الآثار النيابية تكشف لـ(العالم الجديد) عن فشل مفاوضات استرجاع الأرشيف اليهودي من واشنطن

لا تزال الولايات المتحدة الأميركية تماطل في إعادة الأرشيف اليهودي العراقي إلى بغداد, بعد أن نقل الى واشنطن خلال الفترة التي تلت سقوط النظام السابق  في ظروف غامضة، ولا أحد يعرفها عنها شيء\”.

وتقول واشنطن انها تحتفظ بالأرشيف من اجل صيانته وإعادة تأهيله، لكن مصدرا سياسيا يؤكد لـ\”العالم الجديد\” أن الأرشيف اليهودي العراقي نقل الى اسرائيل.

ويتفق المسؤولون العراقيون على أن عملية نقل الأرشيف اليهودي الى الولايات المتحدة هو خطأ فادح ارتكبه العراق. وتواجه الحكومة المركزية في بغداد صعوبات وعوائق في إعادته.

وعثر الجيش الأميركي على وثائق وملفات الأرشيف اليهودي في أيار 2003 في سرداب احد مقرات أجهزة الأمن التابعة لنظام الرئيس الأسبق صدام حسين.

ويقول بكر حمه صديق، رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس النواب،  إن \”هناك تواطؤا كبيرا من قبل وزارة الثقافة في ملف إعادة الأرشيف اليهودي إلى بغداد\”، ويوضح \”أنها الجهة الوحيدة المعنية بالأمر وتمتلك صلاحية نقله خارج البلد\”.

ويشير صديق، في حديث لـ\”العالم الجديد\” إلى ان \”المفاوضات التي جرت مؤخراً مع الولايات المتحدة لاستعادة الارشيف اليهودي الموجود لديها حاليا فشلت بسبب رفض الجانب العراقي اقتراح واشنطن باعادته على دفعتين\”.

وسبق لوزير السياحة والآثار لواء سميسم أن رفض طلباً أميركياً بإعادة نصف الأرشيف اليهودي إلى بغداد، وطالب بإعادته كاملاً فضلاً عن إعادة الآثار العراقية التي سرقت عقب دخول القوات الأميركية عام 2003.

ويشدد صديق على \”تكثيف الحوارات عبر الطرق الدبلوماسية لاستعادة هذا الارث الحضاري الكبير لأنه ملك لكل العراقيين\”.

وبحسب صديق فإن \”هناك اتفاقية بين العراق وواشنطن تنص على اعادة هذا الارشيف بعد الانتهاء من صيانته وتأهيله\”، ويعتبر ان \”اي مماطلة من الجانب الاميركي تعتبر تنصل واضح عن هذه الاتفاقية\”.

ويلفت صديق الى ان \”عملية نقل الأرشيف الى واشنطن كانت خطأ فادحاً قد يكلف خسارته في ظل التحركات اليهودية القائمة من اجل الاستحواذ عليه لأنهم يدعون بانه ملك له\”، ويرجّح بان \”تكون عملية نقله يتخللها الفساد\”، ويستدرك \”وزارة الثقافة تتحمل إعادة الأرشيف لانها الجهة الوحيدة التي تمتلك صلاحية نقل هذا الارشيف خارج البلاد\”.

وطالب سيناتور أمريكي يهودي قبيل أيام وزارة الخارجية الأمريكية \”بعدم إعادة الأرشيف اليهودي إلى العراق\”، لأنه \”لا يوجد في العراق يهود لضمان بقاء الأرشيف بمتناول أيديهم\”.

وطالب أيضا بـ\”إيجاد بلد آخر غير العراق لحفظ وثائق ومقتنيات الأرشيف فيه، فيما طالبت الجمعيات اليهودية في أمريكا، مطلع الشهر، الحكومة الأمريكية \”بعدم إرجاع مقتنيات الأرشيف اليهودي العراقي إلى بغداد\”، لأن يهود المهجر \”هم الأحق بامتلاك الأرشيف\”، وأكدت أن الأرشيف \”سيتعرض للضرر أو للتلف\” في حال إرجاعه.

ويقول مصدر سياسي لـ\”العالم الجديد\” إان \”هناك معلومات لدى الحكومة العراقية تفيد بنقل الارشيف اليهودي من اميركا الى اسرائيل\”.

ويؤكد المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، ان \”واشنطن تحاول المماطلة مع الحكومة العراقية بهذا الملف من خلال التأكيد على انه ما يزال في مراحل التاهيل\”.

بمقابل هذا، يرفض سامي العسكري، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، المساومة على قضية استرجاع الارشيف اليهودي.

ويقول العسكري، في تصريح صحفي اطلعت عليه \”العالم الجديد\” ان \”واشنطن تراوغ وتعطي صورا عن العراق بانه غير مؤهل في الوقت الحاضر لامتلاكه محاولة منها بالاحتفاظ به, لكنه يكشف عن تحركات يهودية داخل الكونغرس الامريكي للاستحواذ عليه\”.

ويؤكد العسكري ان \”الأرشيف اليهودي ملك للعراق ونقله من قبل الأمريكان إلى أمريكا منذ البداية، كان خطأ كبير، لكن العراق كان وقتها تحت الاحتلال، والآن بعد حصوله على سيادته الكاملة، وخروجه من الفصل السابع، لم تعد هناك أية حجة لبقائه في أمريكا\”.

ويشير إلى أن \”اللوبي اليهودي ومجموعات الضغط اليهودية، تؤثر في القرار الأمريكي وهي تحاول أن تشكل ضغطا كبيرا بهذا الاتجاه، لكن الحكومة العراقية والبرلمان موقفهم واضح، وهو لا تنازل عن حق العراق بهذا الأرشيف\”.

ويشير وبحسب العسكري، فأن الحكومة العراقية ووزارة الخارجية تحركت على هذا الموضوع، لكن الحكومة الأمريكية محكومة بمجموعة عوامل منها الكونغرس ومحاولة تصوير العراق بأنه غير مؤهل أو غير أمن للاحتفاظ بهذا الأرشيف، وهذه كلها تبريرات لتعطيل عملية رجوعه\”.

إقرأ أيضا