جامعة ابن تيمية

على بعد كيلوميتراتٍ قليلةٍ من الحيّ الذي قَتَلَ فيه “داعشُ” الشهيدَ راشد الزيود في إربد،…

على بعد كيلوميتراتٍ قليلةٍ من الحيّ الذي قَتَلَ فيه “داعشُ” الشهيدَ راشد الزيود في إربد، أقامت عمادة شؤون الطلبة في جامعة اليرموك معرضاً للتيار الإسلامي قبل أيام، دعا له نادي “الحوار والفكر”.

 

المعرض بعنوان “فاسلكي سُبُلَ رَبّكِ” ونظمته المجموعةُ النسائيةُ النقابيةُ (الاشتقاق من النِقاب، وَلَيْسَ من النقابات المهنيَّة، ويجوزُ الوجهان، على بعض الحال). ويحتوي على زوايا، منها “لا يستويان”، أي الرجل والمرأة طبعاً، و”تمشي على استحياء” و “هيتَ لَكْ”.

 

المعرض افتتحه عميدُ شؤون الطلبة في الجامعة، وأثنى على جهود المنظّمات في “نشر الصورة المثالية للمرأة المسلمة” وأكد “دعم العمادة للأنشطة الهادفة التي تنعكسُ ايجاباً على الطلبة”.

 

هذا هو الخبر، وخلفيّته أنّ جهةً طلابية في الجامعة تقودُ جهوداً مدعومةً رسمياً لتشجيع الطالبات على ارتداء الحجاب والجلباب، فيما يتولى نادي الحوار والفكر نشر النقاب في الجامعة، وتنظيم المعارض، وربّما تأسيس قسم للفتاوى مرجعهُ “مجموع الفتاوى” لأحمد بن تيمية الحرّاني، عن الاختلاط في المحاضرات، والعزل بين الجنسين في “كافتيريا العمّال” وفي القرية الانجليزية، وعند كلية العلوم التي شهدت ساحتها مجزرة العام 1986، حيثُ كنتُ حينها طالباً في اليرموك، وكانت جامعةً تحظى باعترافٍ دوليّ، يؤكده المستوى العلميُّ لخريجيها، وفي الوقت نفسه، كان الاستقطابُ الأساسيُّ فيها فكرياً وسياسياً متنوّعاً وثرياً، أثناء أحكامٍ عرفية قاسية في البلاد.

 

فشلت المقاربةُ الأمنيةُ في مجابهة التيار الإسلاميّ في اليرموك، مثل غيرها من الجامعات، عبر تأسيس التيار الوطنيّ الشوفينيِّ المسلَّحِ بالهراواتِ والأهازيج العنترية، فرفعت الرايةَ البيضاءَ للتيارِ الإسلاميَّ، وتركتهُ يعبثُ ثقافياً بالحراكِ الطلابيِّ، ويؤسس قواعدَ التطرُّفِ والتدعيش، ولا تسألوا عن البحث العلميّ، فاليرموك وجدت في العام 1990 أنَّها تأخرت في رفد المجتمع بالوعّاظ وخطباء المساجد، فأسست كلية للشريعة، بعدما طردتْ قبل سنواتٍ قليلة أساتذة الفيزياء والعلوم، بذريعةِ أنَّ لهم نشاطاً سياسياً، فأولويات التعليم العالي في الأردن تحولت من الفيزياء النظرية إلى العقيدة الطحاوية.

 

معرض للمنقّبات وحزبهنّ في اليرموك، لمدة ثلاثة أيام، وبرعاية عمادة شؤون الطلبة وعميدها. أيُّ رسالةٍ، وأيُّ قيمة، وأينَ يكمنُ التنافسُ، وعلى مَنْ؟ وهل الجامعة مؤسسة أكاديمية تابعة لوزارة التعليم العالي، أم هيئة وعظية يجب أنْ تتبع سريعاً إلى وزارة الأوقاف، وتُعيّن محمد العريفي أستاذاً في كلية الشريعة، وزغلول النجَار “بروفيسوراً” في كلية الإعجاز الفيزيائي، من أجل أن “ينعكسَ ذلك إيجاباً على الطلبة” يا عميدَ شؤونِ الطلبة.

 

 

كاتب وصحفي أردني

 

إقرأ أيضا