لعنة مرسي تطارد السوريين في مصر.. واللاجئون بين الهجرة منها والاختباء

عشرات الرجال يقتحمون الملاجئ الخيرية للاجئين السوريين في مصر، لضربهم بالهراوات والسكاكين بعد أيام قليلة من عزل مرسي، ما يدل بوضوح على أنهم لم يعودوا موضع ترحيب في مصر.
بهذا الخبر الصادم تفتتح صحيفة نيويورك تايمز، الأحد، قصة معاناة اللاجئين السوريين في مصر، والذين يبدو أن فترة العسل التي عاشوها في زمن مرسي قد انتهت.
وتفيد الصحيفة الأميركية، أن أبو الخير، القادم من مدينة حمص وسط سورية، ويدير مركزا للاجئين السوريين، قد تعرض ابنه البالغ من العمر 25 سنة الى الضرب على رأسه وترك في غيبوبة، قرب الشقة التي يسكنها في احدى ضواحي القاهرة، حيث استقر الآلاف من السوريين.
يشار الى أنه خلال العامين ونصف من الحرب الأهلية الدائرة في سورية، فر أكثر من مليوني شخص في البلاد، ومعظمهم من الذين يقيمون كلاجئين في الأردن ولبنان و تركيا، ولكن ما يصل إلى 300 ألف استقرت بهم الأحوال في مصر، حيث رحب بهم مرسي وحلفاؤه الإسلاميون، الذين دعموا بشدة التمرد ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقول محمد طاهر، وهو فنان ينحدر من شمال سورية، للصحيفة \”فعل المصريون ما في وسعهم لمساعدة السوريين\”.
ولكن مع تنامي الغضب الشعبي ضد مرسي والذي أدى إلى الاطاحة به، لقي السوريون وحلفاؤه ذات المصير.
ودعا أحد الأعضاء السابقين في البرلمان المصري، السوريين وغيرهم من الأجانب الى الخروج من مصر، قائلا عبر التلفزيون \”عودوا إلى بلدكم وحلوا المشاكل الخاصة بكم هناك\”.
محمد أبو زيد (28 عاما) وهو لاجئ من درعا في جنوب سورية، قال \”رأيت منشورات يجري تداولهما، مفادها (أخي المصري، أختي المصرية، قاتلوا الاحتلال السوري والدفاع عن فرص العمل الخاصة بكما\”.
وتتابع نيويورك تايمز، القول بأن \”السيد أبو الخير عاد للعمل في ضواحي القاهرة، وتعافى ابنه، الذي كان في رأسه 40 غرزة، الا أن كثيرا من السوريين اختاروا قضاء وقت أقل في الأماكن العامة، أو أنهم قرروا مغادرة مصر بشكل نهائي الى لبنان او تركيا أو الأردن، ما أدى إلى تفاقم أزمة اللاجئين في المنطقة، فيما قرر آخرون مرافقة المهربين والفرار بواسطة قوارب إلى إيطاليا، غير أن المدافعين عن حقوق اللاجئين، ذكروا أن مئات آخرين من السوريين تم القبض عليهم وترحيلهم\”.
ويقول للصحيفة إدوارد ليبوسكي، المتحدث باسم وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة \”قبل الاطاحة بمرسي، كان من الصعب أن تجد مقاعد على الرحلات الجوية إلى القاهرة من مراكز اللاجئين في اسطنبول وبيروت، وعمّان، إلا انه بعد تولي الحكومة المدعومة من الجيش المصري، كان العكس تماما، وأصبح اللاجئون أكثر دراية بجداول الرحلات المتجهة للخارج\”.
ويضيف \”في حين استقر آلاف اللاجئين بالفعل في مصر، وسجلوا في مكتب الأمم المتحدة في محاولة يائسة لإضفاء الشرعية على وضعهم، غير أن أعدادا كبيرة تم إغلاق ملفاتهم مع الوكالة بعد ترحيلهم، بما في ذلك حوالي 820 لاجئ في أغسطس آب\”.
ويشير ليبوسكي الى \”تزايد القلق بشأن انعدام الأمن هنا، والمعاملة السيئة التي يتلقونها إضافة الى الشتائم والتهديدات والتحريض في وسائل الإعلام، التي تدعو إلى مقاطعة الشركات السورية\”.
وتلفت الصحيفة الى أن \”مأمون، وهو رجل من العاصمة السورية دمشق، تعافى مؤخرا من طعنات تلقاها عندما هاجمه رجل على متن حافلة بعد أن طلب مأمون من الناس التوقف عن التدخين\”. حيث يقول السوريون أن \”مجرد اللهجة في هذه الأيام، تكفي لدعوة العداء\”.
ويردف مأمون \”لقد كان الهدوء يعم مصر أما الآن فليس هناك أي هدوء\”.
وتقول امرأة من منطقة الغوطة بالقرب من دمشق، حيث توفي مئات من السوريين الشهر الماضي في هجوم يشتبه بأنه بفعل أسلحة كيميائية، انها \”تعيش وحدها في مصر، وقد اضطرت لتغيير طريقة ارتدائها للفساتين كي لا يتم التعرف على أنها سورية، إذ أن الضرر وقع على كثير من السوريين هنا\”. 
ويعزو لاجئون متاعبهم هذه الى نهج الرئيس المعزول مرسي الذي عقد في حزيران مؤتمرا للتضامن مع المعارضة السورية، الأمر الذي جعل القضية السورية مقترنة بمرسي.
وأظهر مرسي تشددا دينيا وسياسيا حين أهان المسلمين الشيعة، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع سورية، ودعا لفرض منطقة حظر الطيران للمرة الاولى على سورية، بحسب الصحيفة.
وما زاد الأمر سوءا هو القاء القبض على الكثير من السوريين المحتجين الى جانب أنصار مرسي.
وتختم نيويورك تايمز قصتها بحادث مروع آخر، وهو اندفاع عدد من البلطجية لتحطيم زجاج احدى المقاهي التي يعمل فيها سوريون بشارع 6 أكتوبر، حيث يقول مالكها أسامة لوجى، أن \”الشرطة جاءت بعد ساعات، ولم يكلف احد نفسه عناء الاستماع إلى شكواه\”.
ويردف \”كنا محميين في ظل النظام القديم، والآن، نذهب إلى العمل ثم الى المنزل مرة أخرى، على أمل أن لا يكون أحد قد لاحظنا\”.

إقرأ أيضا