تدمر: المفاجآت والمعادلات

فعلها الجيش العربي السوري اخيرا، تطلب الامر لمسات تكتيكية وتنظيمية يقدمها الجيش لكي يصبح ممكنا…

فعلها الجيش العربي السوري اخيرا، تطلب الامر لمسات تكتيكية وتنظيمية يقدمها الجيش لكي يصبح ممكنا القول ان داعش ليس قوّة لا تُكسر، وانه فزّاعة جرى تضخيمها، وانه ليس قدرا محتوما، ولا شك ان اهمية الانتصارات جعلت من هزيمة داعش فيها بداية لمرحلة انكسارات اخرى قادمة، فلم تستمر طويلا اكذوبة تفوق وسطوة داعش الحربية بعد ان انكشف زيف هذا الادعاء مع صمود ابطال الجيش السوري بوجه الارهاب ودخوله بصورة خاطفة الى المدن والسيطرة عليها.

 

تحرير تدمر اليوم هو الامر الاكثر ايضاحا في تثبيت حقيقة الانتصارات وانتهاء داعش، حيث يعد هذا الانتصار ذات اهمية كبيرة للدولة السورية, وعودة لشعلة الامل وعنوانا لفجر جديد، حيث تعتبر تدمر من اهم مدن العالم، واستعادتها ضرورة مصيرية بالدرجة الاولى، وذلك لموقعها الاستراتيجي والذي يفتح الباب امام التقدم نحو مدينة الرقة السورية والبادية عامة، كما تتصل بارياف حمص وريف مدينة السلمية الشرقي والذي يتصل بخاصرة الرقة الغربية، ويمتد عن طريقه الطريق البري الوحيد الممتد نحو حلب المار بسلمية واثريا وخناصر.

 

إذ تشغل هذه النقاط اكثر معدل لهجمات ارهابي داعش، في محاولات عدة لقطعه ووقف الامداد لمدينة حلب والجبهة الشمالية والشرقية، بالاضافة الى انها الطريق لمد الفتح الى البادية المتصلة بالحدود مع محافظة الانبار العراقية، وبالتالي تتميز تدمر بانها ممر استراتيجي مهم لانها تربط شرق سورية بغربها، وذلك يقرب تنظيم الدولة من المعارك في دمشق.

 

ان الانباء الواردة من الميدان تؤكد تقدم الجيش السوري باتجاه  المدينة في مسعى لاستعادتها من ايدي داعش في سيناريو من شانه ان يفقد الجهاديين بادية الشام وصولا الى الحدود مع العراق، وبدا الجيش السوري منذ اسبوعين عملية لاستعادة تدمر بغطاء جوي كثيف توفره الطائرات والمروحيات السورية، كما باشر الجيش بالتثبيت في نقاط متقدمة في مساحات واسعة لاستعادة زمام السيطرة وانقاذ المدينة من خطر بات يهدد المجتمع الانساني والارث التاريخي، اذ تمكن الجيش السوري من السيطرة على تل الساتر الكبير بغرب مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي الجنوبي، وثبت نقاط هامة في نقطتي 912 و861 والتي تتصل بتلة السود، بالاضافة الى ان الطيران الحربي السوري نفذ طلعات عديدة وقصف مواقع دقيقة لارهابي داعش، فضلا عن تحقيقه اصابات مباشرة في احياء فندق وائل القيم والمناطق القريبة منه شرق تدمر، وفي كل من المشتل الزراعي وشارع الجمهورية ، وبذلك استطاع الجيش قطع خطوط امداد داعش الى المنطقة وقطع الاتصال بين البلدتين، ويتقدم نحو جبل المكسور وتلة البرميل المشرفة على القلعة الاثرية لتدمر ومثلث المدينة وعلى سلسلة جبل الهبال، واكدت مصادر عسكرية انّ قرار اتخاذ استعادة تدمر والسخنة سيكون اولى الخطوات لفكّ الحصار على طريق دير الزور البري.

 

هزائم داعش لم تتوقف عند هذا الحد برغم الاحتياطات والاجراءات الاحترازية التي اتخذها قادة التنظيم حيث اعدموا العديد من مرتزقتهم بحجة الخيانة والادلاء بمعلومات مهمة الى الجيش السوري  لتاتي من بعدها هزيمة نكراء وانتصار مدوٍ للجيش عندما تم تطهير مناطق في حلب من براثن الارهاب وجرائمه, كما تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على قرية كفر صغير بالقرب من المدينة الصناعية في ريف حلب، كما صدت القوات السورية  الهجوم الذي شنه مسلحو داعش على جبهة المدينة الصناعية شمال شرق حلب، ولهذا فان استمرار تقدم الجيش السوري اصبح حقيقة حتمية, وهذا المعنى اكدته داعش التي بدات بمحاولات للتغطية على انكساراتها حيث اقدمت على ارهاب العشائر الثائرة ضد اعمالها الاجرامية, من خلال خطف واعدام العديد من المواطنين خلال هجمات ارهابية متعددة نفذوها على مناطق مختلفة من مدينة دير الزور والرقة.

 

مجملا.. هناك رسائل ارسلها انتصار الجيش السوري في تدمر وحلب الى العالم اجمع مفادها ان الشعب السوري على موعد مع انطلاق عمليات تحرير كبرى مقبلة، والنتيجة انهم هزموا امام جبروت وبسالة السوريين، كما يُهزمون الان على طول الجغرافيا السورية، والنتيجة الحاسمة لكل ذلك هي ان معادلات الشرق الاوسط والعالم قد تغيّرت الى غير رجعة بوحدة وسواعد القوات السورية!

 

كاتب وأكاديمي سوري

Khaym1979@yahoo.com

 

إقرأ أيضا