مثل صاحبنه الرفيق..!

في ايام الزمن البغيض، كان هناك “رفيق حزبي جدا، يبحث له عن عزة وكرامة كما…

في ايام الزمن البغيض، كان هناك “رفيق حزبي جدا، يبحث له عن عزة وكرامة كما يتصور برداء حزب البعث، يمارس ما يحلو له من عبث في المنطقة التي يسكن فيها، يتحدث لي جار له عن بعض تصرفاته العنجهية جدا، فمثلا يقوم هذا الرفيق المتغطرس بركن سيارته امام بيت جاره، وحينما يتحدث الجار معه راجيا منه ان يركن سيارته في مكان آخر يتحدث مع جاره بصوت مرتفع جدا: “شبيه الحزب؟!، شبيها الثورة؟!، السيد الريس شرف العراقيين والله اللي يمسه بكلمه!” وامام الملأ يشعر كل من يجادله انه في مأزق وان رقبته في خطر!

تذكرت تلك القصة وذلك “الرفيق” وانا اسمع واقرأ عشرات التصريحات والمواقف السياسية، عن تحريف اي حديث سياسي يخالف قناعاتهم تحريفه وتفسيره سلبا تجاه المرجعية، ما ان تنتقد موقفا سياسيا لهذا الحزب او ذاك حتى تجد نفسك وبشكل مفاجئ عدوا للمرجعية وعدوا لله!، ومسيئا لها بقدرة قادر! على غرار صاحبنا الرفيق من الطبيعي جدا ان يجابهك احد الممتعضين من قناعاتك بخطاب يهدد حياتك ويجعلك في فوهة المدفع!

كثيرون هذه الايام يحرصون على زج المرجعية بالقوة في لعبة المهاترات السياسية، وحتى مع اعلان المرجعية عدم انحيازها لاحد الاطراف، يُصر المتنافسون على جرها الى قرص كل منهم. ما الذي يُغري المرجعية في الانحياز لطرف على حساب الاخر؟ هل فيكم يا ساستنا الكرام من يستحق هذا الشرف؟، ألهذه الدرجة انتم نرجسيون بحيث تدافع عنكم المراجع الدينية؟! لأي منجز تنحاز لكم؟”.

هذه اللعبة المكشوفة لا تنطلي على احد، وليس للمرجعية حرس يحمل السلاح ويهدد الاخرين باسمها كما كان يفعل فرسان الصليب في القرون الوسطى لصالح قساوسة الكنيسة، قيمة المرجعية كما عرفناها سابقا ولاحقا هي في رعايتها للجميع، تنظر بروح ابوية لجميع العراقيين، ولا تلوّث نفسها بادران السياسة والعابها الماكرة، من هنا اعتذرت المرجعية لفترة طويلة عن استقبال الزعماء السياسيين العراقيين تلافيا للتوظيف السياسي البغيض.  فيا احبتي يا من نصّبتم انفسكم فرسان المعبد طمعا في جاه او سلطة ورفعتم رداء المرجعية من اجل مصالح سياسية ان كنتم حريصين فعلا على قدسية وسمعة المرجعية، ابتعدوا عن هذه الحيل المكشوفة.

 

إقرأ أيضا