باكستان: زلزال عنيف يضرب منطقة في بلوشستان وتوقعات بسقوط عدد كبير من الضحايا

اسفر زلزال عنيف بلغت قوته 7,7 درجات عن سقوط 33 قتيلا على الاقل وتدمير العديد من المنازل امس الثلاثاء، في منطقة فقيرة ونائية في جنوب غرب باكستان حيث اعلنت السلطات حالة الطوارىء.
وهذا الزلال الذي تحدد مركزه على عمق نحو 15 كلم قرب مدينة اوران عند منتصف الطريق بين الهند وايران، في منطقة بلوشستان الباكستانية (جنوب غرب)، شعرت به عدة مدن في المنطقة حتى الهند.
واظهرت مشاهد بثتها شبكات التلفزة الباكستانية منازل من الطين مدمرة بالكامل وسكانا يائسين يقفون عاجزين امام هذه الحطام.
وقال المسؤول عن عمليات الهيئة الباكستانية لادارة الكوارث قمران ضيا لوكالة فرانس برس \”احصينا 33 قتيلا على الاقل و24 جريحا\”.
غير ان رويترز نقلت عن عبد القدوس نائب رئيس مجلس بلوشستان قوله، إن 30 شخصا على الأقل قتلوا ودمر 30 في المائة على الأقل من المنازل في منطقة اواران.
وعرضت قنوات تلفزيونية لقطات لامتداد من التضاريس الصخرية فوق سطح البحر بينما تجمع حشد من الناس على الشاطئ ليشاهدوا الظاهرة النادرة.
وقال مسؤوولون ان عشرات المنازل المبنية بالطين دمرت جراء الهزات التابعة في المنطقة الجبلية قليلة السكان قرب مركز الزلزال في بلوخستان وهو اقليم قاحل واسع يتكون من الصحاري والجبال الوعرة.
وقال عبد الرشيد جوجازاي نائب المفوض المحلي في اواران والمتحدث باسم قوة حرس الحدود الباكستانية التي تشارك في جهود الانقاذ ان ما لا يقل عن 45 شخصا قتلوا.
وفي كويتا عاصمة بلوشستان قال مسؤولون ان بعض المناطق تعرضت لاضرار شديدة على ما يبدو لكن من الصعب تقييم الخسائر سريعا لأن المواقع نائية.
وقال بابار يعقوب رئيس وزراء الاقليم في وقت سابق ان 25 شخصا أصيبوا وان من المتوقع ان يرتفع عدد المصابين نظرا لأن كثيرا من الاشخاص محاصرون فيما يبدو داخل منازلهم المنهارة.
وذكر التلفزيون المحلي ان طائرات هليكوبتر تنقل امدادات اغاثة ارسلت إلى المنطقة المتضررة. وقال الجيش انه نشر 200 جندي للمساعدة في التعامل مع الكارثة
وكانت مصادر امنية اشارت في وقت سابق الى 5 قتلى على الاقل بسبب هذا الزلزال الذي بلغت قوته 7,7 درجات، وفق المعهد الجيوفيزيائي الاميركي.
واعلنت حالة الطوارىء في منطقة اوران، كما اعلن جان محمد بلدي المتحدث باسم حكومة بلوشستان. وقال \”نخشى سقوط العديد من القتلى. لا يوجد اطباء كثر في هذه المنطقة لكننا نحاول تقديم اقصى مساعدة ممكنة للمتضررين\”.
وقال مسؤول عسكري كبير لوكالة فرانس برس ان \”حوالى 200 جندي ارسلوا الى منطقتي اوران وخوزدار\”المدينة التي تقع على بعد نحو 100 كلم شمال اوران.
وقدم رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الموجود حاليا في نيويورك لحضور الجمعية العامة للامم المتحدة، تعازيه لعائلات الضحايا وطلب من الجيش والهيئة الباكستانية لادارة الكوارث عدم ادخار اي جهد لمساعدة السكان المصابين، بحسب بيان لمكتبه الصحفي تسلمت فرانس برس نسخة منه.
ووجه المعهد الجيوفيزيائي الاميركي \”انذارا احمر\” على اثر هذا الزلال متحدثا عن احتمال سقوط \”عدد كبير من الضحايا\” وان \”الكارثة ستتسع على الارجح\”.
وقالت الاجهزة الاميركية التي تتوقع ايضا خسائر اقتصادية في هذا البلد الفقير الذي يبلغ عدد سكانه 180 مليون نسمة \”في الماضي تطلبت زلازل من هذا النوع تدخلا وطنيا او دوليا\”.
وحذر رئيس اجهزة الارصاد الجوية الباكستانية زاهد رافي قائلا \”انه زلزال كبير، نتوقع ترددات\”.
واضاف ان \”المنطقة المتضررة قليلة السكان من دون ابنية شاهقة\”.
وبلوشستان هي المنطقة الاوسع لكنها الاقل عددا للسكان والاكثر فقرا في باكستان. وخارج العاصمة الاقليمية كويتا ومرفأ غوادار، يعيش السكان المحليون في مدن صغيرة حيث البنى التحتية بدائية او في قرى نائية.
وهبت رياح الهلع على كويتا حيث ردد بعض السكان آيات قرآنية على اثر الزلزال، بحسب صحافي من وكالة فرانس برس.
وشعر بالزلزال ايضا سكان المدن الكبرى في جنوب باكستان مثل مدينة كراتشي الاقتصادية وهي اكبر تجمع مدني مع قرابة 20 مليون نسمة وحيث سارع موظفون للخروج من مكاتبهم.
وقالت نور جبين (28 عاما) الموظفة في شركة تامين لوكالة فرانس برس ان \”مكتبي اهتز واندفعت راكضة الى الخارج\”.
وفي مدينة احمد اباد جنوب الهند قرب الحدود الباكستانية، شعر العديد من الناس ايضا بالزلزال وغادروا مكاتبهم بسرعة، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس.
وفي نيسان الماضي، اسفر زلزال قوي ضرب الشرق الايراني عن مقتل 41 شخصا منهم 40 في مدينة بلوشستان الحدودية والحق الضرر باكثر من 12 الف شخص.
والحالة المزرية للبنى التحتية مثل الطرقات والعيادات في هذه المنطقة التي تشهد حركة تمرد، زادت في ارباك حركة المساعدات ما اثار غضب العديد من السكان.
وفي العام 2005، ضرب زلزال بقوة 7,6 درجات كشمير (شمال شرق) واوقع 73 الف قتيل وحرم ملايين الاشخاص من منازلهم واعتبر احدى اسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ باكستان.

إقرأ أيضا