سائقون يلجؤون لتزوير هويات صحفية تجنبا للفردي والزوجي.. وهيئة الاتصالات تعد ببطاقات لا تقبل التقليد

اشترى محمد كريّم هوية صحفية بصفة محرر من إحدى الصحف المحلية الصفراء، وتخويلا لسيارته بـ\”75\” ألف دينار (نحو 60 دولار)، من أجل أن يسير بسيارته الفردي بأيام الزوجي في شوارع العاصمة، ليتجنب حجز سيارته من قبل المرور.

وصار محمد دليلاً لأصدقائه الذين يودون الحصول على هويات وتخاويل، فهو يأخذهم إلى مقر الصحيفة، وهناك سيمنحون خلال نصف ساعة التخويل والهوية.

وأصبح محمد، ومن يشبه حالته يلجؤون إلى طرق \”التزوير\” هذه، بسبب قرار مديرية المرور العامة في 5 ايلول بتطبيق نظام الزوجي والفردي على جميع المركبات في بغداد، ما عدا سيارات الأجرة والحمل والسيارات الحكومية التي تحمل لوحات زرقاء.

ويقول محمد في حديث لـ\”العالم الجديد\”، إن \”أغلب أصدقائه وعائلته الآن يمتلكون هويات صحفية وتخاويل من صحف مختلفة من أجل عدم حجز سياراتهم\”، ويشير إلى أن \”الحكومة بقرارها المتعسف دفعتنا إلى التزوير\”.

ويقول صديقه أحمد، الذي يعمل موظفاً، \”لا أستطيع دفع أجور التاكسي، لذلك لجأت إلى حيلة الصحافة\”.

وفي نهاية أيلول، أصدرت مديرية المرور العامة توجيهاً باستثناء الصحفيين والاعلاميين والاطباء واساتذة الجامعات والقضاة وذوي المهن الصحية، من قرار سير المركبات وفق نظام الزوجي والفردي، متضمناً شمول الرقم الدائمي والرقم المؤقت المنفيست بهذا القرار.

ولا تبدو السيطرات الأمنية في بغداد مقتنعة بالهويات الصحفية والتخاويل، لكن قرار المرور يلزمها بتصديق هذا الأمر.

ويشير أحد منتسبي وزارة الداخلية في سيطرة بمنطقة مدينة الصدر إلى أن \”الهويات الصحفية التي يمتلكها سكان بغداد كثيرة، وأنا امتلك واحدة\”.

وبالفعل، يمتلك المنتسب هوية اتحاد الصحفيين التي اشترى من خلالها سيارة \”ميستوبيشي لانسر\” بالتقسيط عام 2012.

ويقول المنتسب، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن \”الضباط يشددون علينا عدم إدخال السيارة المتجاوزة لجدول الزوجي والفردي عبر السيطرة، لكن الهويات الصحفية كثيرة، ونحن لا نعرف من هي المزورة ومن هي الحقيقية\”.

ويؤكد في حديث لـ\”العالم الجديد\” أن \”ليس هناك سياقات للتعامل مع الهويات فالمؤسسات الإعلامية كثيرة، وليس لديها ختم أو هوية محددة\”.

ويرفض محمد كريّم التصريح بأسماء الصحف التي تبيع الهويات والتخاويل \”خلينا مستفادين منها لا يمنعوها\”، بحسب ما يقول.

وفي أيلول أعلنت قيادة عمليات بغداد ان قرار نظام الزوجي والفردي في حركة سير المركبات هو اجراء مؤقت وخاضع للوضع الامني، بينما ترهن مديرية المرور العامة الغاء نظام سير المركبات وفق الفردي والزوجي بتحسن الواقع.

ويقول زياد العجيلي، وهو مدير مرصد الحريات الصحفية، إنه \”عندما نرى الجميع يحمل بطاقات صحفية، فهذا شيء مؤلم، وفيه سلبية على سمعة الصحافة\”.

ويلفت العجيلي إلى أن \”هناك عمل مع هيئة الإعلام والاتصالات على إصدار بطاقة موحدة للصحفيين، وأن هذه البطاقة تلغي سلطة العسكر على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية\”.

ويؤكد العجيلي في حديث لـ\”العالم الجديد\”، أن \”هذه البطاقة صعبة التزوير\”، ويستدرك \”ولن يحتاج الصحفي والمؤسسة الإعلامية إلى كتاب من قيادة عمليات بغداد للقيام بالمهام الصحفية لأن هذه البطاقة ستكفل عمل الصحفي\”.

ويوضح أن \”هذه البطاقة تم الاتفاق بشأنها من قبل العديد من المؤسسات المعنية بحقوق الصحفيين\”، مشدداً على أنها معمول بها في البلدان المتطورة، ومن المتفق أن يتم العمل عليها بعد عيد الأضحى.

إقرأ أيضا