إلى آخر المراجع العظام

  أفتقد الطريقة المثلى التي أخاطبك بها، لا أؤمن بمقولات الاجتهاد والتقليد في هذا المقام،…

 

أفتقد الطريقة المثلى التي أخاطبك بها، لا أؤمن بمقولات الاجتهاد والتقليد في هذا المقام، نعم أنا أحبك ومؤمن بك، آمنت بإنسانيتك بعد أن كنت أراك مرجعاً من مراجع النجف تلميذاً للسيد الخوئي وخليفة له، علقت عليك آمالاً لا تُحصى، منذ أن رأيتك لأول مرة عام 1993 وصليت خلفك في جامع الخضراء بزهوٍ منقطع النظير، لا أعرف عدد الصور التي جمعتها لسماحتك، ولا أتذكر عديد المرات التي زرتك فيها وأنا في مقتبل العمر، في الكلية يقبل الطلاب على ما تهفو عليه قلوبهم.

 

أما أنا فلا أهفو إلا اليك، غير أن هذا الحب تحول إلى أملٍ بمستقبلٍ واعد بعد 2003، لا يزال صدى عبارتك المشهورة حينما حاول الأميركان وضع دستور للعراق على غرار التجربتين الالمانية واليابانية عبارتك التي لم تفارقني (صوت واحد لشخص واحد)، رأيت فيك كاظم يزدي القرن الحادي والعشرين، أبهرتني حكمة الرجل الجالس في بيته متصوفاً كما وصفه الأخضر الابراهيمي، مثلما صدمتني كلمة هاني فحص عندما وصفك بـ(آخر المراجع العظام)، خرجنا بمسيرات حين طلبت ذلك إبان وضع الدستور، قلت لنا: اجعلوه عراقياً خالصاً، غير أن هذا الدستور وما نبع منه جعلنا نهبا صيح في حجراته، ومن أوحيت لنا بانتخابهم أوصلونا الى ما تراه وتسمعه، سيدنا الجليل، أنت تمتلك القدرة على سدّ بابك بوجوههم وتستطيع ان تسكت بعد أن جعلوا صوتك يبحّ، لكن ماذا تفعل هذه الجموع التي مزقها التعب والعوز والقلق وعزرائيل الذي يتربص بهم في كلِ أوان ومكان؟

 

يراهن ساستنا الذين التفوا بعباءتك على الزمن كي يغيبك، ونحن نراهن على كلمة منك، الزمن والأمان معهم، والقلق والخوف كل ما نملك، رهاناتهم على ضياع حياتنا، وأملنا في كشف الغطاء والتدخل لما يحصل وسيحصل، لا بديل عنك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه،  فهل ستسمع صوتنا يا آخر المراجع العظام؟

 

إقرأ أيضا