“الدلمج” حينما يتحوّل مسطح مائي الى أهوار

يتفق الجميع ان الاهوار التاريخية في العراق هي اهوار جنوب العراق الموزعة بين محافظات البصرة،…

يتفق الجميع ان الاهوار التاريخية في العراق هي اهوار جنوب العراق الموزعة بين محافظات البصرة، ذي قار وميسان، لكن ذلك لا يعني عدم وجود اهوار في مناطق اخرى من العراق لا تقل اهمية عن اهوار الجنوب، ومن بينها “هور الدلمج” الذي تتوزع مساحته بين محافظتي القادسية وواسط، واصبح ملاذا لصيادي الاسماك والطيور.

ليس بعيدا عن من مدينة “نيبور” التاريخية يمتد هور الدلمج على مساحة جغرافية تقدّر بحوالي 120 الف دونما، يقع حوالي 60% من تلك المسافة ضمن الحدود الادارية لمحافظة القادسية فيما تقع المسافة المتبقية ضمن الحدود الادارية لمحافظة واسط، وقد انهى الطرفان قبل عدة سنوات جدلا دام طويلا حول عائدية هور الدلمج، حينما تم ترسيم الحدود الادارية بينهما وفقا لخارطة كارل ستول المثبتة عام 1949.

ان هور الدلمج حديث العهد، اذ نشأ في النصف الثاني للقرن العشرين مع تنشيط منظومة المصب العام، وذلك حينما تم استثمار ذلك المنخفض للتخفيف من ضغط مياه المصب العام خصوصا في الاجزاء الجنوبية منه قرب محافظة ذي قار، من هنا انشئت بحيرة الدلمج كمنظومة سيطرة وخزن، لكن ذلك المسطح المائي سرعان ما كبر شيئا فشيئا، نمى وتطوّر واخذ شكل الاهوار بعد نمو القصب والبردي فيه وتكاثر الاسماك والطيور.

صيادو الاسماك وجدوا في الدلمج ضالّتهم، استطاعوا من خلاله سد ما تحتاجه المدن القريبة من الثروة السمكية، وهكذا الحال ايضا بالنسبة لصيادي الطيور، سيما وان الدلمج اصبح محطة مهمة في طريق الطيور المهاجرة. بالإضافة الى انتشار مربي الجاموس على ضفاف الدلمج.

ومع كثرة الاحاديث والمبادرات التي تتحدث عن استثمارات سياحية الا ان الدلمج يشترك مع بقية اهوار العراق بما يتعرض له من اهمال كبير، فلا الحكومة المركزية عملت على الاهتمام بالدلمج ولا الحكومات المحلية في القادسية وواسط قامت بما عليها تجاه تلك الرقعة الجغرافية الحيوية.

من يذهب للدلمج يشكو وعورة الطريق اليه، اضافة الى عدم وجود أي خدمات تستقطب الزوار، هكذا الحال ايضا بالنسبة لمن يعيشون على ضفاف اذ يفتقدون الى ابسط الخدمات. الاهوار عموما تتعرض لاهمال متعمد والدلمج ليس استثناءا من ذلك.

 

إقرأ أيضا