة ذي قار على أنه \”بعد قمع تظاهرة 31 آب في المحافظة وما اثارته من تداعيات أدت إلى إبعاد قائد شرطة المحافظة السابق، تسعى الحكومة إلى إرسال اشخاص غير مرغوب بهم في المحافظة لغايات خاصة بهم\”.
وبين أنه \”لا يمكن السكوت على هكذا إجراء، حيث من المؤمل أن يعقد مجلس المحافظة اجتماعا استثنائيا لرفض وجود رشيد فليح في منصب قائد شرطة ذي قار\”.
وأكد \”من الصعوبة بمكان أن نتعامل مع هكذا شخص أسهم في ظلم أبناء المحافظة التي تعيش تذمرا من كثير من الأمور الأمنية\”.
وتابع \”آخر تلك الامور قيام قوات سوات بالقدوم إلى المحافظة لاعتقال أحد ضباط الاجهزة الأمنية وقيامهم بقطع الطريق الواصل بين الشطرة والناصرية ما أدى إلى إرباك السير ووقوع حوادث أدت إلى وفاة 4 أشخاص\”.
ونبه الغالبي، إلى أن \”هناك محاولات لتشويه سمعة تظاهرات 31 آب، حيث سربت شرطة ذي قار خبرا عن وفاة معتقل متهم بالإرهاب على حد قولهم وكان من المشاركين في التظاهرة، في حين هو لم يكن من المشاركين في التظاهرة\”.
ونوه الى أنه زار \”مأتم العزاء الذي اقامه اهل المتوفى وذكروا أن القوات الأمنية اعتقلت ابنهم في الساعة الثالثة ظهرا من بيته واخبروهم في الساعة الواحدة ليلا بتردي حالة أبنهم الصحية وابلغوهم بضرورة الذهاب للمستشفى وعند ذهابهم والبحث عنه لم يجدوه في الردهات وعند سؤالهم إدارة المستشفى أبلغوهم بوجوده في ثلاجة حفظ الجثث\”.
وأضاف الغالبي نقلا عن عائلة المتوفى، أن \”إدارة المستشفى قامت بنقل الجثة إلى الطب العدلي في بغداد، لتشريح الجثة على اعتبار عن أسباب الوفاة غامضة\”، مؤكدا أن \”عائلة المتوفى استغربت من توجيه تهم الإرهاب لابنهم أو مشاركته في تظاهرات 31 آب\”. 
من جهته، قال رشيد السراي، عضو مجلس محافظة ذي قار، أمس الاحد، في بيان له تلقت \”العالم الجديد\” نسخة منه أمس، أن \”قدوم قوة أمنية من بغداد لاعتقال مجموعة من الاشخاص قد يكون له ما يبرره، ولكن لا داعي لأن يكون الأمر بدون علم الجهات الأمنية الموجودة في ذي قار\”، رافضا ان \”يتم الأمر بهذه الطريقة الاستعراضية التي كانت لأجل اعتقال 3 أشخاص بينهم ضابط استخبارات\”.
واوضح السراي ان العملية \”أدت بسبب الاستعراض وقطع الشوارع المفاجئ وضرب الاطلاقات النارية التي لم يسلم منها حتى ضباط فوج طوارئ ذي قار الرابع، وفقاً لشهود عيان، ادت إلى حوادث سيارات كانت نتيجتها مقتل واصابة 14 شخص مدني لا علاقة لهم بموضوع الاعتقال\”.
وختم \”وفي الوقت الذي نعزي فيه عوائل المتوفين وندعو بالشفاء العاجل للمصابين في هذه الحوادث المؤسفة ندعوهم إلى تقديم شكاوى رسمية ونعدهم بمتابعة الموضوع والمطالبة بحقوقهم والسعي لمنع تكرار مثل هكذا حالات في المستقبل عبر تشريعات أو توجيهات مناسبة\”.
إلى ذلك، بين علاء كولي الصحفي والناشط المدني في محافظة ذي قار، أن \”ما يحدث في الناصرية خلال هذه الفترة مشكلة كبيرة جدا، واعتقد انها مؤامرة من العيار الثقيل\”.
وأوضح كولي في حديث مع \”العالم الجديد\” امس الأحد، أن \”القضية لا تكمن فقط في تغيير قادتها الامنيين بعد كل خرق أمني، بل بالمنظومة الامنية بشكل عام وخضوعها للقرارات السياسية التي تصدر بدون اي حكمة فيها\”.
وبين أن \”المؤامرة الكبرى التي أرى انها ستحل فيها هي قضية تعيين رشيد فليح قائد عام للشرطة وهذه طامة كبرى، وسأكتفي بالقول ان هذا الرجل كان مسؤولا عن المقابر الجماعية في ذي قار في التسعينيات\”، لافتا إلى أن \”الناصرية باختصار شديد تنتهك كل يوم، ولا أحد يتحرك غير ثلة قليلة لا أحد يسمعها ابدا\”.

إقرأ أيضا