بات العراق يواجه صعوبات جمة في توفير أبسط الخدمات والمباني الملائمة للتلاميذ بعد أن كان نظامه التعليمي من أفضل النظم المُماثلة في الشرق الوسط.
وصارت المدارس التي نجت من الهدم والانهيار خلال الصراعات العديدة في العراق تفتقر إلى المرافق الأساسية.
وفي مدينة البصرة الساحلية، بجنوب العراق، طالت يد الإهمال معظم المدارس وخلا كثير منها من دورات المياه.
في مدرسة الغسق الأولية، بمنطقة الزبير، على بعد 20 كيلومترا من البصرة يتلقى زهاء 70 تلميذا دروسهم في وحدات سابقة التجهيز (كرفانات) ويجلس كل أربعة منهم في مقعد لا يتسع إلا لتلميذين فيما يجلس بعضهم على الأرض.
حميد زيدان داغر، رئيس لجنة التدريس والتعليم بالمجلس المحلي للزبير، ذكر أن الفصول التي يتلقى فيها التلاميذ الدروس كانت تستخدم مراحيض في معتقل بوكا.
وبيّن داغر “نحن محرومون من الصفوف، والبناء يحتاج لفترة طويلة، لذا كان الحل السريع هي الكرفانات، ولكن حتى الكرفانات لم نحصل عليها”.
ولفت في حديث لرويترز الى أن “المجلس استعان بمديرية التربية، ووفروا لنا عدة كرفانات، لكنها غير صالحة، هب في حقيقتها دورات مياه للجنود الاميركان في سجن بوكا، وبمساعدة شركة نفط الجنوب حولناها من تواليتات إلى كرافانات”.
وأدى نزوح سكان المناطق التي سيطر عليها تنظيم (داعش) إلى تضخم عدد الأطفال في مناطق أخرى. كما تجول العديد من المدارس في بغداد ومحافظات الجنوب إلى مراكز مؤقتة لإيواء النازحين فزاد العبء على المدارس الأخرى.
ويشكو معظم المدارس من قلة عدد مقاعد التلاميذ ويضطر كثير منها إلى العمل فترتين أو ثلاث في اليوم على حساب ساعات الدرس لكل فترة.
وقالت سجى عبد الحميد، التلميذة بالمرحلة الابتدائية، “الكرفان كله مكسر ووسخ، وماكو كتب ولا رحلات، وسبورة ما عندنا.. دراسة ما كاعدين ندرس.. بس درسين ونرجع للبيت”.
وخصصت الكويت منحة قدرها مليونا دولار لبناء عشر مدارس في العراق للمساهمة في تخفيف أزمة الفصول والمباني التعليمية.
باسم القطراني، مسؤول الإعلام بمديرية التربية في البصرة، لفت الى “صندوق التنمية العربية الكويتي، اطلق مبادرة جميلة في عموم محافظات العراق كانت قبل أربع سنوات، وهذا المشروع يتضمن بناء حوالي 20 مدرسة في عموم العراق، وكانت حصة محافظة البصرة أربع مدارس”.
ويجد القطراني ان المحافظة تحتاج إلى ما لا يقل عن 700 مدرسة جديدة لاستيعاب العدد المتزايد للتلاميذ.
ونوّه “حقيقة بالتقادم ولعدم وجود فسحة الأراضي في البصرة تحتاج إلى حوالي 700 مدرسة تبنى من أجل أن تقضي على الدوام الثنائي والثلاثى والرباعي أحيانا”.
ويقول المسؤولون إن العراق يحتاج إلى بناء 5 الاف مدرسة في غضون عام.
وخصصت الدولة مليارات الدولارات لترميم وإصلاح المدارس التي تضررت خلال الحروب المتعاقبة في العراق وترميم المدارس القديمة. لكن نوعية العمل الرديئة في كثير من الأحيان أدت إلى بقاء كثير من المدارس في حالة مزرية.
