الانقلاب العسكري في تركيا والموقف منه

  نشرت على صفحتيَّ على الفيسبوكوتويتر، وفي الدقائق التي كان الانقلاب العسكري في تركيا يتقدم…

 

نشرت على صفحتيَّ على الفيسبوكوتويتر، وفي الدقائق التي كان الانقلاب العسكري في تركيا يتقدم بسرعة ويسيطر على مفاصل مهمة من العاصمة منشورا سريعا رفضت فيه الانقلاب العسكري ضد الرئيس المنتخب وحكومته وقد وردت عدة تعقيبات على المنشور في صفحتي هذه والصفحات الصديقة رددت على أغلبها في حينه و بهدف التوضيح والترويج لبعض بديهيات الديموقراطية وحقوق الإنسان التي يتناساها البعض في غمرة غضبهم النبيل أو غير النبيل و اندفاعهم العاطفي الذي يمكن تفهمه أنشر هنا بعض ردودي.
إن كل انقلاب عسكري ضد رئيس وحكومة منتخبة وفق معايير عالمية ومعترف بها من المعارضة في بلدها يعتبر عمل لا شرعي و إجرامي تجب إدانته سواء كان ضد الرئيس الماركسي سلفادور الليندي في تشيلي أو الإخواني محمد مرسي في مصر ، أما الانقلابات والانتفاضات العسكرية ضد انظمة استبدادية اوتوقراطية عميلة للدول الأجنبية لا تعرف الديموقراطية ولا الانتخابات في مقبولة وإيجابية ويبقى الموقف من النظام المتولد عنها رهنا بطبيعة هذا النظام وموقف الشعب منه. وما حدث ليلة البارحة في تركيا هي محاولة انقلابية ضد رئيس وحكومة منتخبين تجب إدانتها والتضامن مع الشعب التركي صاحب الحق الوحيد في انتخاب و خلع حاكميه بغض النظر عن الموقف الشخصي من هذا الرئيس التركي المنتخب أو ذاك و سياسياته الخارجية وإدارته لعمليات القمع ضد مكون قومي كبير من المجتمع في الدولة التركية وهم الأكراد و ارتباطاته ودعمه أو سكوته المتواطئ مع العصابات التكفيرية ” داعش ” و أخواتها… أما الموقف من انتفاضات شعبية تبدأ سلمية ثم تتطور الى عصيان مدني شامل تتوجه انتفاضة مدنية وعسكرية ضد نظام استبدادي فهي عمل ثوري يجب تأييده و دعمه و المشاركة فيه دون تردد.
وحول تعليق قال صاحبه ما معناه ان نظام نوري المالكي عندنا منتخب أيضا فهل ينبغي رفض الانقلاب ضده ؟
علقتُ : إن المالكي ومن قبله ومن بعده لم ينتخبهم الشعب العراقي بل جاؤوا بصفقات سرية وفق معادلة نظام جاء به احتلال اجنبي قائم على المحاصصة الطائفية والعرقية و بدون وجود حتى قانون احزاب ، ومع ذلك وحتى هنا فانا ضد الانقلاب العسكري في الحالة العراقية ولكني مع انتفاضة شعبية تسقط هذا النظام قد تتطور عن عصيان مدني شامل.. وبعد كل شيء فلكل انسان قناعاته ولكن هناك ثوابت على من يدعي الديموقراطية وحقوق الإنسان التمسك بها وسبق وان وقفت ضد انقلاب السيسي ضد الرئيس الإخواني المنتخب في مصر مع إنه كان رئيسا فاشلا بكل المقاييس الجيوسياسية ولكن الثوابت تبقى ثوابت ولا يغير منها حالة نفسية أو رد فعل ذاتي وآخر ما يهمني في هذا الصدد هو ما يقوله الآخرون عن قناعاتي الشخصية طالما كنت احترم حق الاخرين في التعبير عن قناعاتهم ويحترمون حقي نفسه.

 

باختصار : لا يمكن المقارنة بين الوضع في العراق و في تركيا ، واذا كان الرئيس التركي أردوغان قد اخطأ وارتكب تجاوزات وهذا اكيد فالشعب التركي وحده له الحق في محاسبته.

 

*كاتب عراقي

إقرأ أيضا