قصائد: عبدالكريم كاظم

  1   لعبة الإستغماية

 
1
 
لعبة الإستغماية …

 

إلى صديقي عماد القيسي

 

 

أكتب إليك من المنفى المجاور لمنفاك

 

فأنا وأنت منذ عشرين عاما نختفي هناك

 

هربا من الخوف

 

واحتجاجا على الخراب

 

من ذلك المنفى أخرج وتخرج من وقت لآخر لألقاك حاملا حقائب السفر

 

متظاهرا بالعودة إلى بغداد

 

ثم نختفي من جديد

 

فيرشح في الروح حزن ثقيل

 

إنها لعبة الإستغماية

 

يالها من لعبة شاقة

 

يا صديقي:

 

أي قلق يحمل الأختباء؟

 

أي خوف يثير إعلان الظهور وأعني العودة؟

 

هذه هي لعبتنا المتواصلة

 

منذ أن اوهمتنا البلاد التي كنا ولازلنا نراقبها من ثقب صغير في الذاكرة

 

إن المسافة بيننا وبين تلك البلاد قصيرة

 

لا تستحق عناء القياس

 

لكن ثمة صوت نسمعه حتى ونحن نيام:

 

(يا دار ما طربت اليك النوق إلا وربعك شائق ومشوق)*

 

المنفى – ما بيننا – كالجسر لا ننسبه إلى هذه الضفة أو تلك

 

لكنه وحده الواصل بين الضفتين

 

 

 

2
 
 
فضاء النص وفتنته …
 

 

شاعر يحسن الاشتباك الجمالي في فضاء النص وفتنته

 

يمرغ وجهه بتراب المعنى

 

يمزج رمل الدلالة بماء الحروف

 

يلتهم المجاز المرسل

 

يتلفت خلسة إلى نهاية النص

 

يرمقه بحذر

 

يبيع لنا ما تبقى من أدوات التشبيه

 

لا يكترث بالنسيان إلا بقدر طاقة التذكر فيه

 

أنه لا يكتب نصا

 

لكنه يؤثث الفتنة بمخيلة فاتنة

 

في هذا الفضاء الدائم التأنق مثل قبلة دافئة

 

أو مثل رعشة اللمسة الأولى ليد الحبيبة

 

 

 

3

 

 

ذات يوم فاجأني المعنى بسؤال غريب

 

لم أكن أتوقع أن أسمعه يوما ما

 

سألني: ما الفرق بين ما أنت عليه الآن وبين زمن كنت فيه لفظاَ؟

 

 

 

4

 

 

قليل الكلام

 

كثير التأمل

 

وحين يسأل عن فكرة ما

 

ينتظر قليلا

 

يتأنى

 

وكأنه يقلب الفكرة من مكان إلى آخر

 

غائر في العمق

 

سحيق المسافة

وحين يجيبك تدهشك الكلمات التي تخرج لتزيد الوضوح غموضا

 

 

 

5

 

 

كيف يتحول المعنى إلى بيت للدلالات؟

 

 

*إشارة: البيت بين الأقواس للشريف الرضي
 

إقرأ أيضا