قصيدتان للشاعرة البورمية باندورا باييت هلاينغو

1- هكذا انقرضت الحضارة البربرية

سوف نرعبك بألوانننا

وشمُ سنور أحمر مرقط 

على وجوهنا وبطوننا وأذرعنا،

إله وثني على بوابة القرية 

عظام، قرون، أسنان سابير

هراوات وعصي الخيزران الصلبة 

رماح طويلة حادة 

لمواجهة البرية 

لمواجهة قبائل متناحرة 

لدرء الغرباء 

لتسييج دفاعاتهم

لتأكيد ما يتهموننا به من \”سذاجة\” واستبعاد ما يسمونه \”الصدق\”. 

مع لغتهم الخاصة

مع حياتهم الخاصة، ومنطقهم الخاص 

يعيشون في معنى خاص بهم 

حتى مفهوم العار يختلف 

كذلك قيمة الحياة 

كيف يلقون الحب، وكيف يتلقون العقاب 

كيف يصغون لقرع الطبول 

ليست طبول الـ \”بومم.. بومم.. بومم..\”

بل دمدمة.. دمدمة.. دمدمة 

دمدمة نمر  

تجد كل شيء في قرع طبولهم..

قرعهم مجموعة حيوات مختلفة

نموذج من حياة مرتبة

متكاتفة 

يعطون المجلس فتاة قروية 

كصلاة من أجل صيد أكثر  

ومصارعة الدببة 

وكسح  وادي الجبل.

(أيضا وعلى الأرجح هناك الخوف

والاشمئزاز من الرجل الابيض)

دمدمة.. دمدمة.. دمدمة

انهم يلعبون ويرقصون

طبل الهذيان وكأنه مرافق للموت 

دمدمة.. دمدمة.. دمدمة 

عرَقهم يحترق فوق النار.. وينشطر

دمدمة.. دمدمة.. دمدمة

كوموا الأضحية على المذبح 

دمدمة.. دمدمة.. دمدمة

يإنهم ستمعون الى تنبؤات العراف دون أن يرمشوا 

هدير.. هدير.. هدير 

إنهم يطبّلون لـ\”بيانهم\”. 

إنهم يرقّصون طلباتهم.. 

كلامهم المرمّز.. كتابهم المقدس  

مع عيون صارمة يسائلون سماءهم 

تسجّل الابراج على الراحات العارية 

توقعات الطقس تقرأ بلطف على أوراق الشجر 

ساقوا فرائسهم على هسيس النسيم 

في أيامهم كان ضوء الشمس خاليا من الأشعة فوق البنفسجية  

في أيامهم كان المطر خاليا من المواد الحمضية 

لو أن الحفريات تتكلم   

عن ذلك اليوم  

الذي وصلت فيه مركباتهم فقط.. 

وطافوا وأوصلوا الأغذية المصنعة والأواني   

والألبسة الفخمة المزخرفة 

وسلطة العرض والطلب، والسوق الحرة

كلها تعلمك من تكون ومن أكون وما هو ما! 

ثم يأتي ثم..

أكثر… ثم أكثر 

ثم/ ثم 

ثم بعد ذلك.. الأختام والعلامات 

الألوان والفئات 

التطورات والمذاهب 

المعاني والمتغيرات 

الموضات والإجراءات 

كتفا بكتف

إثر قدم بآخر 

صرير تصادم الكراسي  

ضجيج الصفير والتصفيق 

هذه هي الطريقة التي توفي بسببها صوت الطبول خارجا 

وانقرضت فيها الثقافة البربرية.

2- السام

في كل مرة أكون أكثر دقة 

ألقي بجلدي 

لكن لا تجرؤ على الظن بأنني مرن  

حين أغير ألواني 

فانا أريد أن أتكيف فقط

مع الرمال المتحركة 

مع المياه الغريبة 

لست بذلك الذي يموج قلنسوة رقبته 

للاستهجان والفقدان فقط. 

بالامكان ان تستكين طرفة عيني 

وأن تنوم تحديقي مغناطيسيا..

لكن ذلك لن يمنعني من التقاط ذبابة.. 

إرخاء رأسي لا يعني أني نائم

أوضح مسارك

إعكف مع مساحة جذبك 

راقب نفسك 

إذا لم تكن تعرف أي شيء  

أخمد وكن صامتا 

فسباتي محتقن 

وفي المرة القادمة لن أكتفي بالخشخشات..

إقرأ أيضا