ماذا عن سوءاتنا لو استضفنا كأس العالم؟!

قطر الدولة الخليجية المولعة بالأضواء فعلت المستحيل من اجل الحصول على حق استضافة بطولة كاس العالم لكرة القدم عام 2022، ذلك الحلم القطري الكبير والذي جاء بعد جهود جهيدة بذلتها قطر تحت الاضواء الكاشفة، وازتها ايضا افعال اكثر بكثير خلف الكواليس، ذلك الحلم القطري يواجه بسلسلة من العقبات، من اهمها الضغوط الاعلامية التي تقوم بها منظمات حقوق الانسان، واتحادات العمل والجهات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق العمال، حيث كشفت تلك الجهات الكثير من السوءات التي كانت حتى الامس القريب يشار لها في وسائل الاعلام الدولية على استحياء. من ابزر تلك المشكلات الحقيقية هي التقارير التي صدرت مؤخرا والتي ركزت على القوانين الجائرة في قطر تجاه الايادي العاملة المهاجرة والتي تشكل اكثر من 87% من اجمالي عدد السكان في قطر. الاتحاد الدولي لنقابات العمال اصدر بيانا طالب فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم \”فيفا\” بسحب ملف استضافة كاس العالم لكرة القدم من قطر، وذلك بسبب وفاة مئات العمال و اصابة الآلاف نتيجة لظروف العمل الجائرة، وخصوصا في تنفيذ المشاريع العمرانية الخاصة بكاس العالم.

اما منظمة \”هيومن رايتس ووتش\” المعنية بحقوق الانسان فجاء في بيان لها حول هذا الموضوع: \”يجب على الحكومة القطرية أن تتأكد أن الملاعب التي ستبنيها لمشجعي كرة القدم والتي سوف تستخدم فيها تقنيات حديثة لن تبنى على حساب عمال تنتهك حقوقهم ويتعرضون للاستغلال\”، لقد طفا هذا الملف الى السطح بشكل كبير واصبحت المطالبات بتصحيح القوانين القطرية، خصوصا في مجال العمل ضرورة ملحة لسبب او لآخر. وعلى ضوء هذه الضجة التي حصلت حول الملف القطري ماذا لو استضاف العراق دورة رياضية عالمية؟! ربما ذلك المطلب اصبح ضروريا، قد تكون الاستضافة حاليا ضرورية لا لشيء الا لكي نعرف حجم المأساة والفوضى الادارية والقانونية التي نعيشها، كي يعرف ساستنا وقانونيونا كم بائسة هي حقوق العاملين في القوانين العراقية. كي يعرف ايضا ساستنا ما هي المواصفات العالمية في تنفيذ المشاريع، طرقنا ومنشآتنا الهزيلة، فنادقنا واعراف وضوابط الضيافة فيها، يعرف ساستنا ما لهم وما عليهم، ونعرف الكثير من التفاصيل التي ربما لا نعرفها او حتى نعرفها ولكن زخم الازمات جعلها في ذيل سلم الاولويات الاعلامية. 

gamalksn@hotmail.com

إقرأ أيضا