معصوم في خطابه للشعب العراقي يرهن الدعم الدولي للعراق باستمرار الرئاسات الثلاث وفقا للتركيبة السابقة

بعد مرور اقل من 24 ساعة على توجيه رئيس الوزراء حيدر العبادي خطابه المتلفز الى…

بعد مرور اقل من 24 ساعة على توجيه رئيس الوزراء حيدر العبادي خطابه المتلفز الى الشعب العراقي والتي اكد من خلالها على ان الخلاف بين النواب في البرلمان لا يمت بصلة للإصلاح والتعديل الوزاري بل فوضى سياسية قد تقود العراق للمجهول.. وجّه ايضا مساء الجمعة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم كلمة للشعب العراقي تصب في ذات الاتجاه، معصوم حرص على الربط بين استمرار الرئاسات الثلاث بشكلها السابق وبين استمرار الدعم الدولي على صعيد مكافحة الارهاب وكذلك الدعم المالي.

وفي ما يلي نص الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

يابنات وأبناء الشعب العراقي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتحدث إليكم، ومن خلالكم إلى جميع الأخوة والأخوات في قيادات الدولة والقوى السياسية والمجتمعية، وكلنا أمل وثقة في أن نقّدر جميعاً مستوى التحديات التي ما زالت تواجه البلد والشعب على أكثر من صعيد.

أتحدث إليكم وأنطلق من مبدئين أساسين لا اختلاف عليهما وهما:

– اجراء إصلاحات حقيقية وشاملة وذلك وفق برنامج مدروس وتصحيح مسار المؤسسات الحكومية والتشريعية والقضائية في الدولة والابتعاد عن المحاصصات الفئوية والحزبية وإعلاء المصلحة العامة على المصالح الخاصة.

– مراعاة القوانين والاحتكام إلى الدستور كمرجع أعلى لادارة الدولة للحفاظ على أمن ووحدة البلاد.

أؤكد أنه مع التمسك بهذين المبدئين فإن جميع الاختلافات والتباين في وجهات النظر ممكنة وقابلة للنقاش والحوار والاتفاق على ما يصون كيان البلد ويساعد على التقدم في المجالات المختلفة.

يجب أن نمضي جميعا، وعبر أجهزة الدولة، ببرنامج إصلاح شامل يساعد على:

أولا: انهاء مبدأ المحاصصة الحزبية في ادارة جميع دوائر الدولة والهيئات المستقلة والسلك الدبلوماسي والعسكري والأمني مع حفظ توازن المكونات التي حددها الدستور.

ثانيا: القضاء على الفساد ومحاكمة المفسدين بعدالة واستعادة الحقوق العامة.

ثالثا: تعزيز الإنتصارات التي حققتها قواتنا البطلة ضد الإرهاب وتأمين الأمن والسلام والحرية في جميع مدن العراق.

رابعا: تفعيل العمل الحقيقي من أجل مصالحة مجتمعية لترسيخ وحدة الشعب.

خامسا: ايجاد حلول مناسبة لاجتياز الأزمة المالية الخانقة وبما لا يضر شريحة الموظفين وذوي الدخل المحدود.

سادسا: اعتماد برنامج متكامل وبشكل سريع لتطوير البنى التحتية وتقديم الخدمات الأساسية المطلوبة للمواطنين.

هذا هو الإطار العام الذي يجب أن تترجمه الحكومة ومجلس النواب على شكل برامج عملية، شفافة ومعلنة ومحددة بتوقيتات.

مسؤوليتنا جميعاً، كشعب وقيادات دولة، وكأحزاب وقوى سياسية، وكنخب دينية وثقافية وإعلامية واجتماعية، دعمُ حركة الإصلاح بالإسناد وبالتقويم. ومسؤوليتُنا الأكبر جميعاً هي في تعزيز وحدة البلد والشعب وحمايتها.

أيتها الأخوات.. أيها الأخوة

أود أن أشكر من كل قلبي أبناءنا المتظاهرين والمعتصمين الذين التزموا بمبادئ حرية التعبير من خلال ممارسة ديمقراطية بحتة وخرجوا لساحات وشوارع البلاد يطلبون تحسين الخدمات واجراء الاصلاحات وملاحقة ومحاسبة المفسدين ونشد على ايديهم ونؤازرهم بما يطلبون. وأؤكد هنا حق الجميع، وبضمنهم السادة أعضاء مجلس النواب وهم يمثلون سلطة الشعب التشريعية والرقابية، بالتمتع بكامل الحرية في التعبير عن الرأي والموقف بأمن وسلام ومسؤولية وبكرامة وبلا أي ضغط أو إكراه.

المسؤوليةُ الأساس للبرلمان هي حمايةُ الديمقراطية وتعزيزها ومسؤولية البرلمانيين هي حمايةُ وحدة الموقف الوطني على أسس دستورية، وحفظ الحياة السياسية والممارسات الديمقراطية من دون الانجرار إلى المزالق والنفق المظلم في هذه الظروف الشائكة.

نأمل وندعو جميع السادة النواب والقوى السياسية إلى مراعاة هذا الجانب بكل مسؤولية.. كما نؤكد هنا أهمية الحفاظ على هيبة الدولة واستقرارها، إنها خيمتنا جميعاً وإن دستورها هو ما يوحدنا ويجمعنا وينظّم حياتَنا فيها.

وبالتأكيد لا يغيب عن بال الجميع أن العراق حالياً هو مركز العالم لمحاربة الارهاب ويحارب من أجل الحرية نيابة عن الأسرة الدولية وسط ظروف حالكة ونحن بأمس الحاجة إلى وقوف المجتمع الدولي معنا ودعمنا في حربنا المقدسة، كما نحتاج الدعم الدولي والاقليمي لحفظ وتعزيز انتصاراتنا وبناء حياتنا الاقتصادية والخدمية في هذا الظرف المالي الطارئ الذي نمر به.

وهذا الدعم الدولي والاقليمي مرهون بوحدة الموقف واستقرار الحياة السياسية واستمرار العملية الديمقراطية حسب الدستور لكي نضمن كسب ثقة الاصدقاء والاشقاء، وخصوصا الدول المانحة والمؤسسات العالمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

فلنحرص جميعاً من أجل تعزيز الصورة المشرِّفة التي تقدمُها قواتنا البطلة في المؤسسات الأمنية والعسكرية وخصوصا أبطالنا في الجيش العراقي والبيشمركة والحشد الشعبي ومتطوعي العشائر في حربهم المقدسة على سواتر العزة والوفاء، وسوف تتعزز هذه الصورة أمام العالم كلما نجحنا في تجاوز الاختناقات السياسية بحكمة وعقل، وكلما تقدمنا قُدُماً في حركة الإصلاح والبناء.

أدعو جميع الأخوة في قيادات الدولة والقوى السياسية إلى التعاون والاحتكام إلى الحوار البناء وتغليب مصلحة البلاد والشعب على جميع المصالح الأخرى من أجل مستقبل زاهر وواعد.

ليحفظ الله شعبنا آمنا سالما وحرا كريماً.

ليَهدِنا جميعاً إلى ما فيه الخير والصواب.

وليعش العراق حراً ديمقراطياً اتحادياً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ أيضا